الحدث

مستهلكون عرضة لـ"التسمم" بسبب التسويق العشوائي لأسماك التونة

تنتشر عبر الأسواق الموازية ونقاط البيع غير المراقبة هذه الأيام

تنتشر هذه الفترة وبشكل لافت طاولات بيع سمك التونة عبر العديد من الأسواق ونقاط البيع الموازية، غير أنه زيادة على بقاء أسعار هذه المادة مرتفعة بشكل مبالغ فيه، رغم أننا في موسم وفرة فأن طريقة عرض هذه الأخيرة وظروف بيعها وتخزينها تثير العديد من المخاطر الصحية، وهو ما دفع جمعيات حماية المستهلك لمطالبة السلطات بالتدخل من أجل حماية صحة الزبائن خاصة وأن تسمم الأسماك يعتبر من أخطر انواع التسممات الغذائية. 

وخلال جولة قادتنا لعدد من الأسواق ونقاط البيع وقفنا على إنتشار غير مسبوق لطاولات بيع أسماك التونة عبر أغلب بلديات الواجهة البحرية بالعاصمة وحتي البلديات الاخرى حيث انتشرت نقاط البيع في أماكن عشوائية وباتت هذه الأسماك تباع بطريقة غير منظمة. 

 أسعار مرتفعة في عز موسم "الوفرة"

 ورغم ذلك يلاحظ أرتفاع كبير في الاقبال على هذه الطاولات رغم أن أسعار الاسماك المتداولة هذه الفترة لم تنزل دون الـ1500 دج وهي اسعار مرتفعة، حسب العارفين بالسوق كون هذه الفترة تعتبر فترة "وفرة" في سمك التونة حيث يعتبر شهري ماي وجوان الفترة المخصصة لصيد هذه الاسماك أين يتم تخصيص حصة 5 بالمائة من الحصة الاجمالية للجزائر في صيد التونة للصيد التقليدي، والذي يوجه انتاجه للأسواق الوطنية وهو ما كان يهوي باسعار سمك التونة في سنوات ماضية لما دون الـ700 دج مهع نهاية شهر ماي، غير أن اسباب غير معروفة جعلت الأسعار هذه السنة تبقي مرتفعة مقارنة بما كانت عليه السنوات الماضية.

وحسب ما اكده لـ" الرائد" عدد من باعة هذه الاسماك فأن العرض المتوفر حاليا على مستوى الموانئ، يعتبر ضئيلا لغاية الان بسبب سوء الأحوال الجوية طيلة الشهر الجاري، والتي حرمت الصيادين النزول إلى عرض البحر والمخاطرة بأنفسهم وهي الأوضاع ذاتها التي دفعت حتى أصحاب السفن الكبيرة إلى تأجيل الخروج للصيد، إلى غاية تحسن الأوضاع الجوية، معتبرين أن الغلاء جاء بسبب مبدأ العرض والطلب. 

  بيع دون احترام أدنى المقاييس يطرح مخاطر صحية عديدة

بالمقابل وبغض النظر عن الأسعار المرتفعة وغير المنطقية فأن أساليب وطرق عرض أسماك التونة هذه الأيام عبر الأسواق ونقاط البيع الموازية تطرح الكثير من المخاطر الصحية لمستهلكي هذه المادة فخلال جولتنا أمس وقفا على ظروف عرض وبيع وتخزين أقل ما يقال عنها أنها كارثية، حيث عمد أغلب الباعة لهذه المادة لنصب طاولاتهم في أماكن غير ملائمة وسط الأوساخ والقاذورات، وأحيانا يتم نصب هذه الطاولات حتى في طرقات السريعة ونقاط بيع بعيدة عن أسواق الخضر والفواكه وغير مهيأة.

 كما وقفنا أيضا على قيام هؤلاء الباعة بتقطيع أجزاء التونة باستعمال أدوات غير نظيفة ودون استعمال أي قفازات في الأيدي ليتم بعدها عرض هذه الأجزاء المقطعة، دون حمايتها لا من أشعة الشمس ولا من الأتربة، وهو ما يعرضها للتلف خاصة وان الأسماك معروفة بسرعة تلفها وهو ما يجعل مستهلكي هذه المادة في مواجهة خطر التسمم.

 جمعيات حماية المستهلك تتحرّك وتحذر

وقد تحركت جمعيات حماية المستهلك الفترة الخيرة من أجل التنديد بارتفاع أسعار سمك التونة عبر الاسواق وايضا لمحاربة بيعها في الشوارع والطرقات دون احترام شروط النظافة، حيث حذرت منظمة "حمايتك" للدفاع عن المستهلك في بيان لها منذ يومين، من خطر استهلاك السمك المعروض للبيع في ظروف غير صحية، لأن الأمر يؤدي إلى التسمم،. 

وذكرت المنظمة، في بيانها أن عملية بيع سمك التونة تتم هذه الايام في ظروف أقل ما يقال عنها إنها غير صحية، من حيث انعدام نظافة المكان والسكاكين المستعملة في التقطيع، وعدم تخزين وحفظ السمك بطريقة صحية، وكذلك تركه معرضاً لدخان المركبات وغبار الطريق. لافتة إلى تسجيل "تهاون كبير في احترام شروط النظافة والحفظ الواجب اتباعها أثناء التعامل مع الأسماك"، بحسب البيان. 

وقدمت المنظمة الجزائرية، مجموعة من الإرشادات لباعة التونة الحمراء، حفاظاً على سلامة المستهلك، منها نظافة المكان، الذي لابد من أن يكون بعيداً من أي مصادر للتلوث، وأن يكون معزولاً عن الغبار ودخان السيارات، مشددة على نظافة وسلامة جسد ولباس البائع والمعدات المستعملة في التقطيع، بحيث يكون المكلف عملية تقطيع السمكة إلى أجزاء معافى من أي مرض معد، وأن تكون الأيدي نظيفة، ويتم غسلها بمطهر كلما دعت الحاجة إلى ذلك، كما يجب المحافظة على نظافة أدوات القطع من السكاكين والمنشار وأن يتم تطهيرها بصفة دورية، ودعت منظمة "حمايتك" إلى احترام شروط الحفظ والتبريد، إذ إنه "شرط على قدر كبير من الأهمية، بحيث تحفظ الأسماك بعيداً من أشعة الشمس والحرارة وكذلك الرطوبة، لأن هذه العوامل تسرع عملية فساد اللحوم وتسبب تسممات غذائية خطيرة".

وأشارت إلى أن درجة حرارة حفظ هذا النوع من الأسماك لا يجب أن تتجاوز ست درجات مئوية، كما نصحت الباعة بوضع كمية كبيرة من الثلج فوق السمكة طيلة وقت عرضها للبيع، وعند حفظ ما تبقى منها لليوم الموالي، يجب الحرص على عدم انقطاع سلسلة التبريد. كما وجهت المنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك، نصيحة للمواطنين، بالحذر عند شراء التونة، بعد تسجيل حالات تسمم خطيرة، وقالت في بيانها، "إذا رأيت أي تهاون من البائع، لا تشتر، واختر البائع الأنظف والأكثر احتراماً لسلسلة التبريد، كما ننصحك بمعاينة حالة السمكة ولحمها، فإذا لاحظت أي رائحة أو لون غريب، فأعرض عن الشراء".

من نفس القسم الحدث