الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
من قال إن العرب لن يتحدوا.. فقد كذب، مثلها مثل من قال إن هذا عمل قام به العرب وهو يريد الإساءة لأمة النبي الكريم صاحب الرسالة السماوية الأخيرة في تاريخ البشرية، لأنه في حقيقة الأمر، كل عمل قام به العرب عبر تاريخهم المجيد كان متقنا ومفخرة لكل الحضارات والأمم.
ودليل ذلك هو قمة الجزائر التي وحدت كلمة العرب وجمعتهم على طاولة واحدة رغم كل ما قد روج من إشاعات وأكاذيب رسمتها مخابرات دول عدوة سعت عبر عقود من الزمن، بل على مرور القرون لتضعف شوكة هذه الأمة التي وحدها الإسلام على كلمة التوحيد وأراد لها أن تحمل أمانة تبليغ الدين الإسلامي الحنيف لغيرها من الأمم، فكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس.
عبثا قالوا وعبثا سعوا وحاولوا من سايسبيكو إلى وعد بلفور، الحروب تلوى الأخرى، الاستعمار يليه الإستدمار، كل مساعي الشر التي طالت هذه الأمة العريقة التي يشهد لها تاريخها بروح التعايش وتقبل باقي الأعراق والجنسيات وقدرتها على التطور والارتقاء، لم تتمكن من إطفاء شعلتها.
إن شبح التفرقة الذي غدته وسائل إعلام أجنبية وأخرى عميلة طيلة سنوات ومقابل فرنكات، هو في نهاية المطاف سراب من نسج الجبناء والضعفاء الذين يتربصون بالأمة العربية، أكثر من 400 مليون عربي يقطنون 23 دولة عربية، من المحيط إلى المحيط، سيكون من الصعب على القوى الدولية المعادية التي لا تفقه معنى الاعتماد المتبادل أن تقضي على هذه الأمة أو تقصيها من معادلة الأقطاب في موازنة العلاقات الدولية والتاريخ خير دليل وهو مدرسة لمن لم يعتبر.
لقد نجحت القمة العربية ونجحت قمة الجزائر.. أرض المليون ونصف المليون شهيد وفي ذكرى نوفمبر الخالدة التي ارتبط عبقها بدماء زكية، سقت قلوب كل العرب والمسلمين في العالم بنبع الحرية والقيم العالية، الجزائر قبلة الثوار جمعت كلمة العرب والعرب أنفسهم لتصنع غدا مشرقا قوامه الوحدة والأمل..لن تكون الوحدة بعد اليوم وهما ولا حروفا تكتب في سجل الأساطير، بل هي واقع والزمن سيبقى شاهدا على ما فعلته عروس البحر الأبيض المتوسط، بوابة إفريقيا، جزائر الثوار.
إن طريق الوحدة قد يبدو طويلا ولكن أول الغيث قطرة ومسافة الميل تبدأ دائما بخطوة، فما دامت شعوب هذه الدول تؤمن بالانتماء إلى أرض واحدة وأمة موحدة، فإن شوكة التفرقة لن تنال منها، دين واحد وتاريخ مشترك يجمع كل الأقطار العربية من أجل تفعيل العمل العربي المشترك بكل أبعاده، ليس إلا للنهوض بهذه الأمة وتحقيق رفاه مواطنيها حيثما وجدوا..رهانات كثيرة تنتظر قمة الجزائر لتكون على أرض الواقع خير درع يسكت أبواق الفتنة ويرد على دعاة التفرقة..
أرض عربية بشعوب تؤمن حقيقة بأن الوحدة خيار لا بديل عنه..