الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تباحث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، مع رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني، التي أنهت زيارتها إلى الجزائر، بالتوقيع على خمس اتفاقيات ومذكرات تعاون في مجالات عديدة أهمها الصناعة والطاقة، ليتم بعدها التوقيع على إعلان مشترك بمناسبة الذكرى 20 للإمضاء على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون.
أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، رفقة رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني على مراسم التوقيع على خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الجزائر وإيطاليا، شملت مذكرة تعاون بين مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري وفيدرالية الصناعة الإيطالية ومذكرة تفاهم لتحسين شبكات الربط الطاقوي بين الجزائر وإيطاليا، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون التكولونوجي لخفض حرق الغاز وتقنيات أخرى لخفض الانبعاثات ومذكرة تفاهم في مجال الأنشطة الفضائية للأغراض السلمية، في حين وقع الرئيس تبون رفقة رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي على إعلان مشترك بمناسبة الذكرى 20 للإمضاء على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون.
واستقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية، رئيسة مجلس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أين أجرى معها محادثات ثنائية، وفق ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية، فيما أنهت رئيسة الوزراء الإيطالية زيارة العمل والصداقة التي قادتها إلى على رأس وفد هام، حيث تهدف ميلوني من خلال زيارتها التي تعد الثالثة من نوعها لرئيس وزراء إيطالي في أقل من سنة، إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي المجال الاقتصادي خاصة ما تعلق منه بالصناعة والتجارة والطاقة، إلى جانب بحث أهم القضايا الدولية والعربية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها ملف الأزمة الليبية ومسألة الهجرة غير الشرعية.
وتملك الجزائر وروما نفس وجه النظر والمواقف إزاء عديد القضايا، فضلا عن علاقتهما الاقتصادية والتاريخية القوية التي تترجمها جملة المشاريع والبرامج المشتركة، إضافة إلى سلسلة الزيارات المتبادلة من الطرفين لتعزيز هذه الروابط الثنائية، حيث سيسعى البلدان إلى استكمال تعاونهما في مجال الصناعة، الذي تعزز مؤخرا بإعلان انشاء مصنع لشركة "فيات" لتركيب السيارات، والذي اعتبرته الجزائر خطوة حاسمة في طريق تجسيد المشروع من طرف المصنع الإيطالي الذي ينتظره كافة الجزائريين، وغيرها من مجالات التعاون.
وفي قراءته لأبعاد زيارة رئيسة مجلس الوزراء الإيطالية للجزائر، يرى المحلل والخبير الاقتصادي محمد حمدوش في اتصال مع " الرائد"، أمس، أن تنصيب ميلوني على رأس الحكومة الإيطالية يستوجب عليها الاطلاع على مدى تقدم المشاريع وتطبيق الاتفاقيات مع مختلف الدول الشريكة، والتي تعد الجزائر من أهم الشركاء، كما أشار إلى أن الزيارة تسمح لها أيضا بربط اتصال مباشر مع المسؤولين الجزائريين لتقييم مدى تقدم العلاقات الثنائية بين الجزائر وروما، والنظر في كيفية اتخاذ القرار في حال تم تسجيل ما أسماه بـ"الإشكاليات"، مشيدا بما وصفه بـ"المرونة" التي تتصف بها ميلوني في تفويض القرار، خاصة في ظل العلاقات الخاصة التي تربط الجزائر وإيطاليا.
وفي تعليقه على دلالات الوفد الوزاري الهام الذي رافق ميلوني في زيارتها للجزائر، أوضح حمدوش أن الوزراء الإيطاليين سيحاولون من خلال تواجدهم بالجزائر ربط الاتصال المباشر مع نظرائهم الجزائريين ومتابعة مدى تقدم المشاريع الثنائية في قطاعاتهم.
إلى ذلك، يعتبر الخبير الاقتصادي ان أكثر الملفات التي تهم المواطن الجزائري من خلال هذه الزيارة، يبقى ملف التأشيرات، والذي توقع أن يتم منح تسهيلات لجزائريين للتنقل إلى روما، فضلا عن ملف الطاقة الذي توقع ان يتم إطلاق مشاريع مع إيطاليا في مجال الغاز السائل، قد تشمل مشاريع بناء السفن لنقل الغاز، كما توقع إمكانية "انشاء شركات مخاطرة بين الجزائر وإيطاليا هدفها نقل الغاز"، وهو الخيار الذي قال إنه يبقى مطروحا من قبل المتعاملين الاقتصاديين.
وتوالت الزيارات الرسمية بين الجزائر وإيطاليا في الفترة الأخيرة، فقبل الزيارة التي قادت رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى روما شهر ماي المنقضي، استقبلت الجزائر عديد المسؤولين الإيطاليين رفيعي المستوى سلسلة الزيارات رفيعة المستوى فقد زار الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الجزائر في نوفمبر 2021، تلتها زيارات لكل من رئيس الحكومة وزراء الخارجية والطاقة الجزائر، إضافة إلى وزراء الخارجية والطاقة والتجارة والمؤسسات الناشئة، لتأتي خلال أيام زيارة رئيسة الوزراء الإيطاليا ميلوني التي تعد الثالثة من نوعها في غضون تسعة أشهر، بعد زيارات سابقة قام بها رئيس الحكومة السابق ماريو دراغي إلى الجزائر في 11 أفريل، وزيارة ثانية في نهاية شهر جويلية، تم خلالها توقيع اتفاق في مجال الطاقة والغاز يجمع بين شركات أجنبية بقيمة أربعة مليارات دولار، ويسمح بزيادة تدفقات الغاز الجزائري إلى إيطاليا.