الحدث

المؤسسات الجزائرية ترفع رهان التصدير والتوسّع في الأسواق الدولية

عبر رفع "نسب الاندماج" وتعزيز القدرات الإنتاجية

تسير الشركات الجزائرية، العمومية والخاصة بخطى واثقة نحو تعزيز قدراتها الإنتاجية برفع نسب الإدماج إلى مستويات عالية، خاصة في الصناعات الميكانيكية والصناعات الالكترونية من منطلق أهمية تثمين وتعزيز مكانة المنتوج الوطني محليا وفي الأسواق الدولية موازاة مع وجود مساعي حثيثة للحكومة من أجل رفع فرص التصدير وتحسين حضور المنتوج الوطني في عدد من الأسواق خاصة السوق الإفريقية.

وقد نقلت الخميس الماضي وكالة الأنباء الرسمية "وأج" تصريحات عدد من ممثلي مؤسسات وطنية عمومية وخاصة مشاركة في فعاليات معرض الإنتاج الجزائري الذي يستمر إلى غاية 24 من ديسمبر الجاري. وأوضح في هذا السياق، ممثل مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت، التابعة لمديرية الصناعات العسكرية, النقيب مصطفى تلمساني, "أن الفرصة مواتية لعرض مختلف المنتوجات المتعلقة بالشاحنات, المقطورات, سيارات النقل والسيارات النفعية''.

وأضاف بأن المؤسسة تسعى إلى رفع نسب الإدماج في جميع المنتوجات التي تقوم بتصنيعها إلى مستويات معتبرة, خصوصا وأن العديد من الشركات التي تعمل في مجال الحديد والصلب, العجلات, الأسلاك الكهربائية وغيرها قد قدمت اقتراحات في هذا السياق. من جانبه, أكد ممثل مؤسسة البناء والتصليح البحريين بمرسى الكبير (وهران), التابعة أيضا للجيش الوطني الشعبي, الرائد علي الواعد حمزة, أن نسبة الإدماج تتراوح بين 16 و25 بالمائة وذلك بحسب المنتوج النهائي, منوها في الوقت ذاته بأن المؤسسة تسعى لتعزيز تعاملاتها مع المؤسسات الوطنية "بغية الوصول لمنتوج 100 بالمائة جزائري مستقبلا". وتابع قائلا: "التعامل متواصل مع المؤسسات الوطنية بنظام المناقصة, والاولوية تكون للمنتجات الوطنية التي تتوفر على الشروط التقنية".

من جهته, أوضح العقيد محمد فوزي غربي، مدير الانتاج بالقاعدة المركزية للإمداد بالبليدة, وهي مؤسسة تابعة للجيش الوطني الشعبي, متخصصة في تصنيع قطاع الغيار وإعادة تهيئة التجهيزات لفائدة الجيش الوطني الشعبي وكذا مؤسسات جزائرية عامة وخاصة, أن المؤسسة " تشارك في الطبعة الـ30 للمعرض بغرض إبراز قدراتها الانتاجية فيما يتعلق بقطاع الغيار, الصفائح, السباكة, وهذا لتقليص فاتورة الاستيراد". وأشار ذات المسؤول أن "نسبة صناعة قطاع الغيار وصلت الى حدود 45 بالمائة فيما يتعلق بتجديد العتاد الحربي واعادة تأهيل المعدات الاستراتيجية خصوصا بالنسبة لمؤسسات مثل سوناطراك, سونلغاز والجزائرية للمياه وغيرها '', مضيفا بأن المؤسسة تطمح لرفع قدراتها الانتاجية في كل ما يتعلق بقطاع الغيار.

ومن جانب القطاع الخاص, قال مدير التموين بمؤسسة "جيون الكترونيك", موسى تيرانتي, أن الشركة تعمل على أن "يكون المنتوج النهائي جزائري 100 بالمائة", موضحا بأن المؤسسة تلجأ للاستيراد فقط في حالة عدم وجود مدخلات الإنتاج في السوق المحلية. وأضاف قائلا: "لدينا مجمعات صناعية وليست وحدات للتركيب وعلى هذا الأساس فإن نسبة الإدماج جد مرتفعة وسنواصل في نفس المسار من أجل زيادة رفعها مستقبلا ".

من جهته, أوضح شمس الدين بن عمران, مسؤول الاتصال لعلامة "ستريم" المتخصصة في الصناعات الإلكترونية, على وجه الخصوص أجهزة التلفاز, أن نسبة الإدماج بالمؤسسة تتراوح بين 30 و40 بالمائة وهي مرشحة للارتفاع في ظل توفر الإرادة اللازمة للشركة للظفر بمكونات إضافية مواتية في السوق الوطنية وبأسعار تنافسية, منوها بأن مؤسسته تمكنت من ولوج الأسواق الأوروبية (اسبانيا, البرتغال وإيطاليا) بفضل إمكانياتها وجودة منتجاتها.

وأكد مختاري إلياس, المدير التجاري بمجمع "سيرام ديكور" المتخصص في صناعة الخزف, أن صالون الإنتاج الوطني يعد فرصة مواتية لكل المؤسسات الجزائرية, كل في مجال تخصصها, للتعريف بمنتجاتها وخدماتها, ومنه, الاحتكاك فيما بينها وتبادل الخدمات, بغية الوصول إلى منتوج وطني بنسبة 100 بالمائة, منوها, في الوقت ذاته, بأن المجمع تمكن من بلوغ نسبة ادماج تتراوح ما بين 30 الى 35 بالمائة, ويسعى للوصول الى حدود 50 بالمائة مستقبلا. نفس الأمر ينطبق على شركة "ديمال" المتخصصة في مجال الطاقة والكهرباء, خصوصا انتاج مصابيح الانارة واللوحات الشمسية, الذي أوضح مسؤولها التجاري, ابراهيم عمارة, أن نسب الادماج بالمؤسسة تتراوح ما بين 40 و50 بالمائة. وأوضح عبد الكريم بلقيدوم, مهندس بشركة "سيم ألجيريا هام موتورز" المتخصصة في صناعة الدراجات النارية, أن نسبة الإدماج بالمؤسسة تفوق الـ 26 بالمائة, معتبرا أن قيام الشركة بعمليات توسعة للمصنع الواقع بعين أزال (سطيف) ستمكنها من رفع  هذه النسبة خصوصا بعد إدراج ورشات القطع البلاستيكية والدهن في المصنع.

من نفس القسم الحدث