الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ونظيره البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، أمس بلشبونة، التطابق التام في وجهات النظر بين البلدين بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، مبرزين عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الجزائر والبرتغال، وفيما أبدى الرئيس تبون رغبة الجزائر في الارتقاء بالعلاقات الثنائية حتى تكون "نوعية وأكثر كثافة لتشمل كافة الميادين"، شدد الرئيس البرتغالي على أن موقف بلاده "ثابت ويحترم ويدعم دور الأمم المتحدة وقراراتها بشأن قضية الصحراء الغربية".
وفي تصريح صحفي مشترك، قال الرئيس تبون أن المحادثات التي أجراها مع الرئيس دي سوزا كانت "مثمرة وصريحة وصادقة، عكست عمق العلاقات بين البلدين وسمحت بتعزيز التشاور السياسي المنتظم المعبر عن الشراكة المتعددة الجوانب بين البلدين في بيئة إقليمية ودولية معقدة".
وجدد في ذات السياق "التزام الجزائر بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين سنة 2005"، مشيرا إلى أنه "بعد أيام قليلة، سيحيي البلدان الذكرى الـ 210 لمعاهدة السلم والصداقة الموقع بين ايالة الجزائر والبرتغال، والتي كانت منطلقا لعلاقات متعددة الجوانب".
وأضاف رئيس الجمهورية أن المحادثات الثنائية التي توسعت بعد ذلك لتشمل أعضاء وفدي البلدين، أبانت عن "تطابق تام في وجهات النظر بشأن كافة القضايا الإقليمية والدولية مثل الأوضاع في كل من ليبيا ومالي والساحل والصحراء الغربية والأراضي الفلسطينية وما يجري بين أوكرانيا وروسيا الصديقتين".
رئيس الجمهورية يدعو نظيره البرتغالي إلى زيارة الجزائر قريبا
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر، على غرار البرتغال، "تطمح للسلم في كل من أوكرانيا وروسيا وحل قضية الصحراء الغربية باحترام قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن"، وتابع أن الجزائر "تؤكد مرة أخرى دعمها المطلق للقضية الفلسطينية ودفاعها من أجل دولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
ولدى تطرقه إلى العلاقات الجزائرية – البرتغالية، أعرب الرئيس تبون عن رغبة الجزائر في "الارتقاء بها إلى علاقات تكون نوعية وأكثر كثافة لتشمل كافة الميادين مع هذه الدولة الصديقة".
وقال أن الجزائر "تسير حاليا في طريق بناء ديمقراطية حقيقية يستفيد منها الشعب وبناء اقتصاد غير مبني على الريع، اقتصاد الذكاء والمعرفة والمؤسسات الناشئة"، كما دعا الرئيس تبون نظيره البرتغالي إلى زيارة الجزائر "قريبا".
البرتغال تُؤكد موقفها الثابت بشأن قضية الصحراء الغربية
وبدوره، أكد الرئيس البرتغالي أن العلاقات بين البلدين "قوية"، منوها بالدور التاريخي للجزائر في دعم الديمقراطية في بلاده، وأضاف أن زيارة الرئيس تبون إلى البرتغال ستدفع بعلاقات التعاون الثنائي إلى "مستوى أرقى، لا سيما في مجال التعاون الدبلوماسي والأمني والاقتصادي، على غرار قطاعات الطاقة المتجددة والسياحة والتعليم"، متوقعا "مستقبلا زاهرا للعلاقات الجزائرية – البرتغالية".
كما جدد الرئيس البرتغالي "المواقف الدبلوماسية الثابتة" لبلاده بشأن كافة القضايا الدولية ودعمها لمساعي الأمم المتحدة وأمينها العام في تجسيد مبادئ القانون الدولي، واستطرد في هذا الصدد أن موقف البرتغال "ثابت ويحترم ويدعم دور الأمم المتحدة وقراراتها بشأن قضية الصحراء الغربية وتسعى إلى تحقيق مبادئ الديمقراطية في هذا الشأن".
المحادثات توسعت إلى أعضاء وفدي البلدين
قبل ذلك، كان الرئيس تبون أجرى محادثات بالعاصمة البرتغالية لشبونة، مع نظيره البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، وجرى اللقاء بمقر رئاسة الجمهورية البرتغالية.
وقد توسعت المحادثات فيما بعد لتشمل أعضاء وفدي البلدين، وحضر المحادثات التي جرت بمقر رئاسة الجمهورية البرتغالية، عن الجانب الجزائري، كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، وزير الصناعة والانتاج الصيدلاني، علي عون، وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، ووزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ياسين المهدي وليد، كما حضر عن الجانب البرتغالي نظراء الوزراء الجزائريين من الحكومة البرتغالية.
استقبال رسمي للرئيس تبون من طرف نظيره البرتغالي
وكان رئيس الجمهورية خُصّ باستقبال رسمي من طرف نظيره البرتغالي، وانطلقت مراسم الاستقبال التي جرت بساحة الإمبراطور القريبة من مقر رئاسة الجمهورية البرتغالية، بتصافح الرئيسين وأخذهما صورة تذكارية رفقة الوفدين الوزاريين المرافقين, بعد أن استعرضا تشكيلة من مختلف القوات المسلحة البرتغالية واستمعا إلى النشيدين الوطنيين للبلدين على وقع 21 طلقة من المدفعية.
الرئيس تبون يزور المقر التاريخي لبلدية لشبونة ويتسلم مفتاح المدينة
في سياق متصل، قام رئيس الجمهورية، أمس، بزيارة مقر بلدية لشبونة التاريخي وتسلم مفتاح المدينة، ولدى وصوله إلى ساحة هذا المبنى الأثري الذي بنيت على أسسه مدينة لشبونة العريقة، وقبل الاستماع للنشيدين الوطنيين الجزائري والبرتغالي، استقبل رئيس الجمهورية، من طرف رئيس البلدية الذي سلمه مفتاح المدينة وقدم له شروحات مفصلة حول مختلف المحطات التاريخية للمنطقة التي أصبحت اليوم العاصمة السياسية للبرتغال، وبعين المكان، قام رئيس الجمهورية بالتوقيع على السجل الذهبي للبلدية.
وفي كلمته بالمناسبة، عبّر رئيس الجمهورية عن افتخاره بالتواجد في لشبونة التي قال أنها "عاصمة التاريخ والثقافة والوسطية"، مبرزا أن "جذورها في التاريخ ورأسها في العولمة وفي أوروبا"، وأضاف أنّ تاريخ لشبونة "يمتد إلى ما قبل التاريخ وكانت قلعة العرب، كما أنها عرفت بأكبر الملاحين في العالم ومن بينهم فاسكو دي غاما".
وأشار رئيس الجمهورية، إلى ما تجمعه المدينة من "حداثة وتاريخ عريق"، معتبراً أنها "شاهدة على بناء الجمهورية البرتغالية وكانت دوما العاصمة التي تحتضن الغير"، وأبرز ما يجمع الجزائر والبرتغال من "تراث نتقاسم ملامحه ويرمز إلى تاريخنا العميق"، داعيا إلى "تكثيف علاقات التعاون بين لشبونة والجزائر العاصمة من خلال التوأمة بين المدينتين بما يسمح بتبادل الخبرات في مجال العصرنة".