الحدث

مقاربة جديدة في التسيير

من الصعوبة بما كان أن نجد تعريفا دقيقا لمفهوم التسيير، وهذا بإجماع خبراء الاقتصاد الذين اختلفوا في تعريف هذا المصطلح الذي أصبح علما قائما بذاته، لاسيما في عصرنا الحالي بالنظر إلى حاجة مختلف المؤسسات والهيئات والشركات.. لجانب التسيير من أجل تنظيم مختلف المصالح المشكلة لها بهدف بلوغ أقصى درجات الإنتاجية والمردودية.

ولأن التسيير حلقة متكاملة ومترابطة، أساسه المورد البشري، ولذا ومن أجل تفكيك رموز هذه العملية المعقدة، فإنه يحتاج إلى مهارات وكفاءات بإمكانها صناعة التميز والنجاح، سيما في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم وعلى جميع الأصعدة، والتي تفرض على المسير التكيف مع كل هذه المعطيات.

وعليه فإن المقاربة الجديدة التي تبناها الرئيس تبون فيما يتعلق بتسيير شؤون الدولة، تعد بمثابة ورقة طريق نحو بناء الجزائر الجديدة، التي رافع من أجلها منذ اعتلائه سدة الحكم قبل 3 سنوات، أساسها الحكم الراشد، ولهذا يتحتم اليوم على الجميع الالتزام بالمقاربة الجديدة في مجال التسيير وعلى جميع مستويات المسؤولية.

فعندما تحدث رئيس الجمهورية خلال ترؤسه أول أمس، اجتماع مجلس الوزراء عن جوهر الجزائر الجديدة، كان يتحدث عن نمط أو مقاربة جديدة في التسيير، وهو ما ذهب إليه المختص في الشؤون الاقتصادية وتحليل المؤشرات أحمد الحيدوسي، حين قال إن النمط الجديد للتسيير الذي أسس له الرئيس تبون يركز على قياس الأداء ومؤشراته، حيث أضحت منظومة الحكم وفق ذلك لا ترتبط بأشخاص بقدر ما ترتبط بطريقة التسيير.

وبالمقابل فقد أولى الرئيس تبون حيزا هاما للشباب في منظومة الحكم الجديدة، تكريسا لالتزاماته وتجسيدا لتعهداته بتعزيز تواجد هذه الفئة في مختلف مناصب المسؤولية، وهي بادرة طيبة، ينبغي الإشارة إليها، خاصة وأن هذه المسألة كانت في وقت سابق مجرد شعارات يتم ترديدها في المناسبات، لتعاد إلى الرفوف بمجرد مغادرة القاعات.

وعليه فإن الفرصة مواتية اليوم من أجل الاستفادة من طاقات الشباب وإبداعاتهم، مهما كانت المناصب التي يتبؤونها أو المسؤوليات التي يتقلدونها، ضمن مسار التحولات والتغييرات العميقة التي تشهدها البلاد، وفي مقدمتها "منظومة التسيير" التي هي بحاجة إلى طاقات وكفاءات قادرة على التعاطي مع التوجهات الكبرى للدولة.

من نفس القسم الحدث