الحدث

مكسب جديد للدبلوماسية الجزائرية

الدكتور عامر رخيلة يتوقع نجاح ندوة منظمة التعاون الإسلامي

اعتبر الأستاذ الجامعي بكلية العلوم السياسية، والعضو السابق بالمجلس الدستوري، الدكتور عامر رخيلة، احتضان الجزائر للندوة 17 لاتحاد مجالس البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مكسبا جديدا للدبلوماسية الجزائرية، التي قال إنها تحولت فعلا إلى قبلة للعالم الإسلامي والعربي وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، متوقعا أن تخرج الندوة بتوصيات تنعكس مباشرة على التشريع الداخلي للدول بما يخدم مصالح الأمة الإسلامية.

اكد الدكتور عامر رخيلة، أن احتضان الجزائر للندوة 17 لاتحاد مجالس البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، يثبت بأن الجزائر أصبحت فعلا "قبلة للعالم الإسلامي لإفريقيا وامريكا اللاتينية"، لافتا في اتصال هاتفي أجرته معه "الرائد" أمس، إلى أن التوصيات التي انتهت إليها القمة العربية المنعقدة بالجزائر مطله نوفمبر المنقضي، تؤكد مواصلة الجزائر لجهودها ومساهماتها في القارة الإفريقية والعالم الإسلامي خاصة في ظل المتغيرات الموجودة اليوم على الساحة الدولة والنظام الدولي الجديد المرتقب في ظل التجاذبات بين الشرق والغرب.

الجزائر تثبت مجددا دورها المحوري ومصداقيتها في العالم الإسلامي

وفيما يتعلق بالندوة، اعتبره الدكتور رخيلة، فرصة لتأكيد أهمية المسلمين في العالم والذين قال إنهم وإن تجاوز عددهم الملايين في مختلف أصقاع الأرض غير أن تمثيلهم وتوجدهم في المؤسسات الدولية يبقى "لا يعكس أهميتهم الكمية"، لافتا إلى أن الجزائر باتحتضانها لأشغال هذه الندوة "تؤكد دوما وفاءها بالتزاماتها مع المجتمعات العربية والإسلامية والإفريقية وتلعب دورا هاما كما لها مصداقية عند عديد العواصم"، مستشهدا في هذا المقام بمشاركة ما لا يقل عن 22 رئيس برلمان من أصل 37 في هذا الاجتماع، والذي قال إنه يمثل في حد ذاته تجاوبا من شأنه الوصول إلى توصيات تنعكس مباشرة على التشريع الداخلي للدول بما يخدم مصالح الامة الإسلامية.

وحول ذلك، لفت الدكتور رخيلة إلى أن المجتمع الدولي عامة والعالم الإسلامي بشكل خاص، مقبل على تحديات وعلى بداية معالم نظام دولي مرتقب نتيجة الحرب القائمة بين الشرق والغرب، ما يجعل الجزائر تسعى من خلال احتضانها لهذا الاجتماع إلى ألا تكون غائبة في رسم ملامح مستقبل العالم الذي قال إنه يتطلب التنسيق بين جميع الأقطار، مضيفا أن الجزائر تعتبر أحد أهم أقطاب الحركة الإسلامية الإفريقية ، وأنه "يكفينا فخرا أن ينعقد هكذا مؤتمر على أراضيها لما يمتلكه من بعد روحي وجغرافي وجيوسياسي كما يعتبر مكسبا للدبلوماسية الجزائرية ولسياستها الخارجية القائمة على وجوب الحفاظ على حقوق الشعوب ".

وبحديثه عن إنجازات الجزائر الدبلوماسية، عاد الدكتور رخيلة إلى "إعلان الجزائر" المنبثق عن القمة العربية المنعقدة نوفمبر المنصرم ببلادنا، والذي قال إنه يعتبر " امتدادا للمواقف الجزائرية الثابتة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والرافضة لهذا الكيان المغتصب الذي يهدد الاستقرار ويهدد نجاح كل الجهود المبذولة لإحداث نظام عربي إقليمي"، موضحا أن إعلان الجزائر عكس مواقفها، كما يعتبر إعلانا متقدما مقارنة بما هو موجود من طروحات على الساحة العربية، وهو الأمر الذي قال إنه "منتظر من الجزائر" بالنظر لمواقفها المشرفة والثابتة تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مسترسلا ان إعلان الجزائر يركز على وجوب الوحدة ورص الصف الفلسطيني وأن الجزائر مقتنعة بأنه كلما كان الفلسطينيون متحدون كلما زادت قوتهم .

"قمة الجزائر" نجحت في إخراج القضية الفلسطينية إلى النور

وفي هذا المقام، يرى الدكتور رخيلة أن القمة العربية بالجزائر نجحت في إخراج القضية الفلسطينية من الظل إلى النور وجعلتها تعود إلى صدارة الأحداث بعد أن كان هناك تواطؤ دولي وهرولة للتطبيع، "لاحظنا أنه بعد انعقد قمة الجزائر تم تسجيل تراجع في التطبيع وهو ما يعتبر مكسبا للدبلوماسية الجزائرية، فمن غير المعقول أن يكون هناك قطب يسعى للتطبيع وفي نفس الوقت يحاول التقرب من الجزائر والجميع مدرك جيدا أن الأعراف السياسية والدبلوماسية الجزائرية تعتبر التطبيع مع هذا الكيان المغتصب خيانة للقضية الفلسطينية"، وبالتالي أكد الدكتور رخيلة أن القمة العربية التي احتضنتها الجزائر زادت من رصيد مكاسبها الدبلوماسية بعد أن نجحت الجزائر في إعادة بعث القضية الفلسطينية بعد أن كثرت المؤامرات الإقليمية والدولية .

المقاربة الجزائرية أقنعت العالم بأن الإسلام برئ من جرائم الإرهاب

وفي الشق المتعلق بمناقشة ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني، أكد الدكتور رخيلة أن الجزائر هي الأولى باحتضان ندوة في هذا السياق، متسائلا " إذا لم يناقش هكذا ملف في الجزائر فأي دولة ستحتضن ذلك؟"، وأوضح حول هذه النقطة أن الجزائر ضاقت ويلات الإرهاب لسنوات "واكتسبت مناعة وتجربة كبيرة"، قال إن العالم أجمع يقر بنجاح تجربتها في مكافحة الظاهرة بعد ان أريد للإرهاب أن يكون مباركا من قبل بعض القوى الغربية، لتأتي المقاربات الجزائرية التي استطاعت أن تقنع بها الكثير من الأقطار وتوجه رسائلها بان الإرهاب شيء والإسلام شيء آخر وان الإسلام براء من ذلك، مشيرا إلى أنه وبفضل جهود الجزائر تمكنا من أن نميز ين الإسلام كعقيدة كرسالة سماوية وليس ظاهرة سياسية كظاهرة عنف.

يجب مراجعة التشريعات الداخلية لتسهيل المبادرات التجارية بين الدول العربية

ولم يغفل الدكتور رخيلة الشق الاقتصادي، في قراءته لأبعاد الندوة، حين لفت إلى أن المبادلات بين الأقطار الإفريقية داخل القارة والأقطار العربية "ضلت خطابا أكثر من كونها واقعا فهي محدودة جدا "، مؤكدا ان الحديث عن التكامل الاقتصادي العربي أو الإفريقي لا يمكن، دون ضمان ما أسماه " المدخل الأساسي"، المتمثل في تكثيف التبادل البيني بين الأقطار الإفريقية لنصل بعدها إلى التكامل الاقتصادي، ليضيف أنه "وإن كان الخطاب يتكلم للأسف عن وجود تكامل لكن الواقع يؤكد أننا نخطو خطوات ونتراجع خطوات"، حيث دعا في هذا المقام إلى مراجعة التشريعات الداخلية لنتمكن من وضع تسهيلات للمبادلات البينية وإزالة العوائق التجارية والجمركية بين الدول العربية.

من نفس القسم الحدث