الحدث

منجم غار جبيلات.. مشروع استراتيجي لتنويع الاقتصاد

شراكة "جزائرية صينية" لاستغلال وتحويل خام الحديد

تسعى السلطات العمومية لتسريع وتيرة استغلال منجم غار جبيلات الذي يعد من أضخم المشاريع الإستراتيجية التي أطلقتها الدولة مؤخرا، حيث تفقد أمس، وفد متكون من مسؤولين من وزارة الطاقة والمناجم ومجمع مناجم الجزائر والائتلاف الصيني "سي. أم .أش"، مدى تقدم أشغال تطوير المنجم.

وقد تم أمس، بمقر ولاية تندوف، الإمضاء على اتفاقية تفاهم بين الشركة الوطنية للحديد والصلب FRAAL، الممثلة بالرئيس المدير العام للشركة، فرع مجمع "سونارام"، مجمع مناجم الجزائر سابقا، والائتلاف الصيني CMH, الممثل بالمدير العام للائتلاف، زهو زهيبانغ، لإنشاء شركتين مختلطتين جزائرية _ صينية، الأولى لاستغلال منجم غارا جبيلات بتندوف، والثانية لإنجاز مركب لتحويل خامات حديد منجم غارا جبيلات إلى مواد نصف مصنعة (البلاطات)، بولاية بشار، حسبما أفاد به بيان لوزارة الطاقة والمناجم.

وكان الوفد الجزائري الصيني، خلال ذات الزيارة قد على عملية استخراج خام الحديد بمنجم غار جبيلات، الذي يتربع على مساحة 115 ألف هكتار والذي يتم اليوم استغلال ما مساحته 500 هكتار لفتح المنجم، وفي هذا الصدد قال الرئيس المدير العام لمجمع مناجم الجزائر, محمد صخر حرامي "اليوم قمنا بزيارة منجم غار جبيلات غرب مع الشريك الصيني، للوقوف على مدى تقدم الأشغال بهذا المنجم".

وأشار حرامي إلى أن المادة الخام المستخرجة من هذا المنجم ستوجه لتموين المصنع الذي سيقام بمدينة بشار مع نفس الشريك وذلك لتصنيع كمرحلة أولية 500 ألف طن من المنتجات نصف المصنعة باستخدام حوالي 1 مليون طن من خام الحديد، مضيفا أن إنتاج المركب سيصل بعد انجاز السكة الحديدية التي ستربط المنجم بالمصنع إلى 10 ملايين مليون طن باستخدام حوالي 20 مليون طن من المادة الخام.

ومن جانبه ذكر رئيس الائتلاف الصيني "سي. أم .أش", زهو زهيبانغ, أن "هذا الموقع انطلقت به الأشغال منذ جويلية 2022، ونحن هنا اليوم للوقوف على مدى تقدم الأشغال وكذا التقدم المحرز على مستوى البنية التحتية".، مشددا بالقول : "نحن نعمل مع الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال) جنبا إلى جنب من أجل تحضير وتطوير منجم غار جبيلات غرب".

وبدوره قال الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال)، أحمد بن عباس، أن منجم غار جبيلات غرب هو سطحي على عمق لا يتجاوز 12 مترا، مؤكدا ان "تكاليف استخراج هذا الخام هي من أقل التكاليف عالميا".

وبخصوص نوعية الحديد المستخرج من هذا المنجم، قال بن عباس أن "حوالي 57 بالمائة من الخام هو حديد و 8ر0 بالمائة فوسفور"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "صناعة الصلب تتطلب نسبة فوسفور لا تتجاوز 1ر0 بالمائة وهو ما يتم العمل عليه حاليا من حيث المعالجة من أجل ضمان نوعية جيدة للمنتوج".

وفيما يتعلق بمشروع السكة الحديدية التي ستربط غار جبيلات ببشار، أكد بن عباس أنه تم توقيع عقد لإنجاز شطر من هذا الخط بطول 200 كم انطلاقا من بشار، وانه سيتم التوقيع على عقد آخر في الأسبوعين القادمين لإنجاز شطر بمسافة 170 كلم ينطلق من تندوف نحو بشار.وأشار في هذا الإطار إلى أن نقل المادة الخام من منجم غار جبيلات غرب إلى مصنع بشار سيتم بالشاحنات إلى أن يتم انجاز خط السكة الحديدية الذي سيربط الموقعين في حدود جوان وجويلية 2026.

وكان وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب،قد اشرف نهاية جويلية من العام الماضي على افتتاح المنجم وإطلاق أشغال استغلال منجم الحديد بغارا جبيلات، وذلك في إطار زيارة عمل وتفقد بولاية تندوف.حيث أكد الوزير آنذاك، أن تطوير وتثمين منجم غارا جببلات ذو أهمية حيوية في تحريك وتيرة التنمية محليا ووطنيا.

ويعد منجم الحديد غارا جبيلات واحدا من أكبر المناجم في العالم بحيث تقدر احتياطاته بأكثر من 3 مليار طني منها 1,7 مليار طن قابلة للاستغلال حسب التقديرات، حيث تسعى الجزائر من خلال هذا المشروع الضخم التحول الى قطب عالمي في مجال صناعة الحديد وتسريع مسار تنويع الاقتصاد الوطني.

ويتوفر المنجم على احتياطات جيولوجية كبيرة من اجل توفير الحاجيات الوطنية من المواد الأولية وتقليص فاتورة الاستيراد وتصدير الفائض من بعض هذه المواد والمواد المحولة وكذا تثمين هذه الموارد المعدنية لخلق الثروة، وتنمية منطقة الجنوب الغربي من الوطن  وخلق مناصب العمل.

من نفس القسم الحدث