الحدث

الجزائر إيطاليا...خطوات جدّية لتجسيد شراكة إستراتيجية

زيارة مرتقبة لرئيسة الحكومة الإيطالية إلى الجزائر

تحل نهاية جانفي الجاري، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بالجزائر، في زيارة نهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي المجال الاقتصادي خاصة ما تعلق منه بالصناعة والتجارة والطاقة، كما يرتقب أن تناقش المسؤولة الإيطالية لدى تواجدها بالجزائر جملة القضايا الدولية والعربية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها ملف الأزمة الليبية ومسألة الهجرة غير الشرعية. 

تحدثت مصادر إعلامية عن زيارة مرتقبة لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني للجزائري يومي 22 و23 جانفي الجاري، ضمن جولة تقودها إلى كل من ليبيا وتونس، وتتمحور أبرز الملفات المنتظر مناقشتها بين المسؤولين الجزائريين وميلوني، حول الشق الاقتصادي والملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك خاصة وأن الجزائر وإيطاليا تملكان نفس وجه النظر والمواقف إزاء عديد القضايا، فضلا عن علاقتهما الاقتصادية والتاريخية القوية والتي تترجمها جملة المشاريع والبرامج المشتركة، إضافة إلى سلسلة الزيارات المتبادلة من الطرفين لتعزيز هذه الروابط الثنائية.

وحول جدول أعمال زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية، يرتقب أن تبحث ميلوني عديد المسائل المتعلقة بالشراكة الاقتصادية، وفي مقدمتها تلك الخاصة بمجالي الصناعة والتجارة، حيث يهدف البلدان إلى استكمال تعاونهما في مجال الصناعة، الذي تعزز مؤخرا بإعلان انشاء مصنع لشركة "فيات" لتركيب السيارات، والذي اعتبرته الجزائر خطوة حاسمة في طريق تجسيد المشروع من طرف المصنع الإيطالي الذي ينتظره كافة الجزائريين، وفرصة لإطلاق صناعة حقيقية فعلية للسيارات، كما ستتناول الزيارة أيضا ملف الطاقة، والامدادات بالغاز الطبيعي، خاصة وأن الجزائر تعتبر إيطاليا حليفا جد إيجابي، فقد أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال الزيارة التي قادته إلى روما السنة الماضية أن إيطاليا ستكون الطرف الموزّع للغاز الجزائري في أوروبا، بعد زيادة الإمدادات إليها، مؤكدا أن شركتي إيني وسوناطراك ستعملان على التنقيب عن موارد إضافية من الغاز، كما توقع استحداث خط بحري لنقل الكهرباء من الجزائر إلى أوروبا عبر إيطاليا.

وبعيدا عن الشق الاقتصادي، فإن الجزائر وإيطاليا تجمعهما مواقف مشتركة إزاء عديد القضايا الدولية والعربية، وهو ما حرص الرئيس تبون على تأكيده من روما حين تحدث عن وجود تقارب كبير في الرؤى بين الجزائر وروما إزاء أهمّ القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن هذا المنطلق يرتقب أن يكون ملف الأزمة الليبية على رأس الملفات المنتظر مناقشتها خلال زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية، خاصة وأن البلدين متفقان على ضرورة الاستناد إلى الحل السياسي السلمي، وهو ما لفت إليه الرئيس تبون حين قال في وقت سابق إنه "هناك دولتان ليست لها أي مصالح خاصة في ليبيا سوى استقرارها، وهي الجزائر وإيطاليا".

وتوالت الزيارات الرسمية بين الطرفين في الفترة الأخيرة، فقبل الزيارة التي قادت رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى روما شهر ماي المنقضي، استقبلت الجزائر عديد المسؤولين الإيطاليين رفيعي المستوى سلسلة الزيارات رفيعة المستوى فقد زار الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الجزائر في نوفمبر 2021، تلتها زيارات لكل من رئيس الحكومة وزراء الخارجية والطاقة الجزائر، إضافة إلى وزراء الخارجية والطاقة والتجارة والمؤسسات الناشئة، لتأتي خلال أيام زيارة رئيسة الوزراء الإيطاليا ميلوني التي تعد الثالثة من نوعها في غضون تسعة أشهر، بعد زيارات سابقة قام بها رئيس الحكومة السابق ماريو دراغي إلى الجزائر في 11 أفريل، وزيارة ثانية في  نهاية شهر جويلية، تم خلالها توقيع اتفاق في مجال الطاقة والغاز يجمع بين شركات أجنبية بقيمة أربعة مليارات دولار، ويسمح بزيادة تدفقات الغاز الجزائري إلى إيطاليا.

من نفس القسم الحدث