الحدث

الجزائر تعزّز شراكتها مع "العملاق" الصيني

استثمارات بـ 36 مليار دولار وتطوير مشروع "بوغزول"

سمحت الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى الصين بالدفع بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أبعد وتعميق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وهو ما تبرزه الأرقام التي أعلن عنها  رئيس الجمهورية بخصوص الاستثمارات الصينية المرتقبة بالجزائر والتي ستبلغ 36 مليار دولار، تشمل العديد من القطاعات.

تسعى الجزائر إلى تنويع شركائها الاستراتيجيين، وهو ما يتضح من خلال الزيارات التي يجريها الرئيس تبون إلى العديد من الدول الفاعلة لاسيما على الصعيد الاقتصادي، آخرها الزيارة التي أجراها إلى جمهورية الصين الشعبية والتي دامت لخمسة أيام، وتوجت بالتوقيع على العديد من اتفاقيات الشراكة والتعاون، خلال أعلن حلالها رئيس الجمهورية عن ضخ الصين استثمارات كبيرة بالجزائر.

وقد توجت الزيارة بإصدار بيان مشترك والتوقيع على 19 وثيقة, بين اتفاقية للتعاون ومذكرة تفاهم, تعكس عمق العلاقات التاريخية المتجذرة التي تجمع البلدين وتترجم رغبتهما في الدفع قدما بمسار التعاون الثنائي، حيث قال رئيس الجمهورية خلال لقاء جمع بأفراد الجالية الجزائرية بالصين أن هذه الزيارة "فتحت آفاقا مهمة للاستثمار" بين البلدين الصديقين بحجم وصل إلى 36 مليار دولار في عدة مجالات من خلال مشاريع ضخمة بين البلدين.

ومن بين أهم ما توجت به زيارة الرئيس تبون إلى الصين،الاتفاق استحداث لجنة مشتركة لدراسة تجسيد مدينة بوغزول وفق تصور تكنولوجي متطور، الأمر الذي من شأنه أن يعيد تحريك هذا المشروع الضخم الذي توليه السلطات العمومية أهمية كبرى، كما اتفق الطرفان أيضا على "مراجعة النظام الجزائري للبناء المضاد للزلازل" بهدف "تكييفه مع التكنولوجيات الحديثة بإشراف خبراء في إطار لجنة مشتركة" للبلدين .

إلى ذلك أجرى رئيس الجمهورية حوارا مع القناة التلفزيونية الصينية "سي.سي.تي.في"، أكد خلاله إرادة الجزائر في إقامة مشاريع مشتركة مع الصين تشمل مختلف مجالات التعاون. وقال الرئيس تبون, خلال هذا الحوار الذي بثته القناة الصينية أول أمس الجمعة: "نعمل على إقامة مشاريع مشتركة مع الصين في كل المجالات, بما في ذلك السكك الحديدية والمناجم", مبرزا أن قانون الإستثمار الجديد في الجزائر "يفتح آفاقا واسعة لكل المستثمرين".

وبعد أن ذكر بأن الجزائر "مرتاحة في تعاملاتها مع الصين", أكد الرئيس تبون بأن الجزائر "تتطلع إلى إقامة شراكة جزائرية- صينية في مجال الفضاء".ولفت في ذات السياق, إلى أن الجزائر أصبحت كذلك "من الأقطاب الكبيرة في مجال الطب على مستوى إفريقيا والمتوسط". وأضاف قائلا في هذا الشأن: "نتطلع إلى شراكة جزائرية-صينية في الأسواق الإفريقية", لاسيما وأن الجزائر -مثلما قال- "دولة عظمى في إفريقيا وبإمكانها أن تكون وسيطا بين الصين ودول القارة الإفريقية".

إلى ذلك أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر طلبت رسميا الانضمام إلى البنك التابع لمجموعة "بريكس" كعضو، وبمساهمة أولى قدرها 1،5 مليار دولار، مبرزا أن انضمام الجزائر للمجموعة التي تضم خمس دول ناشئة "يفتح آفاقا اقتصادية جديدة" وقال رئيس الجمهورية، في "طلبنا رسميا الانضمام إلى مجموعة بريكس وإلى "بنك بريكس"، وقد راسلنا مديرة البنك، رئيسة البرازيل سابقا، لكي تكون الجزائر عضوا مساهما في البنك وبمساهمة أولى قدرها 1،5 مليار دولار".

للإشارة، تعتبر مجموعة "بريكس" تكتلا تأسس في 2009 ويضم في عضويته كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا التي تمثل أبرز الاقتصاديات الناشئة في العالم.

ومن هذا المنطلق تبرز الإرادة القوية للقيادة العليا في البلاد من أجل تجسيد المشروع النهضوي الذي تراهن عليه البلاد للخروج من التبعية للمحروقات وتنويع الصادرات، من خلال تعزيز التعاون مع شركائها الاستراتيجيين، بينها الصين التي تعد احد اكبر الاقتصادات في العالم، وعضوا في مجموعة "البريكس" التي تسعى الجزائر إلى الانضمام إليها، حيث من شأن المشاريع الضخمة التي أطلقتها الجزائر أن تجعل من منها قطبا اقتصاديا مهما في القارة الإفريقية.

 

من نفس القسم الحدث