الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تثبت الجزائر في كل مرة، أهمية مركزها وقراراتها في المنطقة العربية والإسلامية، من خلال تبني مقاربات ومقترحات قائمة على توحيد الصفوف وتعزيز الحوار المشترك للنهوض بالاقتصاد والتنمية بالمنطقة ومواجهة التحديات الراهنة التي تهدد أمن واستقرار عديد الدول، وباحتضانها لندوة اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، تسعى الجزائر إلى بلوغ توافق عربي من شأنه خدمة الأمة الإسلامية، وتمكين منظمة التعاون الإسلامي من أداء الدور المنوط بها في الدفاع عن الشعوب الإسلامية عبر المحافل الدولية، ويبقى هذا المسعى سهل المنال في ظل الالتفاف القوي حول مقترحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من قبل جل المشاركين في أشغال هذه الدورة.
حظيت مقترحات الجزائر بشأن تعزيز الحوار والعمل المشترك بين الدول الإسلامية، بإجماع من قبل المشاركين في أشغال الدورة الـ 17 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذين أشادوا بمقاربة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الرامية لتعزيز الحوار والعمل والتضامن بين دول العالم الإسلامي لمواجهة التحديات الراهنة.
وحسب الأصداء التي نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، فقد أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي لجمهورية غينيا، دانسا كوروما، دعم غينيا لما اقترحه الرئيس عبد المجيد تبون، لاسيما ما تعلق باستحداث لجنة للحكماء تساهم في حل مشاكل العالم الإسلامي بلغة الحوار"، مؤكدا أن الحوار وسيلة سلمية وحضارية و"نحن مع هذا المقترح وندعم أيضا وحدة العالم الإسلامي وتضامنه"، كما أكد بدوره ممثل حركة حماس الفلسطينية، محمد عثمان، أنه "تابع ما ورد في رسالة الرئيس تبون من مقترحات"، وهي "صوت حكيم وعاقل لحل النزاعات في العالم الإسلامي عن طريق الحوار"، مشددا على ضرورة "تطبيق هذه المقترحات على أرض الواقع للم شمل العالم الإسلامي"، مبرزا أن ما تقدم به رئيس الجمهورية من مقترحات "يخدم وحدة العالم الإسلامي ويعزز قيم التضامن ويجعله في المستوى لمواجهة التحديات الراهنة".
بدوره، أشاد عضو مجلس الشورى بسلطنة عمان، الشيخ منصور بن زاهر الحجري، بمقترحات رئيس الجمهورية لاسيما ما تعلق بـ "إنشاء مركز بحث لتعزيز المناعة الفكرية إزاء التحولات الرقمية المتسارعة"، مشيرا إلى أن "المقترح يصب في مصلحة الوحدة الإسلامية ومكافحة الأفكار المتطرفة التي تحاول عدة أطراف دسها في عالمنا الإسلامي"، واعتبر البرلماني العماني أن هذا المركز سيساهم في "مكافحة الأفكار الدخيلة وإنهائها وتحصين الشباب المسلم"، كما رحب أيضا باستعداد الجزائر لاحتضان هذا المركز، وهو "من شيم الكرم المعروف عند الجزائر لخدمة قضايا العالم العربي والإسلامي".
عميد جامع الجزائر: "مقترحات الرئيس تبون ستقدم إضافة لعلاقات الدول الإسلامية"
ومن جهته، ثمن عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني، مباركته للمقترحات التي طرحها رئيس الجمهورية في هذه الدورة، مبرزا أن هذه المقترحات تحمل "طابع التعاون الذي سيضاف إلى العلاقات بين دول العالم الإسلامي"، مبرزا أن الدورة ال17 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي تنعقد بالجزائر تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، "حدث مميز ينتظر منه نتائج في مستوى تطلعات الأمة الإسلامية".
الأفارقة يدعمون مقاربة الجزائر لتسوية النزاعات القارية
من جهتهم، اشاد ممثلو عدة برلمانات افريقية بدور الجزائر الرائد في فض النزاعات وتسوية الخلافات في القارة الافريقية، لا سيما منطقة الساحلت، وأكد النائب الأول لرئيس المجلس الوطني للمرحلة الانتقالية في مالي، اساريد ايمبركاوان، أنه "لطالما لعبت الجزائر دورا مهما وكبيرا في الحفاظ على السلم في عموم إفريقيا، لا سيما في دولة مالي التي كانت الجزائر على الدوام الى جانبها"، مبرزا أنه بفضل الدعم الذي قدمته الجزائر، تمكنت الاطراف في مالي من التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة سنة 2015 المنبثق عن مسار الجزائر، مشددا على أنه على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد، من بينها مالي، ان تتعامل مع كل التحديات التي تواجه الدول الإسلامية بأذرع مفتوحة. كما ناشد ممثل مالي بضرورة إصلاح هذه المنظمة بشكل "منهجي" باعتبارها مهمة للغاية في العالم.
بدوره، أكد النائب عن برلمان النيجر، ياسين بن محمد، أن الجزائر "تبقى الرائدة في تسوية النزاعات في افريقيا"، وهو الدور الذي تقوده وتبلور في اتفاق السلم والمصالحة في مالي، لافتا إلى ان النيجريين لديهم امال كبيرة في الدور الأساسي الذي تلعبه الجزائر في حلحلة المشاكل في منطقة الساحل، لا سيما في ما يخص محاربة ظاهرة الإرهاب.
وأكد رئيس وفد النيجر تأييد بلاده للمبادرة التي تقدمت بها الجزائر من اجل فض النزاعات بين الدول الاسلامية والتي تدارسها أعضاء المجالس خلال الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر، مضيفا بالقول: "وعيا منا بأهمية هذه الآلية لحلحلة المشاكل والنزاعات الداخلية في الدول الإسلامية، نؤيد المقترح الذي يسجله التاريخ لصالح الجزائر في هذه الدورة".
ونوه من جهة اخرى بالمشاركة القوية للدول الافريقية في هذا الموعد، لافتا الى انه على الرغم من حضوره في اكثر من 15 ملتقى من قبل، إلا انه لأول مرة يلاحظ المشاركة "الكثيفة والوازنة" للمؤتمرين الأفارقة من الدول الاسلامية وهو ما يؤكد الدور الذي تلعبه الجزائر على المستويات الافريقية والعربية والاسلامية.
اما رئيس الوفد البرلماني التشادي، علي النظيف ابو الحسنين، فأكد على أهمية وساطة الجزائر لحل النزاعات في افريقيا، "وهو ما أثبتته في مالي بعد أن تمكنت من جمع كل الاطراف في هذا البلد من خلال التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة بينهم سنة 2015 والذي يعتبر اليوم المرجعية الأساسية لتسوية الأزمة المالية"، وأضاف أن الجزائر تمكنت من وضع كل الحلول الممكنة لأزمة مالي لتتماشى وفق خارطة طريق بناء على هذه الاتفاقية، لافتا الى ان وساطة الجزائر لم تكن في مالي فحسب، وانما شملت العديد من الدول الافريقية.
واعتبر ممثل التشاد، حضور العدد الكبير لأعضاء اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي في الاجتماع، تأكيدا على أن هذا "اللقاء يشكل خطوة هامة لم يسبق لها مثيل" في تاريخ الاتحاد، معربا عن امله في ان تذهب مخرجات المؤتمر نحو توحيد الصف في العالم الاسلامي.
كما اعرب عن ثقته بأن الجزائر، التي تترأس الدورة ال17 لمؤتمر الاتحاد لمدة سنة، "من شأنها ان تسهر شخصيا على حل كل القضايا والازمات التي تم طرحها خلال الاجتماعات التحضيرية"، مؤكدا ان الدول المشاركة ستتبنى في الاخير المقترح الجزائري في ما يخص فض النزاعات بين الدول الاسلامية.