الحدث

"الجزائر- روما".. توافق وشراكة إستراتيجية

زيارة مرتقبة لرئيسة الوزراء الإيطالية هذا الأحد لتعزيز التعاون

بلغت العلاقات الجزائرية الايطالية حدا كبيرا من التقارب، تعكسها الزيارات المتبادلة بين قادة ومسؤولي البلدين، والتي توجت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات والشراكات الثنائية، فيما ينتظر أن تتوج الزيارة المرتقبة لرئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني الأحد المقبل بتعزيز وتوثيق مجالات التعاون بين البلدين.  

وتعد الزيارة المنتظرة لجورجيا ميلوني إلى الجزائر الثالثة من نوعها لرئيس وزراء إيطالي في أقل من ثلاثة أشهر، مما يؤكد حرص البلدين على تعزيز تعاونهما الثنائي وشراكتهما الإستراتيجية، وفي شتى المجالات، وهو ما أكد عليه سفير الجزائر لدى رما عبد الكريم طواهرية والذي اعتبر أن "الزيارة المقبلة لرئيسة مجلس الوزراء الايطالي في الجزائر ستساهم أكثر في تعزيز مسار بناء شراكة إستراتيجية حقيقية"، بعد أن جدد التأكيد على " أهمية تعزيز محور الجزائر - روما على الصعيدين السياسي والاقتصادي، طبقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون".       

وعشية زيارة الصداقة والعمل لرئيسة مجلس وزراء ايطاليا، جورجيا ميلوني، إلى الجزائر، الأحد والاثنين القادمين، أجرى السفير الجزائري محادثات على التوالي مع وزير الداخلية، ماثيو بيانتيدوس، ومحافظ روما، برونو فراتاسي، حيث تطرق معهما إلى واقع التعاون الثنائي، لا سيما الملفات التي يمكن مناقشتها خلال هاته الزيارة.  وخلال هذين اللقاءين، حرص طواهرية على تأكيد توجيهات رئيس الجمهورية، من أجل تعزيز محور التعاون الجزائر-روما، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، معتبرا بأنّ زيارة العمل والصداقة لميلوني في الجزائر ستساهم أكثر في تعزيز مسار بناء شراكة استراتيجية حقيقية التي يريدها رئيسا الدولتين.

وبالإضافة إلى التعاون في مجالات الطاقة، لاسيما ما تعلق بالغاز، تطرق طواهرية مع وزير الداخلية الايطالي الى الملف الأمني، حيث أعرب عن ارتياحه للتعاون المتميز بين مصالح الأمن للبلدين حول المسائل ذات صلة بالإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان، كما نوه السفير طواهرية بجودة العلاقات السياسية بين البلدين، كما تطرق إلى قضية الهجرة غير الشرعية، حيث أكد أنّ الجزائر تسعى بجميع الإمكانيات لحماية الحدود والساحل ومحاربة المصادر التي تغذي هذه الظاهرة.

كما تطرق المسؤولان إلى الإطار القانوني الثنائي، لاسيما لجنة متابعة الاتفاق الجزائري-الإيطالي بشأن حركة الأشخاص، فضلا عن مشروع اتفاق التعاون الأمني قيد الاستكمال والذي من المرجح أن يتم التوقيع عليه خلال زيارة ميلوني.

ويبرز التقارب والتوافق الجزائري الايطالي، أيضا في تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي أشاد في كثير من المناسبات بمستوى العلاقات المتميز الذي يجمع البلدين، "من خلال الثقة العالية والانسجام السياسي والاقتصادي بينهما، تعزيزا لمسار تعاون متجذر ومتين في مختلف المجالات".

ومعلوم أن الجزائر تعد أحد أهم مموني إيطاليا بالغاز الطبيعي، إذ سجلت رقما قياسيا في شهر ديسمبر الماضي، حسب تصريحات المدير العام لمجمع سونطراك، حيث تبلغ الصادرات الجزائرية من الغاز نحو إيطاليا 27 مليار متر مكعب في السنة، يضمنها أنبوب "ترنسميد" الذي يربط البلدين. وبالمقابل يعتزم العملاق الايطالي لصناعة السيارات "فيات" اطلاق مشروع لتصنيع هذه العلامة في الجزائر، وتحديدا في ولاية وهران، حيث بلغت التحضيرات لتجسيد المشروع مرحلة هامة.

إلى ذلك تنظم سفارة الجزائر بإيطاليا، يوم 25 جانفي الجاري منتدى للأعمال والاستثمار بمدينة نابولي، بالتعاون مع الاتحاد الصناعي لمدينة نابولي (UIN) و بالشراكة مع نادي المقاولين والصناعيين لمنطقة المتيجة (CEIMI) وذلك في إطار تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا خارج قطاع المحروقات. وسيجمع هذا المنتدى بين الممثلين المؤسساتيين والمتعاملين الاقتصاديين للجزائر وإيطاليا الناشطين في قطاعات إنتاج قطع غيار السيارات والصناعات الغذائية والصناعة النسيجية والسياحة والاتصالات والرقمنة.

من نفس القسم الحدث