الحدث

مسمار آخر في نعش المخزن

إذا صحت التقارير التي تتحدث عن مقايضة جديدة يتجه إليها المخزن بفتح سفارة له في القدس مقابل اعتراف الكيان الصهيوني بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، فسيكون ذلك آخر مسمار في نعش هذا النظام الذي طعن القضية الفلسطينية في الظهر، لأن الشعب المغربي لن يسكت أبدا على هذه الخيانة الجديدة، قد تكون عبر انتفاضة عارمة تزلزل عرش النظام المغربي.

وليس مستبعدا على هذا النظام "المتصهين"، الذي تفوح منه رائحة الخيانة بهذا القدر الذي لا يطاق، أن يقدم على هذه الخطوة.. فباعتراف المغاربة أنفسهم فإن نظام المخزن الذي سقط في مستنقع التطبيع إلى هذا المستوى الخطير، وضع السيادة المغربية بين أيدي الكيان الصهيوني، ولا أدل على ذلك الاتفاقيات التي أبرمت مع هذا الكيان الغاصب ومشاركته مؤخرا في مناورات الأسد الإفريقي التي لقيت إدانة عربية واسعة.

ومن هذا المنظور يرى متابعون أن يقدم المغرب على مزيد من التنازلات لصالح الكيان الصهيوني، في سبيل أن ينال اعترافا مزعوما بسيادته على الصحراء الغربية، غير مدرك لحجم الخطر الذي أصبح يتهدده، سواء من طرف حليفه "الجديد القديم" أو على صعيد الحراك الذي يشهده الشارع المغربي الغاضب من تصاعد حجم هذا التطبيع، بعد أن اتسعت رقعة الاحتجاجات المناهضة له، والتي ستُفاقمها دون شك المشاكل الداخلية التي تعيش على وقعها المملكة بفعل تدني مستوى المعيشة وانتشار الفساد والانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان بهذا البلد المتأزم.

يعتقد نظام المخزن الذي يخوض معركة خاسرة من أجل نيل اعتراف غير شرعي في احتلاله للأراضي الصحراوية، أنه بنيله رضا الكيان الصهيوني، سيصل إلى مأربه، متغافلا بأن أي اعتراف مزعوم بالسيادة المغربية على الأراضي الصحراوية لن يكون له لا قيمة قانونية أو سياسية في نظر المجتمع الدولي، سيما في ظل الدعم الدولي المتزايد لحق الصحراويين في تقرير المصير، ناهيك عن الصمود الكبير للشعب الصحراوي أمام السياسات العدوانية التوسعية للاحتلال المغربي.

واللافت أن الخيبات والفضائح المغربية تأتي تزامنا مع الانتصارات الدبلوماسية المتتالية للجزائر، آخرها فوزها بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وهو التتويج الذي جاء نتاج مواقفها المتزنة ودفاعها عن القضايا العادلة، مما جعلها تنال احترام عديد دول العالم، لاسيما بالقارة الإفريقية التي تعتبرها صوتا مسموعا لدى الهيئات الأممية، في إطار تحقيق المزيد من العدالة لدول القارة خاصة بمجلس الأمن الدولي، فيما يراهن عليها المجتمع الدولي من أجل تعزيز السلم والأمن العالميين، وهنا يتضح الفرق شاسعا بين دبلوماسية المواقف التي تلقى التقدير والاحترام، ودبلوماسية "المقايضة" التي لم يعد لديها ما تحفظ به ماء وجه نظام تحول لخادم مطيع لصالح الأجندة الصهيونية.

من نفس القسم الحدث