الحدث

المخزن.. بين مطرقة الفضيحة وسندان غضب الشارع

في قلب الفضيحة والتخبط الذي يعيشه النظام المغربي، يشتد الخناق على المخزن أكثر فأكثر بعد أن وجد نفسه، بسبب سياساته الفاشلة، بين سندان غضب الشارع المغربي جراء الفساد المستشري والتضييق على الحريات وتدني مستوى المعيشة من جهة ومطرقة المنظمات والمؤسسات الدولية، بسبب توالي الفضائح التي تورط فيها هذا النظام على غرار فضيحتي "ماروك غايت" وقبلها "بيغاسوس"، من جهة أخرى.

وبالحديث عن قضية "بيغاسوس" فإن تداعياتها ماتزال تشكل صداعا مزمنا لنظام المخزن الذي تورط بشكل دنيء في استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس"، هذا الأخير الذي كشفت بشأنه صحيفة "لوسوار" البليجيكية بأنه سيتم استدعاء لجنة من الخبراء لمناقشة "القضية المغربية" في الاجتماع المقبل للجنة المكلفة بقضية بيغاسوس بالبرلمان الأوربي يوم 9 فيفري الجاري.

وعلى ذكر البرلمان الأوربي، فبعد أن وجد نفسه في الفترة الأخيرة محاصرا بفضيحة من العيار الثقيل، على خلفية "شراء ذمم" بعض النواب الأوربيين من قبل المخزن مقابل دعم هذا النظام داخل هذه المؤسسة الأوربية، يكون قد استفاق من وقع الفضيحة المدوي التي أثرت بشكل كبير على مصداقيته، وهو يسير نحو كنس كل مخلفاتها، بيتها مراجعة علاقته مع المملكةـ بعد أت قام البرلمان الأوربي مؤخرا بإلغاء او ارجاء جميع المهمات المخطط لها إلى المغرب في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.

ولم تكن هذه الصفعة الوحيدة التي وجهتها المؤسسة التشريعية الأوربية في وجه نظام المخزن، في سبيل التخلص من تبعات هذه الفضيحة التي تورط فيها المغرب بشكل كبير، فبعد سنوات طويلة من تغاضي البرلمان الأوربي على وضعية حقوق الانسان وتكميم الأفواه بالمغرب، خرج عن صمته ووجه انتقادات شديدة اللهجة الى الأجهزة القمعية المغربية، كما أدانت المؤسسة الأوروبية انتهاكات المغرب لحقوق الانسان وحرية الصحافة.

ومن خلال هذه المستجدات التي طرأت على العلاقات بين البرلمان والاوربي والنظام المغربي، يكون حبل الود قد انقطع بينهما، ولم يتبق للمخزن أية فرصة للتغلغل داخل الهيئات الاوربية، ولسان حال الشارع المغربي يقول ألم يكن الأجدر ان تصرف أموال الرشاوي التي قدمها المخزن لنواب بالبرلمان الأوربي على تحسين معيشة المغاربة الذين تفاقمت معاناتهم بسبب انتشار الفساد والفقر وفشل حكومة أخنوش في حل مشاكلهم.

واللافت أنه بقدر تفاقم الأوضاع الاجتماعية في المغرب واتساع رقعة الاحتجاجات المنددة بحالة البؤس التي وصل اليها المواطن المغربي، فإن نظام المخزن يزداد تعنتا في مواجهة تردي الأوضاع بمزيد من القمع، وهو أمر مألوف أن يلجأ نظام المخزن الى سياسية "النعامة" تارة وسياسة الهروب الى الأمام تارة أخرى.

من نفس القسم الحدث