الحدث

الجزائر تمنع عبور الطائرات العسكرية الفرنسية إلى النيجر

موافقة المغرب تأكيد على السياسة العدوانية لنظام المخزن

رفضت الجزائر فتح مجالها الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي للقيام بعملية عسكرية في النيجر، وهو الموقف الذي يتماشى ومبادئها الراسخة الرافضة لاستعمال القوة، والمدافعة عن الخيار السياسي السلمي لحل الازمات، وهو ما يتنافى والموقف المغربي الذي منح موافقته لباريس وقرر الترخيص لمقاتلاته الحربية بعبور أجوائه وضرب النيجر، لتطبع بذلك وصمة عار جديدة على جبين المخزن الذي ما فتئ يخذل جيرانه وأشقاءه في جميع المواقف. 

نقلت الإذاعة الجزائرية استنادا إلى مصادر وصفتها بـ"المؤكدة"، أن الجزائر رفضت الترخيص للطائرات العسكرية الفرنسية بعبور مجالها الجوي من اجل ضرب النيجر على خلفية الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم نهاية الشهر الماضي، وهو الموقف الذي يأتي تماشيا مع موقفها الرسمي الرافض للتدخل العسكري بالنيجر والذي أكدت من خلاله أن التدخل العسكري بهذا البلد سيحدث منزلقات أمنية خطيرة تؤثر على كل دول المنطقة، كما كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أكد سابقا أن مآلات الانقلاب العسكري بالنيجر -الذي أدانه-، هي أهون من مآلات التدخل العسكري في هذا البلد لما من شأنه أن يحدث حالة فوضى كبيرة ويسمح بعودة نشاط الجماعات الارهابية بالمنطقة.

وأوردت الإذاعة الجزائرية، أن فرنسا تستعد لتنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر والمتعلقة بتدخل عسكري  في حال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم،  مؤكدة أن التدخل العسكري "بات وشيكا والترتيبات العسكرية جاهزة"، لافتتة إلى أن رد الجزائر على الطلب الفرنسي "كان صارما وواضحا"، على عكس نظام المخزن الذي وافق على فتح مجاله الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي لتنفيذ ضرباته ضد النيجر، وأوردت الإذاعة أنه "وأمام الرفض الجزائري، توجهت فرنسا إلى المغرب بطلب الترخيص لطائراتها العسكرية عبور أجوائه الجوية، وأطلعت السلطات المغربية المختصة بمخططات الطيران، حيث قررت  الاستجابة إلى الطلب الفرنسي".

إلى ذلك، أشاد خبراء سياسيون نيجيريون بموقف الجزائر الرافض للتدخل العسكري بالنيجر، حين اكدوا في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة، أمس،  خطورة الخيار العسكري لحل الأزمة، وفي هذا الشأن، قال الخبير السياسي والناشط الإنساني في النيجر ألقسوم عبد الرحمن، "إن التدخل العسكري سيكون بمثابة كارثة إنسانية أكبر بكثير من التي  شهدناها الفعل في الصومال أو ليبيا". معتبرا أن يجب أيضا الأخذ بعين الاعتبار حجم قضية اللاجئين، والتي أصبحت حادة بالفعل، فيما أكد بوبكر ديالو عميد جامعة نيامي أن موقف الجزائر مرحب به في بلاده التي دافعت دائما عن مبادئ الأخوة والتعاون في مختلف الصراعات الإقليمية، وذكر المتحدث ذاته بإنشاء لجنة أركان العمليات المشتركة، بمبادرة من الجزائر، معربا عن قناعته بأن الاتحاد بين بلدان الساحل والمغرب العربي وحده هو الذي سيجعل من الممكن "محاربة نقاط الضعف".

من نفس القسم الحدث