الحدث

المغرب يتجرع سمومه

الجزائر تفضح أكاذيب بوريطة وتثبت إفلاس الدبلوماسية المغربية

أوصلت تصرفات وزير الخارجية المغربي، الصبيانية، وتصريحاته الغبية، المغرب إلى طريق مسدود، بعد أن عجز في توريط الجزائر وإقناع العالم بأوهامه وسيناريوهاته السوداوية، فراح يروج لأكاذيب ومزاعم حول دعوة مزعومة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لزيارة المغرب، من أجل تغطية خيبة بلاده التي تخلّفت عن أهم موعد عربي، خاصة وأن الدورة الأخيرة للقمة العربية المنعقدة بالجزائر كانت قد أكدت "مركزية القضية الفلسطينية"، لتنفضح مجددا النوايا الحقيقية لنظام المخزن الذي خان الفلسطينيين وهرول للتطبيع مع كيان مجرم، متوهما أنه قد ينجح في إرضاء أطماعه التوسعية الخبيثة.

يبدو أن نظام المخزن لم يفق بعد من صدمة نجاح "قمة الجزائر" ولم يستوعب حقيقة أن الدبلوماسية الجزائرية بحنكتها ورشادتها أكبر من ترهات بوريطة وعشرة من أمثاله، اقتصرت مشاركته في أشغال القمة على التشويش على الجزائر ومحاولة الترويج لفشل مساعيها الحميدة التي لا ولن تفهمها دبلوماسية وسياسة بلاده، لأنها وبكل بساطة تجاوزت بند الإخوة والجيرة وراحت تطعن ظهر الدول الشقيقة الواحد تلو الآخر، فليس غريبا من نظام مفلس باع أم القضايا العربية والقاسم المشترك بين جميع الدول المسلمة والعربية وحتى بعض الدول الأوروبية، وسارع لوضع يده بيد العدو الأول وإعلان تطبيعه مع كيان قاتل ومغتصب، خدمة لمصالحه الخبيثة التوسعية، ليس غريبا إذن أن تصدر منه مثل تلك التصريحات الواهية والتصرفات الصبيانية التي حجّمته أمام الجزائر العظيمة.

وإن كانت الجزائر وكعادتها، قد تعاملت بعقلانية وبرصانة مع تفاهات بوريطة منذ البداية وتجاهلت "عمدا" تصريحاته الكاذبة والمستفزة عبر بعض وسائل الإعلام التي تقنّص تواجدها لبث سمومه، إلا أن السواد والغل الذي يطبع ممارسات الدبلوماسية المغربية تجاه الجزائر فضحت مستوى اليأس والإفلاس الذي وصلته المملكة التي وجدت نفسها اليوم، مجبرة على تجرع سمومها ودفع ثمن أطماعها.

وفي برقية لوكالة الأنباء الجزائرية، ردت الجزائر بكل حزم وبنبرة صارمة وقوية، وبالحجة والدليل على مزاعم المغرب، وفضحت ترويج وزير الخارجية المغربي لمزاعم بشأن  دعوة مزعومة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون لزيارة المغرب، وقالت البرقية إنه "وبما ان هذا الموضوع جاد ولا يمكنه ان يكون مادة للدعاية الكاذبة فإن هذه المناورة الدنيئة وغير اللائقة والتي لم تنطل على احد لا تعدو ان تكون تبريرا سخيفا لتخلف عن حضور الملك محمد السادس في آخر لحظة اشغال القمة العربية".

وحول هذه النقطة، أوضحت وكالة الأنباء الجزائرية، أنه كان قد تم التأكيد على مشاركة العاهل المغربي في القمة العربية المنعقدة في الجزائر من خلال رسالة شفوية تم تبليغها لوزارة الخارجية الجزائرية قبل ان يتم التأكيد عليها عبر الجامعة العربية ناهيك عن تقديم طلبات للتحليق والهبوط لعشر طائرات مخصصة لنقل الملك وولي العهد وباقي الوفد الملكي، ولكن سرعان ما تبين انه ليس سوى سيناريو محبوك مسبقا، الأمر الذي ظهر جليا في تصرف الوزير المغربي حين وصوله لمطار الجزائر وأبدى تذمره لأنه "لم يحظ بالاهتمام الذي يليق به" علما انه تلقى نفس المعاملة حسب التقاليد الرسمية شأنه في ذلك شأن نظرائه من الوزراء العرب، مسترسلة أنه "لم يكن ذلك إلا بداية لسلسلة طويلة من الاستفزازات، ففي الوقت الذي رفض فيه ان يحظى بالضيافة الجزائرية المعهودة، أمضى هذا الوزير المزور لاقواله معظم وقته يتجول في أروقة القمة بحثا عن أي صحفي ليلقي عليه هراءه بدلا من المشاركة، بطريقة بناءة مع أقرانه في مناقشة التحديات الحاسمة التي يواجهها العالم العربي أمام نظام عالمي جديد في طور التشكيل".

وفضحت الجزائر المغرب والدوافع وراء حملة التشويش التي تبناها، حين قالت إن"مركزية القضية الفلسطينية خلال قمة الجزائر التاريخية شكلت مصدر إزعاج حقيقي لدبلوماسية المغرب الذي اختار التطبيع على حساب الشعب الفلسطيني ليخدم أهدافه التوسعية الدنيئة بشكل أفضل"، موضحة ان السلطات الجزائرية لم تتفاجأ بسقطة النظام الملكي المغربي هذه ولم يخدع التشويق الزائف حول قدوم الملك إلا أولئك الذين تكهنوا عبثا بهدفين بائسين، لفت الانظار من خلال تسليط أضواء الصحافة العالمية على العلاقات الثنائية الجزائرية-المغربية والتشويش على قمة عربية حاسمة تعقد في ظروف استثنائية. مارس الوزير، الذي لم يرتق إلى مستوى الحدث، لعبته الصبيانية المفضلة محاولا إقناع الأمين العام لجامعة الدول العربية ان ممثلا لجبهة البوليساريو كان حاضرا ضمن المشاركين في القمة، مضيفة أنه "وأمام مثل هذه المهزلة التي اضحكت العديد من المشاركين، انتهى الأمر بهذا الوزير، الذي غادر وهو يجر اذيال الخيبة، الى الاعتراف بأن فريقه المتحايل كان على خطأ وهذا ما يعكس للاسف مساهمة الوفد المغربي المشارك في أشغال قمة الجزائر".

وعمّقت برقية وكالة الأنباء الجزائرية، جراح المغرب، حين طكرت نظام المخزن بنكسته الجديدة أمس، بعد إعادة انتخاب المترشح الجزائري، العربي جاكتا، لعهدة ثانية، على رأس اللجنة الدولية للخدمة المدنية أمام خصم مغربي، بنتيجة نهائية ساحقة بلغت 121 صوت مقابل 64 صوتا، معلقة بالقول "إن الضغوطات واسلوب التخويف الذي يمارسه السفير المغربي في نيويورك الذي كان يحاول عبثا الإيقاع بالوفود الأجنبية باءت بالفشل وهو ما جعل الدبلوماسية الدولية تسجل هزيمة نكراء أخرى للمغرب، وأما هذا الانتصار الجزائري الباهر فيكرس عودة الدبلوماسية الجزائرية بقوة تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبد المجيد تبون، ومن المؤكد أن يقضي الوزير بوريطة، بعد نكسته في الجزائر، ليلة أخرى يتذكر فيها  إخفاقاته العديدة و يفكر في حيلة أخرى لضرب بلد من مصاف الدول الكبرى".

من نفس القسم الحدث