الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
ثمّن سفير دولة قطر بالجزائر، عبد العزيز علي النعمة، مستوى العلاقات الجزائرية القطرية، على جميع الأصعدة، لافتا إلى التقارب الكبير بين العاصمتين وحرص قيادة البلدين على تعزيز الشراكات الاقتصادية من خلال تنويع مجالات الاستثمار الثنائية، كما أشاد بالتوافق الكبير في وجهات الرؤى بين البلدين إزاء جل القضايا الدولية والعربية، مؤكدا اعتزاز العرب بمستوى الدبلوماسية الجزائرية وقدرتها على احتواء الأشقاء العربية، حين قال إن التاريخ يجب أن يكتب بأن القمة العربية المنعقدة بالجزائر كانت فارقة في تاريخ العمل العبي المشترك.
أسهب السفير القطري بالجزائر عبد العزيز علي النعمه، خلال الحوار الذي خص به وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، في الحديث عن مستوى العلاقات الثنائية التي تجمع الجزائر بالدوحة، مشددا أنها تعد "نموذجا لعلاقات التكامل العربية-العربية" وأن البلدين قطعا خلال عام 2022 "أشواطا فارقة" في مسيرة العمل المشترك في سبيل الانتقال إلى مرحلة "الشراكة الاستراتيجية الواعدة"، حيث أشار على ان السنة الماضية كانت حافلة بالإنجازات والقرارات الهامة والزيارات رفيعة المستوى التي قطعت فيها العلاقات بين البلدين أشواطا كبيرة وفارقة في مسيرة العمل المشترك بينهما.
وحول ذلك، قال السفير القطري إن ذلك يعتبر "دليلا على حسن النوايا بين الأشقاء في كلا البلدين ورغبتهما الصادقة والجادة في خلق تقارب أكبر، تلبية لتوجيهات قائدي البلدين الشقيقين"، مشيرا إلى أن "العلاقات القطرية-الجزائرية هي نموذج لعلاقات التكامل العربية-العربية"، مضيفا أنه منذ تعيينه سفيرا لبلاده لدى الجزائر حرص "على بذل كافة الجهود اللازمة للارتقاء بمستوى العلاقات القطرية-الجزائرية لما يتناسب مع حجم وإمكانيات البلدين والشعبين الشقيقين، والتي تقترن بالإرادة المشتركة للقيادتين الرشيدتين في الانتقال بها إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية"، وتابع أنه سعيا لتحقيق هذا الهدف، "انطلقت ديناميكية العمل بين البلدين من خلال التقارب وتبادل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى"، مؤكدا أن زيارة الرئيس تبون إلى دولة قطر شهر فيفري الماضي كانت "محطة هامة جدا لنقل مستوى العلاقات بين البلدين إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الواعدة، من خلال عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي رسمت بعدا جديدا لشكل العلاقات بين قطر والجزائر".
وواصل السفير القطري في حديثه عن العلاقات الثنائية، مشيرا أن المهتمين بالشأن القطري والجزائري "لاحظوا تطورا كبيرا ومتسارعا وعلى نطاق واسع خلال الفترة الماضية، إذ أصبحت علاقات البلدين مميزة، فهي مبنية في الأساس على الثقة المتبادلة والتي تمثل إحدى ثوابت السياسة الخارجية لكلا البلدين"، مبرزا أن الزيارات المتبادلة للقادة "شكلت مسارا توج بأرضية صلبة للعلاقات بين البلدين الشقيقين عبر عدد من الاتفاقيات بما في ذلك اتفاقية التشاور السياسي والتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين التي أتاحت فرصة للمسؤولين في كلا البلدين للتشاور والتنسيق وتبادل الرؤى والمواقف إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك".
قناعة مشتركة لتعزيز آفاق التعاون الاقتصادي وتحقيق تقارب أكبر
وفي رده عن سؤال حول الارتقاء الملحوظ لمستوى الشراكة الاقتصادية بين البلدين، قال النعمه إن "الحديث عن العلاقات القطرية الجزائرية جميل، لكن تطبيقها على أرض الواقع أجمل بكثير"، معتبرا أن "آفاق التعاون الاقتصادي هي قناعات راسخة بين الأشقاء في كلا البلدين لتحقيق تقارب أكبر، تنفيذا لتطلعات القيادتين الرشيدتين في البلدين"، مبرزا أهمية ترجمة هذه القناعات والتطلعات على أرض الواقع من خلال "مرافقة رجال الأعمال في البلدين والإشراف على التنسيق بينهم عبر اللجنة العليا المشتركة التي عقدت اجتماعات في الدوحة وفي الجزائر وتوصلت إلى نتائج ملموسة عبر اتفاقيات يعمل البلدان على تنفيذها على أرض الواقع".
وبهذا الصدد، ذكر سفير دولة قطر بترحيب رابطة رجال الأعمال القطرية بصدور قانون الاستثمار الجزائري الجديد والذي قال إنه "جاء بتحفيزات تتيح فرصا خلاقة للثروة للجانبين وذلك ما شهدناه خلال الزيارات المتتالية لرجال أعمال قطريين للدخول إلى سوق الإنتاج والصناعة في الجزائر وإعداد الترتيبات اللازمة لذلك"، كما أورد أمثلة للاستثمارات القطرية بالجزائر على غرار "إنشاء المستشفى الجزائري القطري الألماني وكذلك الدخول إلى أسواق إنتاج الحليب وكذا توسيع نشاط الشركة الجزائرية القطرية للحديد والصلب بالمنطقة الصناعية بلارة ونشاطات أخرى ستتضح معالمها في الفترة القادمة كالنقل الجوي والبحري والسكك الحديدية وغيرها"، إلى جانب التذكير بالتوقيع مؤخرا على اتفاقية استثمارية تقضي بتعزيز التعاون والاستثمار في تطوير وإدارة 73 فندقا تابعا لمجمع سياحة، فندقة وحمامات معدنية في مختلف أنحاء الولايات الجزائرية، مشيرا الى أن بلاده "بصدد إطلاق عدد من المشاريع السياحية الأخرى، بالإضافة إلى المشاريع التجارية والغذائية والصناعية".
وفي سياق متصل، جدد السفير القطري حرص بلاده على "المساهمة في الجهود الحكومية في الجزائر الشقيقة لحماية التنوع البيئي وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض من خلال مشاريع على أرض الواقع"، مشيرا إلى أن "مركز تكاثر طيور الحبارى في محمية بريزينة وحماية الغزال تشكل أفضل أمثلة على ذلك ونحن نتطلع إلى المزيد".
العالم العربي بحاجة إلى الدبلوماسية الجزائرية القائمة على مبادئ ثابتة
وبشأن التوافق في المواقف الدبلوماسية بين البلدين بخصوص عدة قضايا ذات الاهتمام المشترك، شدد سفير دولة قطر على أن هذا التوافق "يبرز من خلال تطابق الرؤى ووجهات النظر بشأن العديد من القضايا أهمها القضية الفلسطينية وإيمانهما المشترك بإنهاء الأزمات والحروب في العالم عبر الطرق السلمية والتحاور"، وقال بهذا الصدد إن دولة قطر "تثمن دور الجزائر الإقليمي والعربي وتاريخها المشرف في حل الكثير من النزاعات الموجودة سواء في الإقليم أو في المنطقة العربية"، مضيفا أن "العالم العربي قبل غيره بحاجة إلى الدبلوماسية الجزائرية القائمة على مبادئ ثابتة"، لافتا إلى وجود "توافق إلى أبعد حد بين البلدين بشأن كل الملفات، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو إقليمية أو قضايا العالم العربي والقضايا الدولية والموقف تجاه القضية الفلسطينية وأيضا بشأن حل الأزمة الليبية"، موضحا أن "التحرك إزاء القضايا الساخنة يتم بروح توافقية وبرؤية متبصرة تخدم المصالح العربية أولا".
وتابع النعمه أن العالم "يمر اليوم بأدق المراحل وأكثرها تعقيدا وسط استقطاب جيو-سياسي وأيديولوجي وحروب قد تغير موازين القوى في العالم بأي لحظة"، مضيفا بالقول: "نحن في المنطقة العربية علينا أن نجد آلية عمل توحد جهودنا، لنعمل كبنيان واحد وقوي لخدمة مصالحنا وإيجاد موقع قوي نقود به أمتنا ونعبر فيه عن مكانتنا بين الأمم".
التاريخ سيكتب ان "قمة الجزائر" كانت فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك
وبخصوص القمة العربية التي احتضنتها الجزائر مطلع نوفمبر المنصرم، اعتبرها السفير بمثابة "إعادة بعث وتجديد لروح العمل العربي المشترك"، مشددا على أن "التاريخ سيكتب بأنها كانت قمة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك من حيث البدء في حلحلة ملفات غاية في التعقيد، أبرزها الخلافات العربية-العربية والتوجه نحو إنشاء تكتل اقتصادي عربي وملف المصالحة الفلسطينية وإعادة وضع القضية الفلسطينية في سلم أولويات العمل العربي من جديد وفرضه في الأجندة الدولية"، لافتا إلى أن مشاركة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة العربية "ينطلق من اهتمامه الكبير بقضايا الأمة" وأن إشادته بإعلان الجزائر "ينبع من حرصه على المصالح العربية".
قطر تقدر جهود الجزائر لحصول فلسطين على العضوية بالأمم المتحدة
وبشأن القضية الفلسطينية، قال النعمه أن دولة قطر "ستبقى دائما وأبدا إلى جانب أشقائها في فلسطين، وفاء لمسؤوليتها الأخلاقية في الوقوف مع الشقيق والوقوف إلى جانب الحق ونصرة المظلومين وانطلاقا من عدالة القضية"، مضيفا أن قطر "تؤمن بأن حل كافة الأزمات في الشرق الأوسط ينتهي بانتهاء معاناة أشقائنا في فلسطين وتنفيذ مخرجات المبادرة العربية 2002 المبنية على قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 بما يضمن للفلسطينيين حياة كريمة وآمنة ومستقرة"، مؤكدا في هذا الإطار حرص دولة قطر على "تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني والإعلامي للشعب الفلسطيني ضمن استراتيجيتها في تعزيز السلم والأمن الدوليين ودعم المشاريع التنموية في العالم وتحديدا فلسطين التي نولي لها أهمية بالغة باعتبارها أم القضايا العربية والإسلامية"، مذكرا ب"المواقف الكبيرة والمشرفة لقطر في دعم القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة"، كما أعرب عن تقدير بلاده لجهود الجزائر ومساعيها في حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، قائلا: "نقدر مساعي الجزائر الحثيثة التي حرصت فيها على تعزيز التلاحم والتآخي بين مختلف الفصائل الفلسطينية من خلال مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وهو نجاح يضاف إلى رصيد الدبلوماسية الجزائرية".
مواقف الرئيس تبون تجاه الأمة العربية ستسجل بأحرف من ذهب
وإلى ذلك، عبر النعمه عن تقدير دولة قطر "لجهود الجزائر وللمواقف المشرفة للرئيس عبد المجيد تبون تجاه الأمة العربية والإسلامية وتحديدا تجاه قطر في مختلف المراحل الأخيرة التي سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب"، ونوه بإسهامات الرئيس تبون في "إنجاح كأس العالم بقطر 2022، والتي كان لها أثرها البارز في مشاركة سيادته بحفل الافتتاح، والتي أكسبت البطولة بعدا يضاف إلى مستوى التقارب بين البلدين، وهو دليل على الاهتمام والحرص الذي يوليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للجزائر قيادة وشعبا ولأخيه الرئيس تبون".