الحدث

ليس نهاية العالم

لقد قدمت الجزائر كل أوراقها الرابحة من أجل قبول ملف عضويتها في مجموعة "البريكس"، غير أنه يبدو أن هناك عوامل أخرى لم ترجح كفة الجزائر لدى دراسة ملفات ترشح الدول التي كانت ترغب في الانضمام لهذه المجموعة الاقتصادية، التي أصبحتالآن تضم 6 أعضاء جدد.

وكانت الجزائر قبل ذلك قد رمت بكل ثقلها للانضمام إلى مجموعة "البريكس"، كخيار سيادي واستراتيجي على حسب ما اعتبره وزير المالية في كلمته بمناسبة انعقاد قمة جوهانسبورغ، وأيضا انطلاقا من تطابق وجهات نظرها مع دول هذه المجموعة من حيث الرؤية الإستراتيجية والمبادئ الأساسية، سيما وأنها كانت في طليعة الدول التي رافعت من أجل بناء نظام عالمي اقتصادي جديد.

لقد تحدث البعض عن احتمالية تدخل أطراف أخرى خارجة عن المنظمة من اجل الضغط والتأثير على دول مؤسسة لهذه المجموعة، لثنيها عن قبول ملف الجزائر، وإن صحت هذه الفرضية فإن الجزائر تتعرض فعلا لمؤامرة وجب التنبه إليها مع الأخذ بالحسبان هذا الطرح مستقبلا لدى تقديم طلب جديد للانضمام إلى "البريكس".

إن عدم انضمام الجزائر لمنظمة "البريكس" ليس نهاية العالم، لكن بالمقابل وجب العمل أكثر وعلى جميع المستويات ليس فقط من أجل قبول ملفنا ولكن من أجل فرض أنفسنا في مثل هكذا معارك، بدءا من مراجعة النقائص والاختلالات، خاصة على الصعيد التنموي الداخلي، على اعتبار أن القوة الاقتصادية تعد أهم عوامل التأثير وكسب مثل هذه المعارك.

الأكيد أن رفض ملف الجزائر بمجموعة "البريكس"، قد حز في نفوس الكثير من الجزائريين، لكن لا ينبغي أن يترك العنان للتأويلات وخطابات التهكم التي طغت على الفضاء الأزرق عقب الإعلان عن الدول المعنية بالانضمام الى المجموعة.

وفي انتظار أن يتم الكشف أكثر عن الدوافع الحقيقية وراء رفض ملف الجزائر الانضمام إلى البريكس لهذا العام، تبقى التحليلات مجرد افتراضات وتخمينات، سيما وأن ما أفرزته قرارات القمة الـ 15 لهذا التكتل الاقتصادي، بشأن الانضمام لهذه المجموعة، أكدت أن هذه المسألة لا تحكمها ضوابط محددة، وهو ما تجلى من خلال الدول التي تم قبول ملفاتها.

من نفس القسم الحدث