الحدث

تحركات لتعزيز الشراكة وتفعيل دور الجزائر

الرئيس تبون يحلّبقطر قبل توجهه إلى الصين

حل، أمس، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بقطر في زيارة عمل تدوم يومين يلتقي خلالها أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتأتي هذه الزيارة موازاة مع التطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات بين البلدين، وفي ظل توافق مواقف الطرفين حول عديد القضايا، سواء الثنائية أو ما تعلق بالقضايا العربية والٌإقليمية والدولية، إلى ذلك، سيشرع الرئيس تبون، بداية من يوم غد، في زيارة دولة تقوده إلى جمهورية الصين الشعبية.

وكان في توديع رئيس الجمهورية، أمس، الوزير الأول السيد أيمن بن عبد الرحمان، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، محمد النذير العرباوي، بحيث وبعد أن استمع إلى النشيد الوطني, استعرض الرئيس تبون تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية بمطار هواري بومدين الدولي.

وتأتي زيارة العمل التي يقوم بها رئيس الجمهورية إلى قطر في ظل العلاقات الأخوية المميزة التي تجمع البلدين التي يطبعها التواصل والتشاور الدائم في مختلف الملفات والقضايا العربية والٌإقليمية والدولية، وهي علاقات مرشحة لترتقي إلى أسمى المراتب بمناسبة زيارة العمل التي يقوم بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون, إلى هذا البلد الشقيق.

وشهدت العلاقات الثنائية بين الجزائر وقطر خلال السنوات الأخيرة تطورا كبيرا، وذلك تجسيدا لإرادة مشتركة بين قائدي البلدين الشقيقين للرقي بها إلى أسمى المراتب، وقد ساهمت سلسلة اللقاءات والاتصالات الثنائية والمشاورات بين رئيس الجمهورية وأخيه أمير دولة قطر, الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, وكذا الزيارات المتبادلة في تعزيز هذه العلاقات وتوسيعها.

وكانت زيارة الرئيس تبون إلى دولة قطر شهر فبراير 2022، محطة هامة لنقل مستوى العلاقات بين البلدين إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية الواعدة, كما رسمت هذه الزيارة بعدا جديدا للعلاقات بين البلدين القائمة على أساس الثقة المتبادلة.

بدورها، ساهمت زيارة أمير دولة قطر إلى الجزائر في فبراير 2020 في ترسيخ التعاون بين البلدين على كافة الأصعدة، لا سيما على المستويين الاقتصادي والاستثمار اللذين عرفا نموا على كافة المستويات، وقد وصف الرئيس تبون في عدة مناسبات العلاقات الجزائرية-القطرية بالأخوية والطيبة، كما ثمن أمير دولة قطر من جانبه, دور الجزائر الإقليمي والعربي وتاريخها المشرف في حل الكثير من النزاعات.

وقطع البلدان خلال عام 2022 أشواطا كبيرة في مسيرة العمل المشترك ورفع مستوى التعاون في مختلف المجالات يترجمها التوقيع على عدة مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون, من بينها اتفاقية متعلقة بإقامة المشاورات السياسية والتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين واتفاقية تتعلق بالتعاون القانوني والقضائي, إلى جانب اتفاقيات ومذكرات أخرى في قطاعات السياحة والصناعة, الصحة والتعليم العالي, بالإضافة إلى إطلاق خط جوي بين الجزائر والدوحة في صائفة 2022, ومشروع بناء المستشفى الجزائري-القطري-الألماني, وتوسعة مركب الشركة الجزائرية-القطرية للحديد والصلب بمنطقة بلارة, بولاية جيجل.

وفي هذا الصدد، سجل الجانبان ارتياحهما للتشاور والتنسيق الثنائيين، وتطلعهما إلى تعزيزهما على كافة المستويات، إلى جانب التأكيد على وجود توافق تام بخصوص مختلف الملفات, لاسيما القضايا الخاصة بالعالم العربي والشأن الدولي والإقليمي وتنسيق مواقفهما بما يعزز الأمن والاستقرار في العالم.

وتتوافق مواقف الجزائر وقطر حول ضرورة بلورة حلول سلمية للأزمات وتشجيع العمل على إرساء علاقات دولية متوازنة تحتكم لميثاق الأمم المتحدة ومبادئها الراسخة، كما تشدد الجزائر وقطر أيضا على أهمية إعلاء قيم الوحدة والتضامن بين الدول العربية لتجاوز مختلف الأزمات الراهنة ويتفقان في ذات الصدد على دعم أطر وآليات العمل العربي المشترك وتعزيزها.

إلى ذلك، ينتظر أن يحل غدا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بجمهورية الصين الشعبية في زيارة دولة، بدعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، وتدخل هذه الزيارة "في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي، بين الشعبين الصديقين الجزائري والصيني".

وفي هذا السياق، وصفت وزارة الخارجية الصينية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى بكين، والتي تستمر خمسة أيام، بأنها "فرصة لتحقيق تطور أكبر لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ومساهمة أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط"، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، "إنّ زيارة الرئيس الجزائري بدعوة من الرئيس، شي جين بينغ إلى الصين ستمتد من 17 إلى 21 جويلية".

وتأتي زيارات الدولة التي يقوم بها الرئيس تبون منذ فترة، آخرها الزيارة التي قام بها إلى روسيا، ضمن مسار التحديات التي يُراهن عليها من أجل تفعيل دور الجزائر في الساحة الدولية، سيما في ظل التحولات التي يشهدها العالم على مختلف الأصعدة، السياسية منها والاقتصادية.

من نفس القسم الحدث