الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تعتزم الجزائر الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، كما قدمت طلبًا للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون كمراقب حاليا، حسبما أكده وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، في مقابلة حصرية مع "وكالة نوفا" بمناسبة إلى إيطاليا ضمن جولته الأوروبية.
قال عطاف: "لقد عبرنا عن رغبتنا في الانضمام إلى بريكس وننتظر القمة التي ستعقد في أوت في جنوب أفريقيا. وقد أبلغونا أنه سيتم اتخاذ قرارات في هذه المناسبة بشأن معايير الانضمام. ننتظر هذه القرارات"، مضيفًا أن الجزائر تعتزم المساهمة في رأسمال بنك بريكس للتنمية الجديد. وقال أنه"بالإضافة إلى ذلك، طلبنا أيضًا أن نصبح دولة مراقبة في إطار منظمة شنغهاي للتعاون"، مشيراً إلى أنه يتم عادة طلب الانضمام كعضو مراقب قبل تقييم الوضع واتخاذ قرار الانضمام بشكل رسمي.
وفي التعاون الجزائري الايطالي قال عطاف، إن الجزائر تدهم ايطاليا لأن تصبح مركزًا رئيسيًا للطاقة في القارة الأوروبية"، مضيفا: "أصر الرئيس عبد المجيد تبون على أن إيطاليا تحظى بدعم الجزائر الكامل لتصبح مركزًا للطاقة في أوروبا. وهذا الإعلان يؤكد التزام الجزائر بدعم إيطاليا في هذا الطموح المهم".
وأوضح الوزير أن موقف الجزائر من هذه القضية "تعزز" بفضل الاتفاق على "أحد أهم المشاريع الأورومتوسطية في القرن" وهو بناء البنية التحتية لربط الجزائر بإيطاليا "مما يتيح نقل الكهرباء والغاز والهيدروجين إلى أوروبا"، مؤكدا أنه "مشروع تاريخي حقًا له أهمية كبرى.
ووصلت التجارة بين الجزائر وإيطاليا إلى مستوى قياسي بلغ 20 مليار يورو في عام 2022، أي أكثر من ضعف العام السابق البالغ 8 مليارات، وفقًا للبيانات الواردة على موقع "Infomercatiesteri.it"، حيث أصبحت إيطاليا الشريك التجاري الأول للبلاد.
أما على الصعيد السياسي قال وزير الخارجية "لقد حان الوقت لإصلاح حق النقض، وتكوين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبشكل عام، قضية حفظ السلام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك".، مع الإشارة إلى أن الجزائر قد انتخب مؤخرا عضوا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2024-2025.
وأوضح عطاف "لدينا ثلاث فئات من الأولويات. يتعلق الأول بالأولويات العالمية مثل تحسين نظام الأمن الجماعي وإعادة تأهيل التعددية وتعزيز الحل السلمي للنزاعات، والثاني يتعلق بصراعات محددة في منطقتنا (الأفريقية)"، أما الأولوية الثالثة للجزائر، فتتعلق بالمسائل المؤسسية، ولا سيما إصلاح مجلس الأمن.
وشدد الوزير على أنه "من واجبنا العمل داخل مجلس الأمن لإيجاد حلول سياسية لهذه الأزمات ، مثل الأزمة في ليبيا ، والأزمة في السودان ، والأزمة في مالي بعد انسحاب مينوسما (بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي)"، مشيرا إلى أن "هناك أيضا الصراع في الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية ، وهما أمران لهما أهمية كبيرة بالنسبة لنا. علينا أن نتعامل مع كل هذه النزاعات داخل مجلس الأمن".
وتابع عطاف "حاليا أفريقيا هي القارة الوحيدة التي ليس لها مقعد دائم في مجلس الأمن. حتى في المقاعد غير الدائمة، فإن التمثيل ليس عادلاً للسكان الأفارقة. هناك مشكلة أخرى تتعلق بإضفاء الطابع الديمقراطي على صنع القرار على المستوى الدولي ، ولا سيما داخل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجلس الأمن. ينبغي أن ننظر في صيغة مؤسسية أخرى تربط الجمعية العامة ، أكثر ديمقراطية ، بقضايا الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".
الرئيس الصربي في زيارة للجزائر قبل نهاية 2023
على صعيد آخر، استقبل أمس، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بالعاصمة الصربية بلغراد في ثاني محطاته من جولته الأوروبية من قبل الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش, وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها, بتكليف من رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون.
وبهذه المناسبة, نقل الوزير أحمد عطاف إلى الرئيس الصربي تحيات الرئيس عبد المجيد تبون, "وجدد له دعوة سيادته للقيام بزيارة إلى الجزائر من أجل العمل معا لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الجزائرية-الصربية".
وحسب بيان للخارجية فقد شكل اللقاء فرصة للتأكيد على الإرادة السياسية القوية التي تحدو قائدي البلدين في الرقي بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى, بما يعكس جودة ومتانة أواصر التعاون التاريخية بين البلدين التي تعود جذورها إلى أيام الثورة التحريرية المجيدة".
وفي هذا السياق، أعرب الرئيس فوتشيتش عن قبوله دعوة رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, متطلعا لتجسيدها قبل نهاية السنة الحالية وعن أمله في أن تدشن مرحلة جديدة في مسيرة العلاقات بين الجزائر وصربيا".
من جانب آخر, أكدت المحادثات على "تمسك البلدين بترسيخ التوافق في مواقفهما المبدئية المبنية على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقيم عدم الانحياز ازاء التوترات التي تشهدها العلاقات الدولية في المرحلة الراهنة, فضلا عن تبادل الدعم ازاء القضايا والمصالح الجوهرية التي تخص الجانبين في فضاءات انتمائهما". وفي الختام، تم الاتفاق على البدء في التحضير لزيارة الرئيس ألكسندر فوتشيتش إلى الجزائر عبر عدة نشاطات وزارية, وعلى رأسها زيارة وزير الخارجية الصربي, وفق بيان الوزارة.
خطة عمل لتنشيط آليات التعاون بين البلدين
وقبلها أجرى رئيس الدبلوماسية الالجزائرية مباحثات مع نظيره الصربي، إيفيتسا داتشيتش، استعرض خلالها الطرفان سبل إضفاء حركية جديدة على العلاقات "الجزائرية-الصربية" بعد التراجع الذي عرفته على مدى التسع سنوات الماضية. كما تناقشا حول آفاق إحياء وتثمين ما يجمع البلدين من إرث تاريخي متميز من النضال المشترك ضد الاستعمار والتعاون الاقتصادي المثمر والتنسيق السياسي الدائم في إطار حركة عدم الانحياز.
في هذا الإطار، اتفق رئيسا دبلوماسية البلدين على خطة عمل تشمل تحديث الإطار القانوني وتنشيط آليات التعاون وعلى رأسها اللجنة المشتركة ومجلس الأعمال الجزائري-الصربي وكذا تكثيف تبادل الزيارات الرسمية على مختلف المستويات، فضلا عن ضرورة تحفيز المتعاملين الاقتصاديين على استغلال الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة من الجانبين.
وعلى صعيد التنسيق السياسي حول القضايا الإقليمية والدولية، شكر الوزير أحمد عطاف نظيره الصربي على دعم بلاده لترشح الجزائر لعضوية مجلس الأمن. ومن جانبه، جدد الوزير إيفيتسا داتشيتش تهانيه للجزائر مشيدًا باستعدادها للعمل داخل هذه الهيئة الأممية المركزية وفق المبادئ والقيم التي تجمع البلدين في إطار حركة عدم الانحياز.
ومن جانب آخر، جدد الوزيران التأكيد على توافق مواقفهما المبدئية حول القضايا التي تصب في صلب الاهتمامات الكبرى للبلدين، لا سيما أزمة كوسوفو وقضية الصحراء الغربية، حيث شدد الوزير أحمد عطاف على أن منبع هذين النزاعين يكمن في خرق مبدأ حرمة الحدود بالنسبة لكوسوفو ومبدأ عدم المساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار بالنسبة للصحراء العربية. ومن جانبه، أكد الوزير الصربي التزام بلاده بعدم المساس بمواقف الجزائر أو مصالحها الجوهرية، لاسيما تلك المطروحة في منطقتها.
عطاف يزور أرملة مصور الثورة التحريرية ستيفان لابيدوفيتش
وعلى هامش هذه الزيارة، اغتنم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، فرصة تواجده ببلغراد للقاء السيدة روزيكا لابيدوفيتش، أرملة مصور الثورة التحريرية ستيفان لابيدوفيتش، وذلك بحضور رئيس جمعية أصدقاء الجزائر في صربيا، ماركو جليتش.
وتأتي هذه الالتفاتة، مثلما أكد على ذلك الوزير أحمد عطاف، تأكيدًا لوفاء الجزائر لأصدقائها الذين ناصروا وساندوا كفاحها ضد الاستعمار بالأمس، والذين يمثلون اليوم رموزاً وجسوراً للتواصل بين الجزائر وأصدقائها عبر العالم، على غرار جمهورية صربيا.
وقد شكل اللقاء فرصة للاطمئنان على حالة روزيكا لابيدوفيتش واستحضار العديد من المحطات التاريخية التي رسخت انتماءها للجزائر رفقة زوجها الراحل ستيفان لابيدوفيتش.