الحدث

"الجبهة الداخلية" تعيد الحياة للأحزاب

"ندوة التلاحم" أفاقتها من سباتها الطويل

أعادت الندوة الوطنية المنعقدة أمس، حول تعزيز التلاحم وتأمين المستقبل، الحياة للأحزاب السياسية، التي دخلت منذ أشهر في سبات عميق صامت خلاله عن التصريح، لبرز بعض قادتها مجددا ويجمعوا على الانخراط في أي مبادرة من شانها تقوية وتمتين الجبهة الداخلية، ما يعكس الأهمية القصوى التي توليها هذه التشكيلات السياسية للامن الداخلي وحماية مؤسسات الدولة. 

يبدو أن الأحزاب السياسية قد قررت اخيرا الخروج من القوقوعة التي حشرت نفسها فيها والعودة للواجهة، بعد غياب طال لعدة أشهر اختفت بموجبه تصريحات قادتها وتعليقاتهم على عدة قضايا وملفات شغلت بال الرأي العام خلال الفترة الأخيرة، فبمجرد الإعلان عن عقد ندوة وطنية حول تعزيز  التلاحم وتأمين المستقبل، شهدت المبادرة مشاركة عدة تشكيلات أكدت دعمها لجميع مبادرات الحفاظ على الأمن الداخلي وحماية الدولة ومؤسساتها، وهو المبدأ التي تقوم عليه أغلب الأحزاب السياسية بالوطن. 

وفي هذا الشأن، أكد المكلف بالتسيير المؤقت لحزب التجمع الوطني الديمقراطي ياحي مصطفي، انخراط "الأرندي" بكل مسؤولية ضمن مبادرة التلاحم الوطني، مشيرا أن الحزب ينخرط في كل مبادرة سياسية تهدف إلى حماية الدولة ومؤسساتها، موضحا في كلمته خلال انعقاد الندوة الوطنية أنه يؤمن بأن نعمة الأمن والاستقرار جاءت بفضل الجهد الأمني والاجتماعي للدولة الجزائرية في محاربة كل ما يهدد النسيج المجتمعي الجزائري، مُثمنا جهود الدولة الجزائرية التي تبقى بحاجة إلى جبهة داخلية متينة وقوية يُغذيها المزيد من التجنيد والوعي من الطبقة السياسية، وعبّر ياحي مصطفى عن أمله من هذه الندوة في أن تكون انطلاقة لمسار تعبوي حقيقي تنخرط فيه كل القوى السياسية والمجتمعية للبلاد، مؤكدا أن هذا الأمر "يتطلب منا العمل على مُقاربة جديدة تهدف إلى احتضان هذه المبادرة لأكبر عدد ممكن من الجزائريين والجزائريات".

كما دعّم المتحدث ذاته، الموقف القوي للدبلوماسية الجزائرية منذ اللحظات الأولى لحدوث الأزمة في النيجر، ورفضها لأي تدخل عسكري، مضيفا أن "ما عاشته بعض الدول كسوريا والنيجر يدعونا إلى اليقظة والتجنيد لبناء حزام وطني صلب للالتفاف حول مكتسبات الدولة".

من جهته، قال رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، إن "رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سيجد منا كل الدعم في حماية وصية الشهداء وحفظ أمن واستقرار البلاد"، مؤكدا وفاء حركته للشعب الجزائري، موضحا أنه يدرك جيدا المخاطر التي تُحيط بالبلاد، مضيفا أن حركته تؤمن بأهمية تمتين الجبهة الداخلية وهذا الأمر تمثل في عقد هذه المبادرة، وأضاف: "ليعلم الشعب الجزائري أن وفاءنا له يعكس اجتماعنا في ندوة التلاحم الوطني، ونؤكد أهمية الندوة التي نتطلع إلى ترقيته إلى فضاء حوار يستوعب كل التيارات".

كما قال بن قرينة، إن هذه المبادرة هي خالصة للوطن وليست حسب الظرف ولا الحزب ولا أي استحقاق وطني، مؤكدا أنها أكبر مبادرة شهدتها الساحة السياسية منذ الاستقلال، وكشف المتحدث ذاته، أن الجزائر دولة سلم وسلام ووفية لمبادئها وحريصة على التعاون في إطار الندية، موضحا: "نحن ملتحمون مع الجيش بكل قوة وواثقون في قدرته على حماية الجزائر من أي تربص بها"، وفي ختام كلمته كشف بن قرينة، أن هناك بعض الأبواق أرادوا أن يشوشوا على المبادرة قبل بدايتها، مشددا على أهمية التلاحم والتعاون لترقية الحوار من أجل الجزائر.

وفي كلمته، قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، ان الجزائر هي البلد الوحيد في المنطقة التي تملك قرارها السياسي وهذا يعتبر تحدي كبير يتطلب منا جميعا التلاحم لأجل حماية الوطن، وأوضح بعجي، في هذا الصدد أن مبادئ الجزائر اليوم والوقوف مع الشعوب المضطهدة جعلها تقع تحت التهديدات، خاصة ان الجزائر لها تأثير إقليمي ودولي يتطلب منا الدفاع على مؤسسات الدولة وأولها رئاسة الجمهورية والجيش، وأضاف بعجي: "دورنا اليوم يبدأ من خلال هذا اللقاء الكبير وما هي إلا انطلاقة ولا يعني اننا نقصي الغائبين ونريد منهم الحضور، لأن الهدف ليس اللقاء في الصالونات الضيقة ولكن يجب النزول إلى الميدان للتوعية المواطنين"، كما أشار المتحدث ذاته، الى ضرورة التلاحم لأن الجزائر اليوم تحتاج لكل أبناءها المخلصين في كل المراحل.

من نفس القسم الحدث