الحدث

لماذا كل هذا الإسراف في رمضان؟

مع كل شهر رمضان تعود بعض العادات والسلوكات السلبية الى واجهة يومياتنا الرمضانية، ومن بين هذه المظاهر التي تطفو الى السطح بشكل كبير ظاهرة التبذير والاسراف التي تتنافى مع قيمنا وقدسية هذا الشهر الفضيل.

فعلى الرغم من مواعظ الائمة ودعوات المسؤولين وجميع والفاعلين الى أهمية الابتعاد عن التبذير، الا أن هذا المسلسل ما يزال يسجل حضوره مع حلول كل شهر رمضان، فأين الخلل؟ ومن المسؤول عن تفاقم هذه الظاهرة التي تتفشى بشكل كبير في هذا الشهر، موازاة مع امتعاض الجزائريين من غلاء الأسعار وندرة بعضها.

إن مسؤولية محاربة التبذير "ليس فقط في شهر رمضان ولكن في جميع أيام السنة"، هي على عاتق الجميع "مجتمع مسؤولين، ائئمة وحتى اعلاميين..."، ولأن الإسلام ينهى عن الاسراف والتبذير، فمن واجب كل واحد منا أن يتحلى يخلق الإسلام لاسيما في هذا الشهر المبارك الذي من المفروض أن يكون شهرا لمحاسبة النفس عن كل زيق، بينها ما تعلق باقتناء أكثر من حاجتنا من مأكل ومشرب.

إن محاربة ظاهرة التبذير هي مسؤولية الجميع، بدءا من الأسرة الجزائرية المطالبة بتهذيب سلوكاتها الرمضانية، وذلك من خلال ضبط حاجياتها اليومية وعدم الوقوع في فخ الاسراف بحجة "غلبني رمضان"، لأنه من المؤسف أن نرى الاف الأطنان من المأكولات ترمى يوميا في القمامة، خاصة مادة الخبز التي تعد الرقم واحد في معادلة التبذير لدى الجزائريين.

والغريب أنه في ظل الدعوة الى التقشف بداعي ارتفاع الأسعار وتأثيرات الازمات الدولية التي يشهدها العالم على تموين الأسواق ببعض المواد الاستهلاكية، على غرار الحبوب التي تعد من أكثر المواد استهلاكا في الجزائر كونها تستعمل في صناعة الخبز بكل انواعه، حيث تخصص الدولة ميزانية كبيرة من أجل استيراد حاجيات المواطنين من هذه المادة التي أضحت عملة نادرة في هذا الوقت، لا يجد البعض حرجا في رمي ربما اكثر من نصف الأطعمة التي يتم طبخها يوميا، وهنا تطرح علامات استفهام كثيرة حول أسباب تحولنا الى هذا الاسراف المبالغ فيه، في وقت لايجد البعض ما يسدون به رمقهم.

ولكن في ظل نبرة التشاؤم التي طبعت حديثتا عن اسراف الجزائريين في شهر رمضان، تبرز أشياء إيجابية تبعث عن الأمل، فكما ان هناك أشخاص تطبعوا يطبع الاسراف فهناك على النقيض نجد الكثير من الاسر الجزائرية التي لا تقتني أكثر مما تحتاجه، والشيء الجميل أيضا ان تنخرط جمعيات وفاعلين في تنظيم أيام تحسيسية من اجل محاربة افة التبذير.

من نفس القسم الحدث