الحدث

ماذا عن الديمقراطية المزعومة لفرنسا؟

لا تزال قوى الظلام عبر العالم تروي قصصا نسجت من الخيال حول عدالة الأنظمة الغربية وفي مقدمتاها فرنسا بماضيها الاستعماري الذي لا يمكن إلا أن يكون وصمة عار في التاريخ المعاصر، دولة الحق والاقنون وأرض روجت لثورة قيل إنها غيرت مجرى التاريخ، لا سيما عندما يجري الحديث عن الثروة الفرنسية في سنة 1789، لتؤسس لجمهورية تزعم أنها منبع الديمقراطية الإنسانية في وقت نكلت فيه هذه الدول بالشعوب التي استعمرتها وأذاقتها المرارة على يد جنودها الذين استباحوا حرمات السكان والأراضي التي وطأتها أقدامهم المدنسة بدماء الأبرياء.

وها هي الصحافة الفرنسية التي تمولها اللوبيات المختلفة في هذا البلد وفي مقدمتها الصهاينة وغيرهم ممن ساهموا في وصول الرئيس الشاب إلى سدة الحكم، ليكون هو وصحافته ووزراءه مجرد بيادق في يد أخطبوط حقيقي تمتد أذرعه متغلغلة في قلب نظام عالمي فاسد قوامه قوى الشر التي تديرها الحركات الصهيونية في العالم، قضايا مترابطة فيما بينهم لمسلسل لا يكاد ينتهي، من فلسطين إلى الصحراء الغربية اللتين لا تزالان تحت وطأة الاحتلال، وصولا إلى نظام المخزن الذي قدم كل قرابين الخنوع والخضوع ليرضي أعداء الإسلام والعروبة وينصر كل من يعادي الجزائر والدول العربية الإسلامية التي اختارت أن تبقى متمسكة بمبادئها.

تم تهريب المدعوة "بورواي أميرة" لأنها بالنسبة لهم عميلة وستنصف ضمن قائمة طويلة تضم أسماء العملاء الذين خانوا وطنهم خلال حرب التحرير، وما كان للرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون إلا ان اعتذر منهم رسميا وكأنه يريد أن يقول بأن فرنسا لن تتخلى عن الخونة الذين يبيعون أرضهم ويتنكرون لذويهم ويفرطون في شرفهم من أجل الجمهورية الفرنسية، ولكنه بالمقابل لن يعتذر للجزائر على جرائم الاحتلال الفرنسي التي تنكرها كل الأعراف الدولية ولا يتقبلها أي عقل متوازن.

مفارقات كثيرة تعج بها الجمهورية الفرنسية المزعومة، هذه الدولة التي تدعي الديمقراطية وتكون أول من يخرق أسسها ويدوس على قيمها النبيلة كفكر وفلسفة إنسانية..فرنسا لم تتمكن من التخلص من ماضيها الاستعماري القائم على الاضطهاد والمكرس لفكرها الاستعماري الذي يخيم على كثير من الشعوب التي بقيت مستعبدة حتى بعد حصولها على الاستقلال من هذه الدولة، ولما كان الأمر مختلفا بالنسبة للجزائر التي تفرض دائما مبدأ التعامل بالند وتجبر فرنسا وغيرها على احترام سيادتها، تهور اللوبي الفرنسي في هذا البلد الأوربي العجوز واتخذوا من المغرب والصهاينة وغيرهم أتباعا ليضربوا كل من تقوم له قائمة.

لن تتمكن لا مخابرات فرنسا وصحافتها من كسب حرب العدالة التي تخوضها الجزائر من أجل نصرة كل القضايا العادلة عبر العالم، وحتى لو ساقت فرنسا تبريرات واهية لتهريب المدعوة "أميرة بوراوي"، فإن العبرة بالنهاية ونهاية كل خائن لوطنه معروفة، وقصة الحركى الذين باعوا وطنهم خير دليل على ذلك عندما انتهى بهم الأمر في "غيتوهات" وعاشوا كل ألوان الاحتقار وذاقوا مرارة الإهانة، لأنه في الأخير لا كرامة ولا عزة خارج الوطن الأم.

من نفس القسم الحدث