الحدث

الجزائر.. مواقف ثابتة ونموذج لدبلوماسية الأفعال

تحركات متسارعة وجهود متواصلة لحلّ الأزمات

تثبت الجزائر دائما، أنها دولة أفعال وليس مجرد أقوال، من خلال تأكيد حضورها الدبلوماسي الفعال في مختلف المواعيد العربية الهامة، ووقوفها الدائم والثابت مع أشقائها العرب في كل الظروف، خاصة عندما يتعلق الامر بالعواصم التي تعيش أزمات سياسية وأمنية، كفلسطين وليبيا التي تسعى جاهدة إلى تحقيق التوافق وتغليب الحل السياسي بها، وما مشاركة وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة في الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية العرب بطرابلس، إلا دليل على أن وعود الجزائر والتزاماتها تتعدى أن تكون مجرد كلمات وشعارات، وإنما هي أفعال ميدانية من شأنها أن تصنع الفارق وتغير مصير ليبيا الشقيقة إلى ما هو خير لمواطنيها وحكومتها.

لا تزال مظاهر انتصارات الدبلوماسية الجزائرية تبرز للعلن، بفضل السياسة الرشيدة في إدارة الشأن العربي والقرارات الحكيمة التي تقترحها الجزائر لحل النزاعات بالمنطقة، برفضها منطق السلاح وتغليب خيار المصالحة والحوار السلمي، ولعل تمسك الجزائر وثباتها على مواقفها رغم اختلاف وجهات النظر، والانتقادات التي توجه لها من قبل بعض الحاسدين ، تجعل منها الملجأ الأول والأضمن للأشقاء العرب لحلحة أزماتهم والوصول ببلدانهم إلى بر الأمان، بالنظر للتجربة الجزائرية النموذجية ونجاحها الكبير في إدارة أزماتها الداخلية واحترامها لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وكما جاء في "إعلان الجزائر" المنبثق عن القمة العربية الأخيرة، فإن الجزائر تؤكد دعمها المطلق واللا مشروط للحل السلمي بليبيا، وتضامنها ووقوفها الدائم إلى جانب المجلس الرئاسي والشعب الليبي، لتجسيد أولويات المرحلة الراهنة، وتعتبر مشاركة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة في أشغال الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول العربية المنعقد في العاصمة طرابلس، بمشاركة الدول الأعضاء بالجامعة العربية، دليلا على جدية الجزائر في تعاملها مع هذا الملف، وعزمها الدائم على مرافقة الأشقاء الليبيين إلى غاية بلوغ هدف تعزيز الاستقرار والوصول للانتخابات في أقرب الآجال.

وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد أكد في آخر تصريح له خلال انقاد لقاء الحكومة بالولاة، تحقيق الجزائر لما أسماه "انتصارات دبلوماسية متواصلة"، واستدل في حكمه على النجاح الكبير الذي حققه القمة العربية التي احتضنتها الجزائر مطلع نوفمبر الماضي والتي عرفت أكبر نسبة مشاركة مقارنة  بمثيلاتها السابقة، وشدد الرئيس تبون على أن جهود الدبلوماسية الجزائرية لدعم الأشقاء لم ولن تتوقف عند موعد القمة العربية، ملتزما بمواصلة التضامن والعمل على استرجاع حقوق الشعوب العربية المضطهدة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي أعرب عن أمله في "أن تصبح دولة فلسطين خلال السنة الجارية عضوا كامل الحقوق في الأمم المتحدة"، إلى جانب تأكيده على دعم الجزائر الكامل للشعب الصحراوي حين قال إن "التضامن مع الصحراء الغربية بأنها  قضية مبدأ بالنسبة للجزائر "، وأكد عدم تخليها عنها، وهو الشأن نفسه بالنسبة للملف الليبي الذي أعرب الرئيس تبون عن تفاؤله بخصوص الوضع في ليبيا، متوقعا "أن تشهد سنة 2023 حل الأزمة في ليبيا وإجراء الانتخابات".

من نفس القسم الحدث