الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
كللت مساعي الجزائر الصادقة لإعادة لم الشمل العربي، بعودة سوريا إلى الحُضن بعد غياب دام لأكثر من عقد، على خلفية الأوضاع التي عاشها هذا البلد الشقيق، وعليه فإن هذا الموقف "العربي المشرف"، يحمل دلالتين في غاية الأهمية، الأول يتعلق بكسر الحصار المفروض على سوريا، وثانيا وجود إرادة من الدول الأعضاء في الجامعة العربية لتجسيد مخرجات "قمة الجزائر" بالمُضي نحو تجاوز الخلافات من أجل تحقيق الوحدة المنشودة.
إن استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، مؤشر على رجحان المقاربة الجزائرية، أبرزها ما تحدث عنه الرئيس، تبون، حول أهمية طي صفحة التشرذم والسير نحو وحدة الصف العربي في مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها الأمة العربية في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم اليوم، فيما يؤكد القرار على الدور الكبير الذي باتت تلعبه الجزائر اليوم على الصعيد العربي، كدولة مؤثرة وذات صوت مسموع، الأمر الذي جعل من مواقفها المتزنة محل تبني من قبل جميع الأطراف الفاعلة في الهيئة العربية، هذه الأخيرة ومن خلال قرارها المتخذ بشأن سوريا تكون قد نجحت في إعادة توجيه البوصلة نحو الهدف أو الجوهر الرئيس الذي تأسست من أجله وهو تمتين الروابط بين الدول العربية وتعزين التعاون فيما بينها.
ومن هذا المنظور، فإن الجامعة العربية ومنذ أن آلت رئاسة دورتها الـ 31 للجزائر، "أي منذ نوفمبر 2022"، بدأت في إزاحة الصورة النمطية التي ارتسمت حولها لدى الشارع العربي، "كهيئة بلا روح"، وهو الرهان الذي رفعه الرئيس تبون، قبل وبعد التئام الدورة العربية السالفة الذكر بالجزائر، حيث قاد جهودا ومساعي كبيرة من أجل إعادة لم الشمل العربي.
إن عودة سوريا إلى "البيت العربي" أمر طبيعي، لاسيما وأنها أحد الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية، التي كان من المفروض أن تكون "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، لكن ما حدث أن العديد من الدول الأعضاء أداروا ظهرهم لهذا البلد الشقيق، حيث وجدت سوريا نفسها في عزلة كبيرة منذ أن دخلت في أزمة داخلية معقدة.
واللافت أن عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، قد تحقق مع استعادة الجزائر لبريقها الدبلوماسي المعهود، بعد أن أفل لسنوات بفعل ما عاشته البلاد في السابق، وهو ما يؤكد على أن الجزائر لعبت دورا بارزا في إطار بلوغ توافق عربي من أجل اتخاذ هذه الخطوة التي تحسب أيضا للأشقاء العرب الذين أعربوا في العديد من المناسبات عن تطابق مواقفهم مع المواقف التي عبرت عنها الجزائر، في العديد من القضايا التي تهم الشأن العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.