الحدث

الجزائر تكسب رهان استعادة دورها المحوري في العالم العربي والإسلامي

بعد نجاح القمة العربية تستضيف قريبا مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية

تحتضن الجزائر، نهاية جانفي الداخل، الدورة الـ 17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وهو الموعد الثاني الذي تستضيفه بلادنا في أقل من سنة بعد احتضانها المميز للقمة العربية، لترسّم بذلك عودتها القوية للساحة العربية خصوصا، وتعزز حضورها وموقعها المركزي في المشهد الإسلامي بشكل عام. 

تحقق الجزائر تدريجيا رهانها باستعادة مكانتها ودورها في المشهد العربي والإسلامي وتعزيز موقعها بين الأمم بعد فترة ركود دبلوماسي غيّبها عن الساحة الدولية والعربية لسنوات طويلة، فنجحت بلادنا في تخطي مناورات ومخططات لإفشال انعقاد القمة العربية على أرضها، واحتضنت بداية نوفمبر المنقضي دورة ناجحة من كل المقاييس وبشهادة كبريات العواصم، لتوقّع عودها الرسمية والفعلية للساحة الإقليمية من بوابة الوطن العربي، وهاهي اليوم تستعد لاحتضان موعد جديد يتجاوز الحيّز العربي ليشمل مختلف الدول الاسلامية، فهي تتحضر خلال أيام لاحتضان الدورة الـ 17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والتي اختارت عاصمة الشرق قسنطينة لاستضافتها.

وتسعى السلطات العليا للبلاد، إلى استرجاع دور الجزائر المؤثر إقليميا وعربيا، وتصحيح الثغرات الدبلوماسية السابقة التي غيّبت بلادنا عن المشهد الدولي لعقود من الزمن، فباحتضانها لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، تكون الدبلوماسية الجزائرية قد أكدت استعادة نشاطها وتأثيرها ليس عربيا فحسب بل ليشمل العالم الإسلامي بأسره.

ولإنجاح هذا الموعد الهام، سطرت الجزائر استراتيجية مدروسة ووضعت جميع التريتيات التحضيرية اللازمة استعدادا لاحتضانه، فبعد التوقيع منتصف أفريل المنقضي، على مذكرة تفاهم بين البرلمان الجزائري والأمانة العامة للاتحاد، أشرف رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أول امس، على تنصيب اللجنة العليا المختصة بتحضير انعقاد الدورة المقرة بمدينة قسنطينة يومي 29 و30 جانفي الداخل، حيث اكد بوغالي في هذا الشأن أن تنظيم التظاهرة يعد بمثابة "مهمة ذات طابع وبعد وطني"، وأن استضافة الجزائر لهذا المؤتمر بمدينة "قسنطينة العريقة، مدينة العلم والحضارة والهوية الإسلامية التي اختارها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لاحتضان المؤتمر، يدخل في صميم العمل الدبلوماسي الذي تبذله الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية"، كما اولى بوغالي كل العناية والاهتمام لهذا الحدث وأمر بتسخير كل الإمكانيات من أجل إنجاحه وضمان إتمامه في أحسن الظروف، لا سيما وأنه يأتي بعد نجاح القمة العربية المنعقدة ببلادنا، مؤكدا "مشاركة الجميع في تنظيم هذا الحدث الهام بتعاون وتجند القطاعات الوزارية المعنية سيعطي صورة مشرفة لبلادنا"، معربا عن يقينه من أن الجميع "لن يدخر أي جهد ليكون الأداء الجماعي راقيا ومتميزا".

من نفس القسم الحدث