الحدث

" تسهيلات للمنتجين المحليين من أجل ولوج السوق الإفريقية"

الرئيس تبون يشرف على افتتاح معرض الإنتاج الجزائري، ويؤكد:

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، عزم الدولة على حماية المنتوج الوطني وتوفير التسهيلات اللازمة لولوج السوق الافريقية، شريطة أن يرافق المنتج جودة في النوعية ترقى الى ذوق المستهلك الجزائري وتمكن من توفير على الاقل ما بين 55 الى 75 بالمائة من حاجيات السوق الوطنية. 

تنظم الطبعة الثلاثون من معرض الإنتاج الجزائري، في ظرف يشهد فيه الاقتصاد الوطني انتعاشا ملموسا، بعد تسجيل بلادنا فائضا في الميزان التجاري، حيث ركزت السلطة خلال السنتين الأخيرتين على تحسين نوعية المنتوج المحلي وجعله أحد الركائز التي تراهن عليها لدفع وتيرة النمو وتحسين النجاعة الاقتصادية بعيدا عن مداخيل المحروقات، ولقد أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لدى إشرافه أمس على افتتاح الطبعة الجديدة من المعرض، بحضور عدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، على ضرورة إشباع السوق الوطنية بالمنتوجات المحلية من خلال رفع حجم التصنيع وتحسين النوعية من أجل الانتقال إلى مرحلة التصدير.

وجدد رئيس الجمهورية، بالمناسبة عزم الدولة على حماية المنتوج الوطني وتوفير التسهيلات اللازمة لولوج السوق الإفريقية، بالموازاة مع محاربة كل أشكال المضاربة، موضحا أن حماية المنتوج الوطني "يجب أن ترافقه جودة في النوعية ترقى إلى ذوق المستهلك الجزائري وتمكن من توفير على الأقل ما بين 55 إلى 75 بالمائة من حاجيات السوق الوطنية، إضافة إلى اقتحام السوق الإفريقية"، ليعلن "يمكن لمتعاملينا الاقتصاديين طلب مساحات قد تصل إلى 5 آلاف متر مربع لعرض وتسويق المنتوج الوطني بكل من موريتانيا والنيجر والسنغال"، مشيرا إلى أن "التسهيلات موجودة لذلك" وأنه "يمكننا أيضا اقتحام سوق الاتحاد الأوروبي بالنسبة للتجهيزات الالكترو-منزلية التي تعرف بنوعيتها الممتازة".

".. عهد التركيب انتهى وحان الوقت لأن تصبح الجزائر بلدا مصنعا"

كما طلب رئيس الجمهورية المتعاملين الاقتصاديين التبليغ عن "كل محاولات المساس بمؤسساتهم بشكل غير قانوني"، مشيرا بالقول أن "عهد التركيب في الجزائر انتهى" و أنه "حان الوقت لأن تصبح الجزائر بلدا مصنعا، وهو ما كان شعار سنة 2022"، مضيفا "لا يوجد أي تساهل أو تسامح مع من يحاول التحايل على مصالح الدولة بهذا الخصوص"، مؤكدا أن الدولة ستدعم كل من سيساهم في دعم الاقتصاد الوطني ورفع مداخيل الخزينة العمومية حيث يمكن تحقيق على الأقل أزيد من 15 مليار دولار من الصادرات خارج قطاع المحروقات.

معرض الإنتاج الجزائري...انعكاس لنتائج الإصلاحات الاقتصادية

وفي مستهل زيارته لأجنحة المعرض المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري، كانت لرئيس الجمهورية جولة بجناح الصناعات العسكرية للجيش الشعبي الوطني، التي تشارك مؤسساتها في هذا المعرض للمرة السادسة على التوالي، أين أكد رئيس الجمهورية ضرورة رفع نسبة الإدماج الوطني وخلق "صناعة ميكانيكية حقيقية" قائلا: "كفانا من التركيب فقط، يجب الذهاب إلى التصنيع"، مشددا على أهمية الوصول إلى نسبة إدماج تتراوح بين 40 و50 بالمائة.

وغير بعيد عن جناح الصناعات العسكرية، زار رئيس الجمهورية جناح مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، أين أكد ضرورة الاعتماد على الإنتاج المحلي بالدرجة الأولى خاصة فيما يتعلق بالمواد الأساسية، فشدد في هذا السياق على ضرورة الوصول إلى تقليص التبعية في مجال زيت المائدة والوصول إلى الإنتاج من "الحقل إلى المستهلك"، معلقا "إن شاء الله سنصل في غضون أفريل- ماي المقبلين لصناعة حقيقية لزيت المائدة من الحقل إلى المستهلك، لكي لا نظل نستورد الزيت الخام ونصفيه فقط ولا نظل سجناء السوق الدولية"، فيما دعا المستثمرين إلى التوجه نحو إنتاج مادة السكر بالجزائر مانحا لهم "الحرية في التصدير لاحقا"، باعتبار السكر مادة مطلوبة بشكل واسع في إفريقيا.

ولدى مروره بأجنحة الصناعات الكهرو-منزلية، دعا الرئيس تبون إلى تقليص استيراد الأجهزة الكهرو-منزلية وتكثيف الاستثمار المحلي في هذا المجال، مجددا استعداد الدولة لمواصلة مرافقة ودعم المستثمرين ليحققوا نسب إدماج مقبولة ويساهموا في خلق المزيد من مناصب الشغل.

هذا ما قاله رئيس الجمهورية بخصوص منجمي "الفوسفات وغار جبيلات"

وقال الرئيس تبون عند وقوفه بجناح شركة مناجم الفوسفات، أن الجزائر ستستثمر في مادة الفوسفات "التي تعتبر منتوجا هاما جدا بسبب التذبذب الذي تعرفه السوق الدولية في هذا المجال".وأوضح قائلا بهذا الخصوص: هذا المشروع يعد معركة، و أنه "ينبغي علينا رفع هذا التحدي، خاصة وأننا نملك كل الكفاءات والمؤهلات اللازمة لذلك".

وأضاف رئيس الجمهورية أن الجزائر "تسجل سنويا تخرج نحو 250 ألف طالب جامعي، مما يعني أنه لا يحق البقاء في نفس المستوى وإنما يتعين علينا التقدم نحو الافضل".

وبخصوص منجم الحديد لغار جبيلات، شدد الرئيس تبون على ضرورة "رفع مستويات الإنتاج في أقرب الآجال" مع الإسراع في انجاز السكة الحديدية بالمنطقة.

وافتتحت أمس، بقصر المعارض الصنوبر البحري، الطبعة الثلاثون لمعرض الإنتاج الجزائري، تحت شعار "نحو تحقيق نمو اقتصادي قوي متفتح"، بمشاركة حوالي 600 مؤسسة جزائرية عمومية وخاصة وكذا مؤسسات ناشئة، وسيحاول العارضون المتوزعون على مساحة تقارب 27 ألف متر مربع، الترويج للمنتوج المحلي وإثبات مدى احترام معايير الجودة والنوعية في الإنتاج، فيما تمثل المؤسسات المشاركة في المعرض مختلف الميادين والنشاطات، منها الصناعة العسكرية، الصناعة المصنعة، الصناعة الكهربائية، الالكترونية والكهرو-منزلية، الصناعة الكيميائية والبتروكيماوية، الصناعة الميكانيكية، الصناعة الغذائية والتعبئة والتغليف، خدمات وبنوك، البناء ومعدات البناء وقطاع الصناعة التقليدية، وموازاة مع المعرض، خصصت "صافكس" جناحا لتخفيضات آخر السنة والذي سيكون موجها للبيع المباشر للجمهور.

وتعتبر الطبعة الـ30 من المعرض فرصة للتعريف والترويج لما تنتجه سواعد الجزائريين في سبيل تحقيق النهضة التنموية، كما تعكس التظاهرة نتائج الإجراءات الإصلاحية الاقتصادية التي باشرتها الجزائر، فيما يعوّل على العارضين والمشاركين إثبات مدى قدرة المنتوج المحلي على ضمان معايير الجودة والوفرة والتنافسية في الأسعار والتوجه نحو الأسواق الخارجية.

من نفس القسم الحدث