الحدث

"الزعامة" ومعارك "تكسير العظام" داخل الأحزاب

تتحضر العديد من التشكيلات السياسية لعقد مؤتمراتها الحزبية، التي تشكل في عرفها ونظامها الأساسي، آلية لانتخاب الأمين العام أو رئيس الحزب "حسب النظام الداخلي لكل تشكيلة سياسية"، وهنا تطرح إشكالية التداول على المناصب لدى هذه الأحزاب، والتي ما تزال غالبيتها تعاني من عقدة الزعامة، التي تسببت في صراعات وانشقاقات داخلية، مما أنتج لديها نفور نضالي وفتور سياسي.

وإذا عدنا بعقارب الساعة إلى الوراء وتحديدا إلى بداية التعددية السياسية في الجزائر قبل نحو أكثر من ثلاثين سنة، نلحظ أنها أفرزت عشرات الأحزاب التي لم يتخلص زعماؤها بعد من معضلة "أنا أو لا أحد"، الأمر الذي أثر على أدائها كمكون سياسي كان من المفروض أن يدفع بعجلة الديمقراطية إلى الأمام.

والسؤال المطروح هو كيف لأحزاب فشلت في "دمقرطة نفسها" بسبب رفض زعمائها مبدأ "تبادل الأدوار"، أن تسهم في تكريس التجربة الديمقراطية في البلاد على وجه العموم؟ ربما تكون المراحل التي مرت بها الجزائر بعد الانفتاح السياسي قد أثرت على أدوار الأحزاب، لكن هذا لا يعني أنها غير مسؤولة عن تراجع آدائها، وذلك إذا نظرنا إلى حجم الأزمات الداخلية التي مرت بها هذه الأحزاب، مما أبعد كثيرا منها عن المنافسة في مختلف المواعيد الانتخابية.

إن معضلة الزعامة في الجزائر لا تتعلق بحزب بعينه، فعلى اختلاف توجهاتها وإيديولوجيتها، لم تسلم أحزاب محسوبة على الموالاة أو تلك التي تصطف إلى جانب المعارضة من معارك تكسير العظام داخل بيوتها، والأمثلة كثيرة لمن أراد أن يبحث في أرشيف هذه الأحزاب، وعليه فإن الاعتقاد السائد اليوم هو أنه وفي ظل التناقض في خطابات رؤساء الأحزاب "المعمرين" وحالة الإفلاس لا ننتظر صناعة طبقة سياسية فاعلة. 

من نفس القسم الحدث