الحدث

الرئيس الصحراوي يشيد بدعم الجزائر اللامشروط لنضال الشعب الصحراوي ضد الاحتلال

انطلاق أشغال المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو بمخيمات اللاجئين بتيندوف

أشاد رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهةالشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، ابراهيم غالي، بالدور الهام والكبير الذي تقوم به الجزائر في الدعم الكامل لقضية البوليساريو الوقوف اللامشروط مع نضال الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي، مستنكرا صمت المجتمع الدولي والهيئات الدولية جراء الخروقات والاضطهاد الذي يعاني منه الشعب الصحراوي من قبل نظام المخزن. 

قال ابراهيم غالي في الكلمة التي ألقاهاخلال إشرافه على انطلاق أشغال المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو، والذي حمل اسم مؤتمر الشهيد " امحمد خداد لحبيب " الذي يعقد تحت شعار "تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة " بولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين بتنيدوف، في الفترة الممتدة من 13 إلى 17 جانفي الجاري، إن الجزائر تستحق مكانتها الحالية اقليميا ودوليا وبشكل جلي على الساحتين العربية والافريقية.

وأكد غالي في تلاوته للتقرير الأدبي للخمس سنوات الأخيرة، على أن الجزائر تسير بكل ثقة وأمان نحو تحقيق نهضتها الشاملة عبر اصلاحات متواصلة في جميع القطاعات وهذا برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، مشيدا بدعمها للقضية الصحراوية وموقفها الشجاع أمام الدول التي ترفض وتعرقل استقلال وحق الشعب الصحراوي في العودة إلى الوطن.

وأشار الرئيس كذلك إلى أن الجزائر حافظت على التمسك بمواقفها المبدئية للقضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها القضية الصحراوية انطلاقا من تمسكها بمبادئ ثورة أول من نوفمبر المجيدة وكفاح الشعب الجزائري وتضحياته وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.

وشدد الرئيس على أن هذه المواقف تشرف الجزائر وشعبها وتؤكد على الدور الرائد والفعال والجهود الحثيثة للجزائر لتكريس السلم والدفاع عن البلدان المستعمرة، مؤكدا على السيادة الجزائرية في علاقاتها الدولية على غرار قرارها قطع العلاقات مع المغرب وتعليق معاهدة حسن الجوار مع اسبانيا حتى يتم تحقيق جميع المطالب على أرض الواقع وإرجاع الحق لصاحبه.

وفي المقابل تحدث ابراهيم غالي عن السقطات المتتالية للنظام المغربي وعلى رأسها فضيحة البرلمان الأوروبي، والتي قام فيها المغرب بدفع رشاوي لنواب أوروبيين لخدمة مصالحه ومصالح، مردفا "المغرب معروفة بشراء الذمم والابتزاز ومصداقية البرلمان الاوروبي والاتحاد الأوروبي مع الاسف اصبحت على المحك".ورغم كل هذه الانتكاسات المتكررة والتي تؤكد على هشاشة نظام المخزن من كل جوانب، إلا أن الأمين العام شدد على أن أخطر ما قام به النظام العلوي هو ربط علاقات جديدة قديمة مع الكيان والصهيوني وهو ما فتح له الباب على مصرعيه للتوغل في هذه الجهة في افريقيا لفرض اجنداته بما تحمله من تهديد لشعوب المنطقة وحتى إمكانية تعطيل تحرير الشعب الصحراوي .

وعاد الرئيس الصحراوي لتوقيف العمل باتفاق وقف اطلاق النار مع الاحتلال المغربي بعد انتهاكه من هذا الأخير والدال على أن نظام المخزن غير قادر على الالتزام بوعوده وأن الحل الوحيد للاستقلال هو حمل البندقية وتحميل نظام المخزن المزيد من خسائر في الأرواح والمعدات على يد مقاتلي الصحراء الغربية.

وعلى الصعيد العالمي، أفاد المتحدث أن التطورات المتسارعة  للحرب في أوكرانيا أظهرت إمكانية تأثر دور الأمم المتحدة في صون السلم والامن في العالم مع تفاقم الازمة العالمية في مجالي الطاقة والغذاء وما له من تدعيات على الشعوب وتابع الأمين العام للبوليساريو "لقد فضحت الأزمة بشكل صارخ سياسة الكيل بمكيالين بين القضايا المطروحة على الساحة الدولية بعيدا عن المزاعم في احترام الشرعية الدولية والامم المتحدة وحقوق الانسان".

وهنا اغتنم الرئيس الفرصة للتنديد بالتهميش الذي تتعرض القضية الصحراوية من قبل بعض الأطراف، مشيرا الى ان استئناف الكفاح المسلح فرض عودة القضية الوطنية على مستوى المحافل الدولية كمجلس الامن او الدول. ورغم جائحة كورنا  والظروف الصعبة التي مرت بها الجزاىر خاصة وجميع الدول الاخرى الا ان الدولة الجزائرية لم تتوقف عن مد يد المساعدة و مساندة الشعب وللقضية الصحراوي والحكومات والساحة الاعلامية، مضيفا "حرب التحرير الوطني ستتوج بالنصر الوطني الحتمي".

وكان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، حمة سلامة، قد تطرق قبيل انطلاق أشغال المؤتمر إلى مراحل التحضير بدءا من تشكيل اللجنة التحضيرية ثم النقاشات التي شملت كافة الجسم الوطني الصحراي بمختلف تواجداته. ونبه حمة سلامة، إلى أن الندوات السياسية شكلت أولى اللبنات المؤطرة لنقاش شامل من أجل رسم معالم المرحلة المقبلة والتي تتوشح بشعار المؤتمر "تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة". وتوقف رئيس اللجنة التحضيرية عند الجو التفاعلي الذي ساد مراحل التحضير، مبرزا أن الصحراويين صاروا متفقين حول الأرضية التي ستؤسس لبرنامج العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة. وأشار حمة سلامة إلى أن عدد المندوبين للمؤتمر بلغ 2097 مؤتمرا. وشهد الحدث تكريم عائلة الشهيد أمحمد خداد لحبيب الذي يحمل المؤتمر اسمه. ويشارك في فعاليات المؤتمر السادس عشر للجبهة أزيد من 400 أجنبي من مختلف دول العالم : الجزائر، موريتانيا، جنوب إفريقيا، السودان، أوغندا، ناميبيا، أنغولا، فنزويلا، زيمبابوي، كوبا، إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، السويد، البرتغال وروسيا.

ويعتبر المؤتمر الشعبي العام الهيئة العليا في تنظيم جبهة البوليساريو، حيث تصدر عنه قرارات ومواقف بشأن كبريات المهام في جميع ميادين الكفاح السياسية، التنظيمية، العسكرية، الاجتماعية، الاقتصادية، الدبلوماسية، الإعلامية والثقافية وغيرها. كما يقوم المؤتمر بتقييم المرحلة الفاصلة بين مؤتمرين، ويضع برنامج عمل وطني، ويراجع نصوص القانون الأساسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ودستور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، كما ينتخب الأمين العام لجبهة البوليساريو الذي هو رئيس الجمهورية، وكذلك أعضاء أمانتها الوطنية التي هي الهيئة القيادية المسؤولة عن كفاح الشعب الصحراوي بين مؤتمرين.

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (المعروفة اختصارا بجبهة البوليساريو) هي حركة تحرير وطنية صحراوية تأسست في 10 ماي 1973 ضد مختلف أشكال الاحتلال الأجنبي، وهي تنظيم سياسي وطني يقود الكفاح من خلال تأطير وحماية وحدة الشعب الصحراوي وتذليل الصعاب في وجه مسيرته ومواجهة الأخطار المحدقة به، ورسم الأهداف والآفاق من أجل تحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال. للتذكير، فقد عقدت جبهة البوليساريو منذ تأسيسها 15 مؤتمرا، مثلت كلها علامات ومراحل مهمة في مسيرة كفاح الشعب الصحراوي أمام تحديات استقلاله، كان آخرها المؤتمر الـ15  الذي عقد ببلدة التفاريتي المحررة . 

أحزاب سياسية جزائرية تجدد التزامها بدعم كفاح الشعب الصحراوي العادل

أكدت أحزاب جزائرية التزامها بدعم كفاح الشعب الصحراوي العادل حتى تحقيق استقلاله. وخلال اليوم الأول من أشغال المؤتمر السادس عشر للجبهة، أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، أن الحزب يقف إلى جانب الشعوب التي تعاني الاستعمار وحضوره فعاليات المؤتمر هو تأكيد متجدد لدعم الشعب الصحراوي في كفاحه.

وأشار أبو الفضل بعجي، إلى أن القضية الصحراوية لا تقبل الحياد وحرية إفريقيا لن تكتمل إلا بحرية الشعب الصحراوي. واستنكر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني موقف إسبانيا من القضية الصحراوية، مبرزا أنه غير مقبول لا أخلاقيا ولا تاريخيا. وجدد المتحدث التأكيد على أن موقف الجزائر وحزب جبهة التحرير ثابت ولن يتغير تجاه كفاح الشعب الصحراوي العادل، منددا بالتخاذل الدولي أمام التعنت المغربي.

أما رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، فقد جدد وقوف الجزائر شعبا وحكومة ونخبا ومعارضة إلى جانب الشعب الصحراوي حتى تحقيق استقلاله. وأشار بن قرينة إلى أن الحزب حريص على صون وديعة الشهداء والدفاع عن مبادئهم في دعم حركات التحرر. من جهته، أبرز ممثل التجمع الوطني الديمقراطي السيد محند برقوق، أن الحزب عازم على الاستمرار في النضال حتى استكمال سيادة الشعب الصحراوي على أرضه، مثمنا روح الوحدة الوطنية الصحراوية والإصرار على النضال حتى تحقيق استقلاله.

وفود برلمانية جزائرية تجدد دعمها للقضية الصحراوية

جددت الوفود الأجنبية المشاركة في المؤتمر السادس عشر للجبهة، دعمها المبدئي والدائم للقضية الصحراوية، وذلك من خلال كلمات رسمية لشخصيات رفيعة المستوى وأحزاب سياسية وجمعيات المجتمع المدني والحركات التضامنية مع القضية الصحراوية .

وفي مستهل كلمات الوفود، جدد مجلس الأمة الجزائري تضامنه الدائم وموقفه الثابت تجاه القضية الصحراوية، مشيرا إلى أن موقف الجزائر حكومة وشعبا لن يتغير بتغيير الظروف بل سيظل ثابتا بقناعات راسخة كونه أحد أولويات التوجه السياسي للجزائر الجديدة .

كما تمسك المجلس الشعبي الجزائري بمبدأ الشهداء الذي يعتبره الروح الدافعة للوقوف الدائم مع حق الشعب الصحراوي، موجها نداءً للأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها التاريخية في ظل الصمت الرهيب تجاه القضية الصحراوية، مؤكدا في الوقت نفسه أن المجلس الشعبي الوطني الجزائري سيظل مدافعا مخلصا ومستميتا مع الشعب الصحراوي.

من نفس القسم الحدث