الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
على النهج الذي خطه شهداؤنا الأبرار الذين ارتوت أرضنا الطاهرة بدمائهم الزكية تخلد بلادنا في هذا الشهر ذكرى نيل عدد من قادة ثورتنا العظيمة شرف الشهادة دفاعا عن حق وطننا في استعادة سيادته الوطنية كاملة غير منقوصة وهو ما توج بوقف إطلاق النار ذات 19 مارس من سنة 1962 وعلى نفس الدرب تسير جزائر اليوم منتهجة مسارا جديدا يعد على حد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني بداية لبناء جزائر جديدة تدرك حجم التحديات التي يتعين عليها مواجهتها وتجاوزها وتعرف جيدا كيف تصون الأمانة التي تركها ملايين الشهداء الميامين.
فعلى الصعيد الداخلي تسعى بلادنا لتعزيز جبتها الداخلية وتقويتها في ظل وعي الشعب بضرورة مشاركته بفعالية في معركة مصيرية للنهوض بالبلاد، مدفوعا بالنتائج الجيدة المحققة على أصعدة عديدة سيما تلك المحرزة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي تحقيقا لمشروع طموح يهدف في نهاية المطاف إلى تنمية مستدامة للبلاد.
فلقد سخرت الجزائر كل الإمكانيات المتاحة لتجسيد إستراتيجيتها المسطرة على أرض الواقع وحققت في ظرف ثلاث سنوات خطوات ايجابية لا يستهان بها وهي تشق طريقها بخطى ثابتة وأكيدة لتجسيد هذا المشروع الوطني بشكل مرحلي وحسب الأولويات.
والحال هذه لابد لبلادنا أن تتجاوز كل الصعاب في ظل الإرادة المعلنة التي تحدو القيادة العليا للبلاد وانخراط الشعب ضمن هذا المسعى النبيل على شعبنا فقط أن يؤمن عن قناعة أن جزائر 2023 لها من الطاقات والمقدرات ما يؤهلها لان تصبح دولة صاعدة بقوة. ليس فقط في محيطها الجغرافي بل وعلى الصعيد الدولي أيضا.
ومن هذا المنظور وعلى الصعيد الدولي تدعو بلادنا من مختلف المنابر الدولية لإقامة نظام عالمي أكثر عدلا حتى تتمكن إفريقيا من إسماع صوتها الموحد في الساحة الدولية وعلى مستوى مجلس الأمن . في هذا الصدد من ضمن ما تضمنته رسالة السيد رئيس الجمهورية خلال أشغال قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت يومي 18 و19 فيفري 2023باديس أبابا العمل على تمكين القارة السمراء من الظفر.بمقعدين دائمين في مجلس الأمن ورفع حصة تمثيلها بالنسبة للمقاعد غير الدائمة بالمجس المذكور.
وفي انتظار تحقيق ذلك تستمر الجزائر في توظيف دبلوماسيتها النشطة إقليميا على وجه الخصوص للمساهمة في حلحلة المشاكل التي تشهدها بعض دول الجوار على غرار ليبيا ومالي بشكل يلقى الإشادة من طرف عدة فواعل إقليمية وأخرها تلك الصادرة عن الناطق الرسمي لرؤساء وممثلي الحركات السياسية لجمهورية مالي الذين زاروا بلادنا مؤخرا، حيث ثمن عقب استقبال حظي به من قبل رئيس الجمهورية، الدور الذي تقوم به الجزائر فيما يتعلق بمسار السلم والمصالحة الوطنية في مالي واستتباب الأمن والاستقرار بها، كما نوه أيضا بدور الجزائر في حل المشاكل التي تعترض مالي بفضل ديناميكية جديدة للسلم في المنطقة عملت بلادنا على تجسيدها.
والأكيد أن المزاوجة بين العمل الدؤوب على المستويين الداخلي والخارجي، سيمكن بلادنا من التوجه نحو مستقبل أفضل، وستستمر على هذا النهج إلى غاية تحقيق كل الأهداف المسطرة ولن تفلح بعض الجهات والدوائر المعادية التي تقلقها سيادتنا في عرقلة هذه المسيرة المظفرة، ذلك لأن بلادنا مثلما أوضحه رئيس الجمهورية ستواصل طريقها بإرادة لا تلين، كي تكون الجزائر في مكانتها المستحقة إقليميا ودوليا بسند جيشنا الوطني الشعبي.
إن الجهود المذكورة أعلاه ترافقها تلك المبذولة من طرف الجيش الوطني الشعبي لبلوغ الأهداف ذاتها، حيث تحرص قيادته العليا أشد الحرص على إحاطته بالظروف المناسبة للرفع من جاهزيته، كما تسهر على تمكين المرأة من الاضطلاع بدور محوري في مسار عصرنة وتطوير قدرات قواتنا المسلحة، خاصة بإقحامها في قوام المعركة وأصبحت كما أكد الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، فاعلا رئيسيا في مهنة السلاح في العديد من التخصصات التي كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجال.
أخيرا، ستبقى الجزائر وفية على الدوام لشهدائنا الأبرار، الذين وهبوا حياتهم قربانا لينعم شعبنا في وطن حر وسيد، وسيظل الجيش الوطني الشعبي، صمام أمان الجزائر، مستعدا على الدوام للذود عن البلاد وحماية استقلالها الوطني.