الحدث

الأمراض المزمنة تلاحق المتعافين من كورونا

خاصة ممن أصيبوا بمتحور "دلتا" خلال الموجة الثالثة التي عرفتها الجزائر

انتهت الأزمة الصحية في الجزائر غير ان تأثيراتها على المنظومة الصحية لا تزال مستمرة بسبب الاثار الصحية الذي خلفه فيروس كورونا على صحة الجزائريين فالعديد من المتعافين من هذا الوباء خاصة ممن أصيبوا بمتحور دلتا خلال الموجة الثالثة تلاحقهم العديد من الأمراض المزمنة ولازالوا بعد حوالي سنة من هذه الموجة يعانون من مضاعفات صحية تتراوح بين المتوسطة والخطيرة أحيان.

وعلى شكل أثار جانبية طويلة الأمد لا يزال المتعافون من فيروس كورونا يعانون مضاعفات صحية بسبب اصابتهم بالوباء ومنهم من أصيبوا بأمراض مزمنة قد تبقي معهم طيلة حياتهم ، وفي هذا الصدد كشف الطبيب المختص في الأمراض الصدرية والتنفسية وصاحب عيادة بالعاصمة الدكتور فارس مختاري أنه يستقبل في عيادته بمعدل مريضين إلى 5 مرضى أسبوعيا يتابعون على مستوى عيادته بسبب أمراض تنفسية بقيت معهم بسبب اصابتهم بفيروس كورونا خاصة متحور دلتا والذي انتشر بالجزائر موسم الشتاء الماضي وحسب ما أكده الدكتور مختاري في حديث له مع "الرائد" فأن الفيروس قد يكون ترك اثار جانبية طويلة المدي على عدد من المرضي ممن يملكون مناعة ضعيفة ولم يتمكنوا من التغلب على الفيروس بشكل قوي في بداياته ويتعلق الامر بالمرضي الذين وصلوا لمرحلة التنفس الاصطناعي وحتي أولائك الذين اصيبوا بالفيروس وهم أصلا مصابين بأمراض مزمنة، وأضاف ذات المختص أنه على مستوي العالم وليس في الجزائر فقط هناك دراسات تشير ان المرضى الذين تم شفاؤهم من فيروس كورونا تعرضوا لضيق التنفس والتعب وألم ينتاب الجسم بعد أشهر من الإصابة بالعدوى.

كما تظهر دراسات أجريت في الصين، أن الناجين من المرض لا يزالون يشكون من ضعف الأداء في رئتيهم وقلبهم وكبدهم، وقال مختاري في ذات السياق أن أكثر الامراض المزمنة التي تلاحق المتعافين من كورونا هي الامراض التنفسية منها الالتهاب التنفسي الحاد وحتى ضعف في وضائف الرئة وتشوهات خفيفة في الرئة وهي كلها أمراض قد تلازم المريض طوال حياته وهو ما يؤثر على صحته العامة. وعليه دعا محدثنا السلطات الصحية في الجزائر لضرورة وضع مسار لمراقبة وتتبع المتعافين من فيروس كورونا على المدي الطويل خاصة وان هناك دراسات تشير ان هذه الاعراض والمشاكل الصحية قد تستمر لأكثر من عقد من الزمن مشيرا أن الازمة الصحية فعلا انتهت لكن اثارها ستستمر لسنوات كون استمرار اضرار الفيروس التاجي على المدي الطويل على المرضي سيخلق ضغط دائم على المنظومة الصحية وحتى منظومة الضمان الاجتماعي.

من نفس القسم الحدث