الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عن بداية تصنيع سيارات العلامة الايطالية "فيات" في شهر مارس القادم، مشيرا في سياق آخر إلى أن الجزائر تطمح لأن تصبح إيطاليا محطة لتوزيع "الطاقة الجزائرية" في أوروبا، بعد أن جدد حرص الجزائر على تعزيز مكانتها كشريك استراتيجي لإيطاليا في مجال الطاقة.
أوضح رئيس الجمهورية، أمس، في تصريح صحفي مشترك رفقة رئيسة مجلس وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، أن "شركة فيات بدأت في فتح ورشاتها وعن قريب جدا، في مارس، يبدأ تصنيع السيارات وكذا تسويق سيارات فيات بما فيها الكهربائية وغيرها".
وكان مجمع ستيلانتيس قد وقع في 13 أكتوبر الماضي مع وزارة الصناعة على اتفاقية- إطار، تنص على تطوير نشاطات صناعية للسيارات و خدمات ما بعد البيع وقطع الغيار لشركة "فيات". ويتربع مصنع السيارات فيات الكائن في بلدية طفراوي بولاية وهران، على وعاء عقاري مساحته 40 هكتارا، وآخر مجاور ب80 هكتارا يخصص لتوطين الموردين المحليين وشركات المناولة، بطاقة إنتاجية أولية تقدر بـ 60 ألف سيارة سنويا اعتبارا من العام الأول، لتصل إلى 90 ألف مركبة سنويا فيما بعد.
وأضاف الرئيس تبون أنه ينتظر الانطلاق أيضا، في تصنيع الدراجات النارية من علامة "فيسبا" في قالمة قبل "المرور إلى مراحل أخرى" من الشراكة الثنائية، مؤكدا أن البلدين يسعيان "لتوسيع تعاونهما إلى أوسع ما يمكن"، ومذكرا برمزية إحياء الذكرى الـ 20 لتوقيع معاهدة الشراكة والصداقة وحسن الجوار بين البلدين.
وعن الاستثمارات الايطالية بالجزائر، ذكر رئيس الجمهورية بـ "التجربة الكبيرة" للجزائر مع الصناعة الايطالية، معتبرا أنه "تقريبا كل الجزائريين الذين استثمروا في هذه الصناعة مرتاحون لان ايطاليا، حسب تحليلنا قد اختارت طريقا سليما لتصبح قوة صناعية، في مجال الصناعات الصغيرة و المتوسطة وهي نموذج يقتدى به.
مشروع أنبوب الغاز الجديد بين الجزائر وإيطاليا جد هام
بالمقابل،أوضح رئيس الجمهورية أن الجزائر تطمح لأن تصبح ايطاليا "محطة لتوزيع الطاقة (الجزائرية) في أوروبا، سواء الكهرباء او الغاز، ليس فقط الغاز الطبيعي بل حتى الهيدروجين و الامونياك وغيرها".
وفي هذا الصدد، أكد على أهمية مشروع الأنبوب الجديد لنقل الغاز بين الجزائر وإيطاليا، موضحا أن هذه المنشأة، التي ستسمح للجزائر أيضا بتصدير الكهرباء والامونياك والهيدروجين "ستنفذ في مدة قصيرة".
وقال الرئيس تبون، "مدة التنفيذ اتركها للتقنيين، أعتقد أنها ستكون قصيرة، مشروع الأنبوب في حد ذاته اتفقنا عليه وأمضينا بخصوصه اتفاقية اليوم على أساس بداية الدراسة ثم الإنجاز، حيث سيكون أنبوب خاصا سينقل الغاز و الكهرباء والهيدروجين والامونياك".
وأضاف رئيس الجمهورية في الشأن ذاته "إنه مشروع هام جدا سيجعل من إيطاليا موزعا لهذه المصادر الطاقوية عبر أوروبا" منوها بالتعاون الاستراتيجي بين البلدين لا سيما في المجال الطاقوي حيث تعتبر الجزائر "ممونا أساسيا ونتمنى من الايطاليين آن ننتقل إلى مرحلة أخرى حيث ستصبح إيطاليا محطة لتوزيع الطاقة من كهرباء وغاز وامونياك وهيدروجين في أوروبا".
الجزائر شريك استراتيجي لإيطاليا في مجال الطاقة
من جهة أحرى جدد رئيس الجمهورية، حرص الجزائر على تعزيز مكانتها كشريك استراتيجي لإيطاليا في المجال الطاقوي والتزامها بدورها كممون موثوق إقليميا ودوليا، منوها بمستوى ونوعية العلاقات بين البلدين خصوصا خلال السنوات الأخيرة.وبالمناسبة، قال رئيس الجمهورية، "أنوه بمستوى العلاقات الإستراتيجية بين الجزائر وإيطاليا وكذا الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز الشراكة و دعمها من خلال دفع المبادلات التجارية التي حققت في مدة قصيرة نتائج مميزة".
المبادلات التجارية بين البلدين تقفز إلى 16 مليار دولار
وفي هذا الصدد كشف الرئيس تبون بأن حجم التبادلات التجارية بين الجزائر وإيطاليا ارتفع من 8 مليار دولار سنة 2021 إلى 16 مليار دولار وهو ما يعتبر "مؤشرا للتقارب والمقاربات التي اعتمدناها لبلوغ ديناميكية متصاعدة في مجالات التعاون المتعددة".
وأضاف رئيس الجمهورية أن مباحثاته مع ميلوني سمحت له بتجديد حرص الجزائر على تعزيز مكانتها كشريك استراتيجي لإيطاليا في المجال الطاقوي والتزامها بدورها كممون موثوق على الصعيدين الإقليمي والدولي وكذلك الأمر في الاستثمار الصناعي الإيطالي في الجزائر.
تقارب كبير في الرؤى حول القضايا الإقليمية
إلى ذلك أشار الرئيس تبون إلى تطابق وجهات النظر بين البلدين حول ضرورة العمل سويا للمساهمة في إحلال الأمن والسلم في المنطقة المتوسطية, وكذا التقارب الكبير في الرؤى حول القضايا الإقليمية. وأوضح رئيس الجمهورية أنه تم التأكيد على "ضرورة التوصل إلى حل توافقي بالنسبة للأزمة الليبية، أساسه تنظيم الانتخابات ودعم مسار المصالحة الوطنية في اطار الحوار الشامل الذي تقوده الأمم المتحدة".
وحول الوضع في مالي, ذكر اتبون أنه تم التشديد على "وجوب التطبيق الفعلي لاتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر, وعبرنا عن الارادة المشتركة بالتنسيق في مسعى مرافقة الاخوة في مالي وتمكينهم من الدعم السياسي والمالي من طرف المجتمع الدولي بما في ذلك عبر تعزيز دور البعثة الأممية (المينيسما)".
كما تم التطرق إلى قضية الصحراء الغربية, حيث نوه الرئيس تبون "بالموقف الايجابي والمتوازن لإيطاليا الداعي لإيجاد حل عادل لهذه القضية, في إطار ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة, وبما يمكن الشعب الصحراوي من حقوقه المشروعة".
وكان للقضية الفلسطينية نصيبها أيضا من اللقاء, حيث تم التأكيد على "الموقف الثابت والمبدئي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني, ومساندته في الدفاع عن حقوقه المشروعة من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصتها القدس الشريف".