الحدث

الجزائر سيدة قراراتها

افتتحت مجلة الجيش عددها 715 الصادر في شهر فيفري 2023 بمقال معنون "الجزائر سيدة قراراتها" هذا هو نصه :

دأبت بلادنا منذ استقلالھا الذي افتكته بعد كفاح مريرضد المحتل الغاصب، على اتخاذ قرارات سياديةوتاريخية استمدتھا من ثورتھا المجيدة، تعبيرا منھا عنتعلقھا الشديد بمبادئ ومُثل الحرية والكرامة، وھو ما يفسر دفاعھا المستميت دوما عن حق الشعوب الواقعةتحت الاحتلال في تقرير مصيرھا وفي الاستفادة منالخيرات التي تزخر بھا بلدانھا.من ضمن القرارات السيادية التي اتخذتھا الجزائر بعدأقل من 10 سنوات على استقلالھا، ذلك المتعلق بتأميمالمحروقات، ففي مثل ھذا الشھر قبل 52 سنة خلت،اتخذت بلادنا ذلك القرار التاريخي، تنفيذا لتطلعاتالشعب الجزائري لبناء صرح الدولة الوطنية المستقلةالسيدة، ولم يكن اختيار تاريخ 24 فيفري إعتباطيا، بلتم اختياره بالنظر إلى دلالته ورمزيته، إذ أنه يصادفالذكرى 15 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين،في عز ثورة التحرير المجيدة.

وقد حُظي ھذا القرار السيد بدعم دولي قوي وواسع،سيما من قبل دول العالم الثالث، التي اتخذت منالجزائر أنموذجا للنضال من أجل نظام دولي جديدوعالم أكثر عدل، كيف لا وقد تأكد للعالم بأسره أنبلادنا لن تتنازل قيد أنملة عن مبادئھا ومواقفھاالراسخة المستمدة من قيم ثورتھا الخالدة ومن كفاحھاالطويل الذي كلفھا الملايين من الشھداء.

بمرور السنوات، ومع التطور الذي شھده قطاع الطاقةوالمناجم من جوانب مختلفة، سيما في السنوات الأخيرةوتوسع نشاطات الاستكشاف والاستغلال، وبعد أنأدرجت السلطات العليا للبلاد تأمين المنشآت الطاقويةضمن المواقع الحساسة التي ينبغي الذودعنھا، أخذالجيش الوطني الشعبي على عاتقه ھذه المھمة التيينفذها باحترافية واقتدار، خاصة مع احتمال أن تكونالمنشآت النفطية والطاقوية ھدفا للجماعات الارھابيةالتي أبيدت في معظمھا من قبل وحدات الجيش الوطنيالشعبي وأضحت فلولھا المتبقية تبحث يائسة عنالصدى الاعلامي.

والحال أن المنشآت الطاقوية ببلادنا مؤمنة تأميناًشاملاً، بما يمكن من تجسيد التعاون والاستثماراتالمشتركة على أرض الواقع، وأكثر من ذلك، يحفزالمتعاملين الأجانب للاستثمار في مجال المحروقاتوالمناجم، بالنظر إلى مناخ الأعمال المحفز وتوفر الأمنوالاستقرار في بلادنا، وقد تأتى ذلك بفضل التنفيذ المحكملإستراتيجية مدروسة بعناية فائقة من قبل القيادة العلياللجيش الوطني الشعبي لحماية المنشآت الطاقويةالمتواجدة بجنوبنا الكبير من المخاطر التي قد تشكّلتھديداً مباشرا على ھذه المؤسسات أو العاملين بھا.

وتندرج ھذه المھمة النبيلة في إطار المھام الدستوريةالمنوطة بالجيش الوطني الشعبي، الذي يعمل دونھوادة، على تأمين حدودنا المديدة والحفاظ على السيادةالترابية والدفاع عنھا وكذا الدفاع عن المصالح العلياللبلاد، في عالم يشھد تحولات جيوسياسية عميقة مثلماأكده السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة رئيس أركانالجيش الوطني الشعبي في أكثر من مناسبة، بأن مايعرفه العالم "من تحديات أمنية معقدة، ليس فيالحقيقة إلا بداية لتغيرات كبرى قادمة، سيكون لھادون شك تأثيرات وتداعيات على جميع دول العالمدون استثناء".

وعلى ھذا الأساس، وعملا بتعليمات وتوجيھات السيدرئيس الجمھورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة،وزير الدفاع الوطني، يقوم جيشنا في سياق وضعجيوسياسي إقليمي ودولي شديد التعقيد، بمجھوداتمضنية ضمن استراتيجية شاملة وفعالة، يسخر منخلالھا كل الوسائل البشرية والمادية ويوفر كلالشروط لتطوير وتعزيز قدرات منظومتنا الدفاعية.

والأكيد أن بلادنا التي استعادت المبادرة من جديد وھيماضية بخطى ثابتة وأكيدة في بناء أسس الجزائرالجديدة، بدبلوماسية نشطة عادت إلى الواجھة بقوةوباقتصاد وطني يتعافى بسرعة، لھا من الامكانيات مايجعلھا تواكب ھذه التطورات وتتأقلم مع كافةالمستجدات بنجاح وتواجه التحديات الحالية والمستقبليةمستندة إلى مرجعيتھا الثورية والإرادة التي تحدوشعبھا لتعزيز مكانة الجزائر ضمن مصاف الدولالقوية التي يحسب لھا ألف حساب، فكل المؤشراتتؤكد أن ما تحقق بالأمس من خلال رفع التحدي بتأميمالمحروقات، سيتعزز حتما في المنظور القريب بتأمينالاقتصاد بما يعود بالنفع على بلادنا وشعبنا.

من نفس القسم الحدث