الحدث

عطاف يرد بقوة على وزيرة الخارجية الفرنسية

في مقابلة حصرية مع وكالة "نوفا" الإيطالية

استغرب، أمس، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، من التصريحات الأخيرة التي أطلقتها وزيرة الخارجية الفرنسية بخصوص مقطع في النشيد الوطني، وذهب يقول "ربما كان يمكنها أن تنتقد أيضاً موسيقى النشيد الوطني، ربما الموسيقى لا تناسبها أيضاً".

وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الذي كان يتحدث في مقابلة حصرية مع وكالة "نوفا" الإيطالية، سيُنشر كاملا اليوم، أعرب عن "دهشته من أن وزيرة الخارجية الفرنسية سمحت لنفسها بإبداء رأيها في النشيد الوطني الجزائري".

وأضاف عطاف الذي يقوم بزيارة رسمية لإيطاليا، متهكماً "ربما كان يمكنها أن تنتقد أيضاً موسيقى النشيد الوطني، ربما الموسيقى لا تناسبها أيضا"، مواصلا "يبدو أن بعض الأحزاب أو السياسيين الفرنسيين، يرون أن اسم الجزائر أصبح سهل الاستخدام في الأغراض السياسية".

في سياق متصل، ذهب وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج إلى القول "يتحدثون الآن عن اتفاقات بشأن إقامة الجزائريين في فرنسا، حقاً لا نفهم لماذا يجب أن تثار كل هذه الضجة، كما ذكرت سابقاً، يتبنى البعض هذه المواقف للاستفادة من الفرص السياسية".

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، أطلقت مؤخرا تصريحات استفزازية، ردا على سؤال بشأن قرار الجزائر توسيع استعمال النشيد الوطني "قسما" الذي يضم مقطعا يذكر فرنسا الاستعمارية بالاسم ويتوعدها، وقالت "هذا النشيد قد تجاوزه الزمن..".

يأتي ذلك موازاة مع ردود الفعل الداخلية المنددة بتصريحات هذه الوزيرة، حول "القرار السيادي" الذي اتخذه رئيس الجمهورية والمتضمن تثبيت المقاطع الخمسة للنشيد الوطني، بحيث أعربت شخصيات وطنية وأحزاب سياسية رفضها المطلق التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وهو ما ذهب إليه حزب جبهة التحرير الوطني الذي اعتبر تصريحات الدبلوماسية الفرنسية "يكشف الوجه الحقيقي للسياســة الفرنسية تجاه الجزائر المبنية على الحقد والكراهية".

وأكد الأفلان في بيان صادر عنه أن "تلك التصريحات، تأتي في سياق الإمعان في ترجمة العقلية الاستعمارية والاستعلائية، كما تكشف الوجه الحقيقي للسياسة الفرنسية تجاه الجزائر المبنية على الحقد والكراهية"، وأن ما أدلت به وزيرة الخارجية الفرنسية من تصريحات استفزازية وغير مقبولة، تعتبر خرقا صارخا للأعراف الدبلوماسية وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة، واعتبر هذا  التصريح، شاهدا آخر من شواهد عدم الجدية في بناء علاقات تقوم على أسس صحيحة ومبادئ ثابتة، تتميز أساسا بالندية والمنافع المشتركة.

من جهته، كان حزب التجمع الوطني الديمقراطي أكد رفضه القاطع لتصريحات عضو الحكومة الفرنسية كاثرين كولونا، وشدد على أنها "غير دبلوماسية وتأتي في سياق حملة سياسية مناوئة تقوم بها أحزاب وشخصيات يمينية متطرفة تقحم الجزائر في جدل قضايا الهجرة والحرب الدائرة في أوروبا"، وهي في الوقت ذاته، يُضيف، "تعبر عن موقف حكومي فرنسي في ظرف يحتاج فيه البلدان إلى تجاوز الخلافات بمنطق الندية لا بمنطق الاستعلاء الذي يتسم به الساسة الفرنسيون.

وبدوره، كان الدبلوماسي والوزير الأسبق، عبد العزيز رحابي، أصدر بيانا وصف من خلاله تصريح وزيرة الخارجية الفرنسية بـ "الصادم وغير المناسب واللا‏مقبول"، وقال "الوزيرة الفرنسية تطالبنا صراحة بتكييف نشيدنا ‏الوطني حسب حالة العلاقات الثنائية وتاريخنا وفقًا لرغبات ‏القوة الاستعمارية السابقة".

كما أعربت حركة البناء الوطني عن معارضتها الشديدة لهذه التصريحات واعتبرتها "استفزازية وغير مقبولة وتشكل خرقا صارخا للأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها، كما أنها تنتهك بشدة وبشكل صريح مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

من نفس القسم الحدث