الحدث

أحزاب في "سبات رمضاني"..

جمود سياسي وغياب عن المشهد

يكاد الشهر الفضيل ينقضي، ومع ذلك ما تزال الطبقة السياسية في "سبات رمضاني" غير مفهوم، إذ وعلى غير العادة لم نسجل أي نشاطات حزبية تذكر في شهر رمضان لهذا العام، الذي غالبا ما كان مناسبة لشحن بطاريات الطبقة السياسية على العموم، فيما يبدو أن غياب الرهانات السياسية قد ساهم في هذا الجمود الحزبي.

على الرغم من النشاط البرلماني المكثف خلال هاته الفترة، من خلال عدد مشاريع القوانين المعروضة على غرفتي البرلمان، وأهميتها الكبيرة، فقد احتارت الأحزاب السياسية وعلى اختلاف توجهاتها، النأي بنفسها عن أي رد فعل تجاه هذه القوانين، ليس هذا فحسب بل التزمت الصمت تجاه العديد من الأحداث الداخلية والخارجية. والملاحظ أن من بين المتغيبيين عن المشهد أحزاب لها باع طويل في الساحة السياسية، بل وكانت دائما ما تسجل حضورا في السهرات الرمضانية من خلال محاضراتها وندواتها الفكرية.

وبعيدا عن الاستحقاقات والمواعيد الانتخابية والحملات التي ترتبط بها عادة، غابت كثير من الأحزاب السياسية عن الممارسة السياسة نفسها، في وقت يفترض فيه أن تكون الأحزاب هي القاطرة التي تقود الحياة السياسية من خلال مهاهم عديدة تؤديها، سواء كانت في خانة الأغلبية أو المعارضة.

حالة الركود السياسي التي تعيشها عدة تشكيلات سياسية في الوقت الراهن، تتزامن مع حركية غير مسبوقة لفعاليات المجتمع المدني التي يبدو أنها قد استجابت بكل لنداء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي راهن على مختلف التنظيمات والحركات الجمعوية لإطلاق قطار الجزائر الجديدة بما يسمح ببناء قوي للدولة الجزائرية واستكمال الصرح الديمقراطي.

تساؤلات كثيرة باتت تطرح حول الأدوار التي يتوجب على الأحزاب السياسية أن تلعبها لإعادة بعث المشهد السياسي من جديد، أحزاب غرقت في مشاكلها الداخلية وعجزت عن إتمام عملية إعادة الهيكلة والذهاب نحو عقد مؤتمرات تضمن التداول على منصب الأمين العام ومن ثم تتمكن من الانطلاق بخارطة طريق واضحة المعالم تسمح لها بان تكون أكثر فعالية في الحياة السياسية.

من نفس القسم الحدث