الحدث

الجزائر وفلسطين .. وفاء بالعهد والتزام بالصمود

مواقف ثابتة، دعم لا مشروط ومبادرات للم الشمل

يعتبر دعم الجزائر اللامشروط لفلسطين، نموذجا مشرفا ومرجعا لعديد الدول المدافعة عن القضايا العادلة، بالنظر لثبات مواقفها وإصرارها على مرافقة الفلسطينيين في حربهم ضد الصهاينة عبر إطلاق مبادرات للم الشمل وتوحيد الصفوف تهدف من خلالها إلى تقوية الجبهة الداخلية وانهام الانقسام، فضلا عن العلاقات المتينة التي تجمع البلدين والمتجذرة في التاريخ. 

تبقى الجزائر على مر العصور، وفية لقضيتها الأولى ومتمسكة بمبادئها الشهمة المدافعة عن حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وإعلان القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ولعل المواقف الجزائرية ومقاربتها الداعمة للقدس والفلسطينيين أضحت مرجعا تحتذى به عديد الدول المؤمنة بالحرية والداعمة للقضايا العادلة، فكل المناسبات والقرارات التي تصدر من أرض الجزائر لصالح فلسطين تزيد العرب شرفا وتوسع دائرة المتضامنين مع الشعب الفلسطيني. 

ونحن نحيي منذ أيام ذكرى الرئيس الراحل الهواري بومدين، تستوقفنا مبادئ الرجل ومواقفه الشجاعة تجاه فلسطين، وهو صاحب المقولة الشهيرة الراسخة "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، عبارة توارثتها الأجيال بعده، فتحولت من  شعار أطلقه الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين، إلى شعور تجسد في وجدان الجزائريين تجاه القضية الفلسطينية وشعبها، فعاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اليوم ليمد يده لجميع الفصائل الفلسطينية دون إقصاء ويعلن عن مبادرة لم الشمل الفلسطيني التي لاقت ترحيبا ونجحت أخيرا في توحيد البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام، فكان لقاء 14 فصيلا فلسطينيا بالجزائر وجلوسهم على طاولة واحدة إنجازا شهدت كبريات العواصم بنجاح، خاصة وأن الفرقة طالت لعقود من الزمن.

ويسعى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى استكمال مسار الصلح بين الأشقة الفلسطينيين في خطوة يرمي من خلالها إلى تقوية الجبهة الداخلية بفلسطين وتوحيد الجميع من أجل العمل على أسس متينة والتخطيط الجيد لاسترجاع استقلال فلسطين وتحرير القدس الشريف.

ويبقى "إعلان الجزائر" وثيقة ثمينة تجمع كل الاطراف على ضرورة الالتزام بمضمونها، وهو ما دعا إليه أول امس، المشاركون في احتفالية الذكرى الـ 58 لانطلاق الثورة الفلسطينية وتأسيس حركة فتح، حيث طالبوا من جميع الفصائل الفلسطينية بالالتزام بـ"إعلان الجزائر" للم الشمل الفلسطيني وتجاوز كل الخلافات، مؤكدين ضرورة توحيد العمل والجهد لمواجهة الاحتلال الصهيوني من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وبدورهم، يكن الفلسطينيون محبة واحتراما خاصا للجزائر، بالنظر لمواقفها الثابتة والشهمة، خاصة وأن الجزائر تؤكد دوما وقوفها إلى جانب فلسطين دون شروط أو مصالح، فقد أشاد أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالجزائر، يوسف العابد، بالعلاقة الأخوية بين فلسطين والجزائر الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، مقدرا دعم الجزائر رئيسا وشعبا وحكومة للحقوق الفلسطينية الثابتة والحق في العودة و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف، كما ثمّن ممثل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، علاء الشبلي، مواقف الجزائر قيادة وشعبا وإصرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على لم الشمل الفلسطيني من خلال "اعلان الجزائر" لإنهاء الانقسام، قائلا "نحن الآن ننتظر تطبيق بنود هذه المصالحة التي ينتظرها ليس الشعب الفلسطيني فحسب، بل كل الشعوب العربية المحبة للسلام من اجل النصر على العدو" الصهيوني.

وتواصل الجزائر دعمها ووقوفها مع فلسطين، رغم تبعات مواقفها والعداء الذي أوجده لها وقوفها في صف الفلسطينيين، فعلى الرغم من البعد الجغرافي، غير أن الروابط التاريخية والإيمان بصدق القضية جعل الجزائر تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، فكانت القضية الأساسية خلال انعقاد القمة العربية على أراضيها، وقبلها باشرت مساعي حثيثة لجمع شمل الإخوة الفلسطينيين، إلى جانب تصريحات رئيس الجمهورية الجريئة والمشرفة التي انتقد من خلالها ما أسماه "الهرولة إلى التطبيع" في إشارة إلى تسابق بعض الدول العربية على إعلان تطبيعها مع الكيان الصهيوني، مشددا على أن الجزائر الوفية لمبادئها وإخوانها لن تشارك في هذه المهزلة.

من نفس القسم الحدث