الحدث

رئيس الجمهورية يحدد الملامح النهائية للجزائر الجديدة

التزام بحل الملفات الاجتماعية والاقتصادية ومواصلة النجاحات الدبلوماسية

أثار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عديد الملفات والقضايا السياسية، الاقتصادية والاجتماعية التي تهم المواطن الجزائري بالدرجة الأولى، معلنا عن الانطلاق الفعلي لما أسماه "البناء الحقيقي للجمهورية الجزائرية"، التي شدد على أن الشعب "هو السيد فيها "، كما تحدث بإسهاب عما حققته الدبلوماسية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن بلادنا "مستهدفة لأنها لا تقبل الانبطاح "، داعيا المواطن الجزائري للافتخار بدولته التي قال إنها "تسير برأسها مرفوعا بين الأمم".  

" نحن بالمرصاد لكل محاولات استهداف البلاد"

أكد رئيس الجمهوري، عبد المجيد تبون، أن الجزائر تمكنت في السنوات الأخيرة من استرجاع المكانة التي تستحقها وأصبح صوتها مسموعا دوليا وإقليميا رغم محاولات استهدافها، مشددا على أن البناء الحقيقي للجمهورية الجزائرية بدأ فعلا وأن الشعب اليوم هو السيد، وجدد الرئيس وفي لقائه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، التأكيد على سعيه إلى بناء "ديمقراطية حقة"، معتبرا أن الإصلاحات التي تمت مباشرتها في السنوات الأخيرة مكنت الجزائر من "استعادة مكانتها التي سيتم تعزيزها إلى أبعد حد"، وأضاف أن الجزائر حاليا "يؤخذ برأيها وأصبح صوتها مسموعا دوليا وإقليميا".

وفي ذات السياق، حذر رئيس الجمهورية ممن أسماهم "أوساط تستهدف الجزائر وترفض أن تعلو كلمة الحق ونصرة المستضعفين"، مشيرا إلى أن الجزائر "لا تقبل ما يحدث في العالم حاليا"، كما ترفض "أجندات" لم تشارك فيها، وأضاف قائلا: "نحن بالمرصاد لكل محاولات استهداف البلاد"، موضحا أن الأطراف التي تريد استهداف الجزائر تحاول ذلك "من الداخل" من خلال استغلال بعض الجزائريين الذين "باعوا وطنهم وولاؤهم هو للسفارات الأجنبية"، وذلك نظرا لصعوبة استهداف الجزائر من الخارج لأنها قوية وتملك مقومات تحمل الأزمات، ولفت إلى أن الجزائر "مستهدفة لأنها لا تقبل الانبطاح والمواطن الجزائري يفتخر بدولته التي تسير برأسها مرفوعا بين الأمم".

الرئيس تبون يأمر بتسريع وتيرة إنجاز المشاريع

من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية التزامه بتنفيذ مختلف المشاريع التي تعهد بها أمام الشعب الجزائري، معربا عن رفضه "لكل المبررات التي تقدم بشأن تأخر المشاريع"، وعاد إلى أهم القرارات التي تم اتخاذها خلال مجلس الوزراء الأخير، معتبرا أن الجزائر "تعيش اليوم ثورة تحتاج الى تجاوز البيروقراطية وتسريع وتيرة العمل من خلال اعتماد وسائل انجاز عصرية" مع "تسريع وتيرة انجاز المشاريع المهيكلة ورفض استمرار التراخي في تجسيد هذه المشاريع".

قرار رفع الأجور استثنائي

وفي الشق الاجتماعي، قال رئيس الجمهورية إن قرار رفع الأجور بنسبة تصل إلى 47 بالمائة بحلول سنة 2024 ورفع منح التقاعد والتخفيض في الضرائب على الدخل أمر استثنائي يهدف أساسا إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطن، مشيرا إلى أن ممارسة الحق النقابي هو "حق يكفله الدستور" وأن القانون الجديد المتعلق بممارسة هذا الحق جاء "لتأطير تأسيس النقابات"، وتابع أنه "ليس هناك إجحاف أو منع للنقابات، لكن الأمر يتعلق بتكريس القانون ووضع حد لممارسات لا يمكن قبولها".

وبخصوص الأموال الموجودة في الاقتصاد غير الرسمي، أكد الرئيس تبون وجود إجراءات ستتخذ في حق الذين يكدسون أموالهم خارج البنوك، داعيا هؤلاء إلى وضعها في البنوك أو استثمارها في نشاطات اقتصادية رسمية، مشيدا لدى تطرقه إلى قطاع السياحة، بميدان السياحة الداخلية الذي قال إنه "تطور كثيرا"، مضيفا أن الدولة تشجع هذا النوع من السياحة كما تفتح المجال أمام الاستثمار، داعيا إلى الترويج للصورة الحقيقية للجزائر في الخارج، وأوضح من جهة أخرى أن تقييد الاستيراد "لابد ألا يتم على حساب تلبية الحاجيات الأساسية للمواطن"، محذرا من الاستغلال السياسي لندرة بعض المواد الاستهلاكية.

"وسام الاستحقاق الوطني".. أقل ما يقدم لرجال الحماية المدنية

ولدى تطرقه إلى هبة الجزائر التضامنية إثر الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا، قال رئيس الجمهورية أن أقل ما يمكن تقديمه لفرق الإنقاذ الموفدة إلى الأماكن المتضررة واجتازوا الأجواء المغلقة هو "منحهم وسام الاستحقاق الوطني"، واعتبر أن ما قام به أفراد الحماية المدنية يمثل "الجزائر التي تنتصر"، منوها بـ"حرفية ومهنية أفراد هذا السلك الذي سبق وأن أثبت قدراته العالية في مواجهة كوارث مماثلة عبر العالم".

"كل الدول تعترف بأن الجزائر مصدر للاستقرار"

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر في مرحلة استعادة الفضاء الطبيعي لدبلوماسيتها، مشددا على ان كل الدول التي تتعامل مع الجزائر تعترف بأنها مصدر للاستقرار، ليضيف أن الدبلوماسية الجزائرية تكون متكاملة بفضل قوة اقتصاد الجزائر واستقرارها الأمني، وان "كل الدول التي تتعامل مع الجزائر تعترف بأنها مصدر للاستقرار، وهذا على الرغم من حدودها المشتعلة".

"كل المواعيد التي تنظمها الجزائر لديها قيمة خاصة"

وتطرق تبون في هذا السياق الى تنظيم الجزائر للقمة العربية في نوفمبر الماضي، لافتا إلى أن "أي موعد ينظم من قبل الجزائر يصبح لديه قيمة خاصة سواء على المستوى الإفريقي أو الأوروبي أو المتوسطي"، وهذا راجع "الى تاريخ الجزائر الذي لا يستهان به"، وعرج تبون في لقائه على "العثرة" التي عرفتها الدبلوماسية الجزائرية خلال العشرية الأخيرة، مبرزا انها "كانت غير متوقعة"، كما تطرق تبون بالمناسبة إلى المساعدات الجزائرية إلى الدول الإفريقية من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، موضحا أن هذه المساعدات المالية ستوجه إلى تمويل مشاريع تنموية في عدد من الدول الإفريقية.

وأبرز في السياق انه تم الالتزام تجاه الأشقاء في مالي لدعم بعض المشاريع الاقتصادية لا سيما في شمال البلاد، على غرار كيدال وغاو، لمساعدتهم على بناء بعض المنشآت التربوية والصحية وكذا مشاريع ايصال المياه للسكان وغيرها.

وخلال تطرقه الى الازمة الليبية، قال تبون إن كل الطرق "القديمة" التي جربت باءت بالفشل، وأكدت على صحة المقاربة الجزائرية للتسوية في هذه الدولة الجارة والمبنية على إيجاد حل يكون من الليبيين أنفسهم من خلال اجراء انتخابات واختيار ممثليهم، كما تطرق الرئيس تبون إلى موضوع قضية الصحراء الغربية التي بقت "مطروحة منذ 1975 وليست وليدة اليوم"، مضيفا أن الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي كان من الشخصيات التي شاركت في مسار المفاوضات مع الجانب المغربي والتي كانت قريبة من الحل في عهد الملك الحسن الثاني غير ان الأمور تعقدت فيما بعد، لينوه بشأن انتخاب إبراهيم غالي رئيسا للجمهورية الصحراوية، بالمؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو الذي قال إنه كان "ديمقراطيا"، كما أشاد بشخصية غالي الذي كان ضمن الوفد الصحراوي الذي فاوض الملك الحسن الثاني بشأن تقرير مصير الشعب الصحراوي.

وبخصوص العلاقات الثنائية، أكد رئيس الجمهورية ان العلاقات مع ايطاليا تعود الى ما قبل الاستقلال وهي تزداد ثقة وترابطا، مشددا على ان الجزائر "لم تر من هذا البلد الا الخير"، مشيرا في ذات السياق الى اتفاقيات حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين منذ بداية الاستقلال، مبرزا ان سياسة الجزائر تكمن في انها "لا تنسى خيرا قدم لها ولا تقابل الشر بمثله، لكنها تسجله في الذاكرة".

"ما قامت به اسبانيا لا يصدر عن أصدقاء"

وبخصوص ما قامت به اسبانيا في الملف الصحراوي، أكد تبون أنه تصرف "لا يصدر عن اصدقاء"، واصفا ما قامت به بالخطوة الخطأ، وقال ان العلاقات الجزائرية-الاسبانية في وضع "رديء" وأن الجزائر ليست المتسبب في ذلك، مذكرا في الوقت نفسه بأن علاقات الجزائر مع الشعب الاسباني "طيبة ليومنا هذا وان احترامنا للملك الاسباني احترام تام وهو يعلم ذلك"،كما اعاد التذكير بأن الجزائر جمدت اتفاقيات حسن الجوار مع اسبانيا لكن لم تلغها.

وعن العلاقات الجزائرية-الامريكية، أكد رئيس الجمهورية ان الولايات المتحدة "دولة عظمى" وهي تعلم أن الجزائر دولة نافذة في افريقيا وفي العالم العربي وفي البحر الابيض المتوسط، واستطرد: "لابد ان تتأكد الولايات المتحدة اننا بلد صديق، غير منحاز مع أي أحد"، مذكرا بالمناسبة بوقوف هذا البلد ومساندته للجزائر ولشعبها مباشرة بعد الاستقلال، كما وصف الولايات المتحدة الأمريكية بالدولة الصديقة التي تعرف قوة الجزائر في محيطها الإفريقي والعربي والمتوسطي، مضيفا أن الجزائر طمأنت واشنطن بأنها ليست خصما وأنها بلد "غير منحاز".

وتحدث الرئيس تبون عن الملف الليبي مجددا التأكيد على أن الحل يكون من طرف "الليبيين أنفسهم" وأن كل الدول العظمى تساند رأي الجزائر في ضرورة تنظيم الانتخابات التي هي بداية الحل لبناء هيكل الدولة الليبية.

إعادة فتح السفارة الجزائرية بأوكرانيا الأسبوع المقبل

ولدى تطرقه الى زيارته شهر ماي القادم الى روسيا وعن امكانية طرح حل للأزمة الأوكرانية، أكد الرئيس تبون أن الدبلوماسية الجزائرية "دبلوماسية صامتة"، معلنا بالمناسبة عن قرار اعادة فتح سفارة الجزائر بالعاصمة الأوكرانية، وقال: "اخذنا قرارا مع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، سنقوم على اساسه الاسبوع القادم بإعادة فتح سفارة الجزائر بالعاصمة الاوكرانية كييف بعد ان تم غلقها لأسباب امنية"، ولدى تطرقه الى العلاقات الثنائية مع روسيا، أكد انها معروفة لدى الخاص والعام، واصفا بالمقابل العلاقات مع اوكرانيا بـ"العادية"

الرئيس يلتزم بتوفير الإمكانيات لتكوين الصحفيين

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن الصحافة تعد "أداة قوية لإرساء الديمقراطية ومجابهة المحاولات التي تستهدف الجزائر"، داعيا الإعلاميين الجزائريين إلى "فرض أنفسهم" والتفطن لمحاولات الاستغلال المدبرة من خارج الوطن، ولفت رئيس الجمهورية إلى أن الصحافة الوطنية بإمكانها أن تكون "نموذجية ومؤثرة" في منطقة البحر المتوسط، بالنظر الى الإمكانيات والمؤهلات التي تزخر بها، مستنكرا في هذا المجال مزاعم بعض الأطراف الخارجية بأن "الإعلاميين الديمقراطيين الحقيقيين يتواجدون خارج الجزائر"، معتبرا أن ذلك انتقاص من قيمة نحو 8500 صحفي يحصيهم القطاع و180 جريدة يومية و20 قناة تلفزيونية خاصة.

وجدد رئيس الجمهورية بالمناسبة وقوفه إلى جانب الصحافة الوطنية، مذكرا بأن غلق بعض القنوات التلفزيونية كان بسبب "ممارسة أصحابها للابتزاز"، مضيفا حول ممارسة الحق النقابي، أن الصحفيين "من حقهم إنشاء منظمات نقابية خاصة بهم، غير أن ما يربطهم بشكل أكبر هو ميثاق أخلاقيات المهنة"، كما عرج، في سياق ذي صلة، على مشروع قانون الإعلام الذي حظي بموافقة مجلس الوزراء ويوجد حاليا على مستوى البرلمان، مبرزا استعداده الكامل لتوفير الإمكانيات اللازمة لضمان تكوين الصحفيين.

هذه حلول الرئيس تبون بالنسبة للبنايات غير القانونية

وعاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للحديث عن مسألة هدم البنايات غير القانونية، حين شدد على أنه يتعين، قبل اتخاذ قرارات هدمها استنفاذ كافة التدابير الأخرى، مؤكدا أن هذا النوع من القرارات ينبغي أن تفصل فيه لجنة مختصة تحت وصاية وزيري السكن والداخلية، وأضاف رئيس الجمهورية أنه "لا يتعين الأمر بالهدم مباشرة، فهناك حلول يتعين التفكير فيها قبل الوصول إلى هذا القرار"، فعلى سبيل المثال بالإمكان اللجوء إلى "تقييم قطعة الأرض التي تم البناء عليها وتمكين المعني من دفع ثمنها، مثلما حصل مع بعض المصانع"، وشدد في هذا الإطار على أن هناك "وسائل وأساليب لحل هذا النوع من المشاكل بدل التسلط الذي لا يدخل في برنامج رئيس الجمهورية".

كما أضاف بأن البنايات الفوضوية تندرج في إطار المسائل التي "تمس بهيبة الدولة وتستوجب القيام بتحريات"، وهي المهمة الموكلة للجنة التي تقع تحت وصاية وزيري السكن والداخلية وتضطلع بدراسة ملفات البنايات الفوضوية وتحديد المتسبب فيها والظروف التي تمت فيها".

التحضير لمشروع قانون يجرم الاستيلاء على أراضي الدولة

إلى ذلك، أشار الرئيس تبون إلى أنه طلب من وزير العدل تقديم مشروع قانون يجرم الاستيلاء على الأراضي التابعة للدولة، مضيفا بأنه "منذ الاستقلال، لم يسجل بناء فوضوي بني على أرض خواص"، ليشدد على أنه "من حق الدولة الدفاع عن ممتلكاتها مثلما هو الحال بالنسبة لدفاعها عن حقوق المواطن".

وعلى صعيد آخر، توقف الرئيس تبون عند بعض الممارسات التي "تجعل بعض المجهودات تذهب سدى لما فيها من مضيعة للوقت"، مرجعا ذلك الى "عدم الإلمام الحقيقي بالمشاكل المطروحة من قبل المواطن"، وقال بهذا الخصوص: "الحلول موجودة، لكن في بعض الأحيان التباطؤ وقلة الدراية الدقيقة بالمعضلات تفرز حلولا ناقصة وغير مقنعة للمواطن".

وحول الرقمنة، ذكر رئيس الجمهورية بأنه ما فتئ ينادي منذ ثلاث سنوات بالاعتماد على هذا النوع من التكنولوجيات التي "تعطي أرقاما حقيقية ولا تزور الحقائق، كما أنها تسمح بالسرعة في رصد المشاكل وإيجاد الحلول لها"، منتقدا ما اسماه "الضبابية التي أصبحت هدفا بيروقراطيا يختبئ وراءه البعض للاستمرار في الممارسات السابقة".

من نفس القسم الحدث