الحدث

الجزائر تُرافع لإنشاء منظومات صحية أكثر صمودا عالميا

سايحي يُؤكد بأن الدولة اعتمدت سياسية "منصفة" للوصول للخدمات الصحية

دعا وزير الصحة والسكان، عبد الحق سايحي، أمس، إلى ضرورة استخلاص الدروس من جائحة كوفيد-19 من أجل إنشاء منظومات صحية أكثر صمودا وقدرة على الاستجابة لأي ظاهرة صحية غير عادية.

وخلال مداخلة له في أشغال الدورة السادسة والسبعون لجمعية الصحة العالمية المنعقدة بقصر الأمم المتحدة بجنيف، قال الوزير أن انعقاد الجمعية الـ 76 لمنظمة الصحة العالمية جاء في سياق "انفراج الأزمة الصحية العالمية التي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا والتي كشفت عن عدة نقائص في المنظومات الصحية بما فيها الأفضل تنظيما ولأكثر كفاءة، الأمر الذي أظهر عدم استعداد أية منظومة صحية للتعامل مع أزمة صحية بهذا الحجم".

وأبرز الوزير في المقابل جهود الدول الأعضاء للتعبئة والالتزام بمكافحة جائحة كوفيد-19، و كذا كافة الشركاء انخراطهم ضمن إطار منسق ومخطط ومتضامن من أجل أن يحصل الجميع على وسائل الحماية والعلاج والتلقيح، منوها بالتوجيهات السديدة لمنظمة الصحة العالمية التي سمحت بوضع حد لهذه الجائحة، وحرص الوزير على التذكير بـ "الحاجة الماسة إلى العمل سويا من أجل تنفيذ مبدأ التضامن الدولي بشكل ملموس"، مضيفا  إنّ شعار هذا العام "إنقاذ الأرواح و العمل من أجل الصحة للجميع" يكتسي أهمية كبرى و يهدف إلى عدم ترك أحد خلف الركب.

عقبات التوزيع العادل للأدوية واللقاحات عبر العالم

وأشار سايحي إلى أنه "على الرغم من المقاربة الشاملة التي تبنتها منظمة الصحة العالمية لتحسين الوصول إلى الأدوية واللقاحات، تبقى عدّة عقبات في هذا المجال تعيق الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغطية الصحية الشاملة، كما أنّنا نظل قلقين بشأن استمرار العقبات، التي تمّ تحديدها في الاستراتيجية العالمية ومخطط العمل للصحة العمومية ولملكية الفكرية، وهي تحديات تستدعي المواجهة لنتمكن من الحصول على إطار مستدام لإنشاء بيئة ملائمة للابتكار والأنشطة الأساسية للبحث والتطوير في مجال الصحة"، ودعا إلى ضرورة استخلاص الدروس من جائحة كوفيد-19 من أجل إنشاء منظومات صحية أكثر صمودا وقدرة على الإستجابة لأي ظاهرة صحية غير عادية.

الجزائر اعتمدت سياسية "منصفة" للوصول للخدمات الصحية

وفي سياق ذي صلة، أبرز سايحي، الجهود المبذولة من قبل الجزائر لتحسين منظومتها الصحية من خلال تطبيق سياسة وطنية للصحة تتسم بالوضوح وتقوم على الإنصاف والوصول إلى الخدمات الصحية وتستند إلى حقوق الإنسان، مع برامج للصحة الجوارية والرعاية الصحية الأولية.

وذكر الوزير أن الجزائر وعلى غرار العديد من بلدان العالم، تعهدت  بمناسبة إعتماد خطة إلى غاية 2030  بألا تدخر جهدا في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، سيما العمل على "السماح للجميع بالعيش بصحة جيدة و تعزيز الرفاهية للجميع و لجميع الأعمار "، مشيرا إلى أنها قد وضعت "سياسة تهدف إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية من أجل تلبية إحتياجات السكان و منحهم الثقة التامة في منظومة الصحة و الوقاية و ذلك من خلال تطبيق سياسة وطنية للصحة تتسم بالوضوح و تقوم على الإنصاف والوصول إلى الخدمات الصحية وتستند إلى حقوق الإنسان، مع برامج للصحة الجوارية و الرعاية الصحية الأولية، هي المقاربة المعتمدة في بلادنا".

كما حرص الوزير على التأكيد أيضا بأن قانون الصحة المعتمد في الجزائر سنة 2018 جاء تكريسا للإرادة السياسية لتأسيس وتطوير ترقية الصحة والوقاية من الأمراض حسب ما ينص عليه الدستور، وتهدف الزيادة في اعتمادات الميزانية المخصصة لقطاع الصحة، من أجل الحفاظ على مجانية الخدمات في مجال الوقاية والعلاج، إلى وضع حد لأي عقبة مالية تعيق الوصول إلى الرعاية الطبية الضرورية.

وفي ختام مداخلته، قدم الوزير تهانيه الخالصة للمنظمة بمناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيسها، مذكرا بأن الجزائر تشارك مديرها العام في الرؤية الطموحة والحازمة، لا سيما التحديات الكبرى التي يجب على منظمة الصحة العالمية رفعها في المستقبل، في ظل آفاق التنمية المستدامة التي تتمحور حول التأثير على مستوى الدول وخاصة فيما يتعلق بالاستجابة لاحتياجات الناس وحقهم المشروع في الصحة.

من نفس القسم الحدث