الحدث

"القضية الفلسطينية القلب النابض للأمة العربية"

رئيس الجمهورية يفتتح أشغال القمة العربية ويؤكد:

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لدى افتتاح أشغال الدورة الـ31 للقمة العربية أمس، أن القضية الفلسطينية تشكل القضية المركزية الأولى والجوهرية، ودعا بالمناسبة إلى تشكيل "لجنة اتصالات وتنسيق عربية لدعم القضية "، مؤكدا استعداد الجزائر الكامل لنقل مطلب عقد جمعية عامة استثنائية إلى الأمم المتحدة، من أجل منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في هذه الهيئة، ليعرب عن ثقته الكاملة في النتائج الإيجابية والمثمرة التي ستتوج النقاشات خلال انعقاد القمة.

تسلمت الجزائر، أمس، ممثلة في رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رئاسة الدورة الـ31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية، من تونس التي احتضنت الدورة السابقة، قبل 3 سنوات، وفي كلمته الافتتاحية توجه رئيس الجمهورية بجزيل الشكر للرئيس التونسي قيس سعيد، والشعب التونسي على مجهودات احتضان الدورة الـ30 للقمة العربية، موضحا أن القمة العربية التي تلتئم في ظل "ظروف إقليمية ودولية استثنائية بالغة التعقيد يميزها تصاعد التوترات وتعاظم التحديات الداخلية والخارجية"، تستوجب علينا كدول عربية أن نشكل " قوة اقتصادية" وأن " يكون لنا تأثير في الاقتصاد الدولي"، بالنظر إلى ما تتوفر عليه منطقتنا من مؤهلات تؤهلها لذلك، مؤكدا في هذا السياق، ضرورة بناء "تكتل اقتصادي عربي متين" يحقق المصالح المشتركة مع تحديد الأولويات والتركيز على مجالات العمل المشترك.

وفي حديثه عن محاور القمة العربية، شدد رئيس الجمهورية على أن القضية الفلسطينية تعتبر "قضيتنا المركزية الأولى والجوهرية"، وأنها على سلم أولوياتنا، بالنظر إلى ما تتعرض إليه فلسطين الشقيقة من مساع للتصفية بسبب مواصلة قوات الاحتلال الصهيوني، ارتكاب الجرائم وبناء المستوطنات غير الشرعية وقتل الأبرياء، وفي هذا المقام، أكد رئيس الجمهورية أنه "يتعين علينا إزاء عجز الأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين مضاعفة الجهود ودعم الفلسطينيين"، معربا عن أمله في تشكيل "لجنة اتصالات وتنسيق عربية لدعم القضية الفلسطينية"، مؤكدا استعداد الجزائر الكامل " لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأمم المتحدة، للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة"، مجددا التأكيد على الالتزام الجماعي والتمسك بمبادرة السلام الدولية بكافة عناصرها، "باعتبارها المرجعية المتوافق عليها عربيا والركيزة الأساسية لإعادة بعث مسار السلام في الشرق الأوسط والسبيل الوحيد لقيام سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني تحقيق طموحاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وكذلك إنهاء احتلال كافة الأراضي العربية بما فيها الجولان السوري".

وبالمناسبة هنأ رئيس الجمهورية الفلسطينيين باتفاق الفصائل، والتوقيع على إعلان الجزائر ودعا الدول العربية لضم الجهود ومرافقة الأشقاء الفلسطينيين في استكمال المشروع الوطني وطي صفحة الخلافات.

إلى ذلك، لفت الرئيس تبون في كلمته، إلى أن عديد الدول العربية على غرار سوريا العراق وليبيا واليمن لا تزال تعيش أزمات وتبحث على سبيلها للحل، مناشدا جميع الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية، لتفضيل الحوار الشامل والمصالحة الوطنية، بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية من اجل الوصول إلى الحلول السياسية والتوافقية التي تمكن شعوبها من سيادة مستقبلها وتحقيق تطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة.

وفي الشق المتعلق بإصلاح الجامعة العربية، أوضح رئيس الجمهورية أن التحدي الإصلاحي أصبح اليوم "أكثر إلحاحا وأشد حاجة بشكل يتطلب منهجا جديدا للمعالجة بكل مسؤولية ومصداقية، انطلاقا من إدراك الجميع لحقائق الواقع العربي الراهن"، وأشار في هذا المقام إلى أنه أصبح من الضروري الإسراع في القيام بإصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العرب المشتركة حتى تتمكن الجامعة العربي من أن تضطلع بدورها كأداة رئيسية للعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم إقليميا ودوليا.

وفي هذا الإطار، قال الرئيس تبون إنه يتعين توجيه الجهود نحو المواطن العربي الذي أشار إلى أنه يبقى الغاية والوسيلة لكل تعاون جماعي من خلال "إشراكه كفاعل ومساهم فعال في صياغة العمل العربي المشترك "، كما دعا إلى توفير ما اسماه "بيئة محفزة من خلال استغلال صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة بمساعدة الدول التي هي في أمس الحاجة لهذه المساعدات وكذلك تمكين الطاقة الشبابية العربية الهائلة من اتخاذ المبادرات والإبداع والمساهمة في تعزيز التوجه نحو التكامل على الصعيد العربي والانخراط بكل قوة وفعالية في عالم شديد الترابط والتنافس".

وعاد رئيس الجمهورية إلى اقتران انعقاد القمة العربية مع ذكرى اندلاع ثورتنا في الفاتح من نوفمبر، والذي قال إنه "يشكل بالنسبة لنا مبعث فخر وأمل كبيرين وفرصة لاستحضار التفاف الأشقاء العرب وغيرهم من احرار العالم حول ثورة الشعب الجزائري المجيدة للدفاع عن قضيته العادلة وعمل أن نتمكن جميعا من استحضار وإحياء هذه القيم وإعلائها في مواجهة التحديات التي تعقد أمن واستقرار وازدهار دولنا وشعوبنا".

وفي الوقت الذي أوضح فيه أن القمة العربية تمثل فرصة "لتجديد تمسكنا الجماعي بالمبادئ والأهداف التي تأسست من أجلها منظمتنا العربية وتعلقت بها آمال شعوبنا"، أكد رئيس الجمهورية أن اللقاء يشكل أيضا محطة هامة لدفع متجدد لمسار التكامل العرب"، معربا عن ثقته العالية في "النتائج الإيجابية والمثمرة التي سوف تتوج النقاشات التي ستشهدها قمتنا لا سيما في إطار الجلسة التشاورية من اجل تجديد الروح التوافقية الجماعية وبلورة الحلول العملية واتخاذ القرارات الضرورية لرفع التحديات المفروضة على أمتنا في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والتنموية".

من نفس القسم الحدث