الحدث

مبادرة الجزائر للم الشمل تصنع الحدث

أساتذة ومؤرخون عرب يؤكدون مكانتها الكبيرة في الوجدان العربي

صنعت مبادرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الحدث، خلال انعقاد الملتقى الدولي حول البعد العربي للثورة الجزائرية بوهران، حيث ثمن المشاركون جهود وحرص رئيس الجمهورية لم الشمل العربي بانعقاد القمة العربية بالجزائر في 1 و2 نوفمبر القادم، مؤكدين المكانة الكبيرة للجزائر في الوجدان العربي.

أعرب الأساتذة العرب المشاركون في الملتقى الدولي، في رسالة وجهوها إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد عن أملهم في أن يتمخض عن هذه القمة العربية "توحيد الصف العربي وتفعيل العمل العربي المشترك"، كما دعوا إلى تعبئة وحشد جميع الطاقات العربية في دعم القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى والمركزية، لتكون في مقدمة الاهتمامات العربية في المرحلة القادمة، مشيدين في ذات السياق بنجاح جهود رئيس الجمهورية في تحقيق المصالحة الفلسطينية من خلال "إعلان الجزائر".

وفي سياق ذي صلة، أكد مشاركون في ورشة "الجزائر في الوجدان العربي" التي أقيمت ضمن أشغال الملتقى الدولي حول البعد العربي للثورة الجزائرية، أن الجزائر تحظى بمكانة كبيرة وخاصة في الوجدان العربي وأصبحت بفضل ثورة 1 نوفمبر 1954 رمزا من رموز التحرر في التاريخ المعاصر، وفي هذا الصدد تطرق الدكتور عبد الرحمان بن بوزيان، أستاذ محاضر ورئيس قسم التاريخ بجامعة تلمسان، في محاضرته حول "الجامعة العربية والثورة الجزائرية" إلى طبيعة وحجم المساهمة التي قدمتها هذه الهيئة العربية في دعم الثورة التحريرية خاصة ما تعلق بتدويلها وحشد الدعم العالمي لها، "عملت جامعة الدول العربية على التعريف بالقضية الجزائرية وحشد الدعم العربي لها وباتت قضية مركزية من خلال دعم الكفاح المسلح بالمال والسلاح مع إقرار ميزانية خاصة بالجزائر"، وشكلت المرحلة الممتدة من 1960 إلى استقلال الجزائر, استنادا للسيد بن بوزيان, "مرحلة التتويج واتخذت جامعة الدول العربية من القضية الجزائرية مثالًا للنضال والتحرر معتبرة انتصار الشعب الجزائري واستقلاله إنجاز عربي على الصعيدين الرسمي والجماهيري, حيث كانت الشعوب العربية كلها تهتف لثوار الجزائر وتقدِّم التبرعات والمساعدات إلى الشعب الجزائري".

ومن جانبه تناول الأستاذ بوشنافي محمد، من جامعة سيدي بلعباس، البعد العربي للثورة الجزائرية من خلال جريدة المقاومة الجزائرية (1956-1962) حيث تطرقت العديد من المقالات التي استشهد بها هذا الجامعي إلى ردود الفعل الرسمية و الشعبية في الدول العربية حول العديد من القضايا المتعلقة بالكفاح الجزائري ضد المستعمر الفرنسي، أما الدكتور إسعاد مقداد، مدير مركز يوغرطة للإندماج المغاربي بتونس, فيعتبر أن الجزائر في تاريخها وتكوينها "حالة استثنائية وفريدة من نوعها فجرت ثورة وقف كل العرب وراءها لدعمها"، مشيرا إلى أن القضية الجزائرية "كانت من أهم القضايا التي هزت كيان الإنسان العربي وتجاوب معها أيما تجاوب، لأنها ثورة شعب أراد أن يحقق حريته واستقلاله وكل عمل ارتبط بقيم نبيلة تخدم الإنسانية يبقى محفورا في مجرى التاريخ".

من جهة أخرى، أبرز مشاركون في الملتقى، الدور الذي لعبته المكاتب الخارجية لجبهة التحرير الوطني في حشد الدعم العربي للثورة التحريرية المجيدة، وأوضح المتدخلون في ورشة ضمن فعاليات الملتقى مخصصة للدعم العربي للثورة التحريرية أن المكاتب الخارجية لجبهة التحرير الوطني "كانت تعمل على حشد الدعم السياسي والمالي واللوجستيكي والإعلامي للثورة التحريرية".

وفي هذا الإطار ذكرت سليمة ثابت، مديرة فرعية بوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، أن المكاتب الخارجية لجبهة التحرير الوطني "كان لها دور فعال في الدول العربية لجلب مختلف أنواع الدعم والتعريف بالقضية الجزائرية"، ومن جهته، أوضح البروفيسور أيت حبوش حميد، من قسم التاريخ بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة، أن "المؤرخ والمجاهد محمد البجاوي كشف أن الإعداد المادي للثورة في الخارج بدأ بعد أن اجتمع كل من أحمد بن بلة وحسين أيت أحمد و محمد خيضر في العاصمة المصرية وشكلوا النواة الأولى لما عرف لاحقا بالوفد الخارجي للثورة غداة اندلاعها، وحددت مهمة جلب السلاح على رأس أولويات هذه المجموعة بعد أن التحق بها محمد بوضياف في نوفمبر 1954"، وأشار ذات المتدخل إلى أن مصر "كانت حليفة الثورة الجزائرية حيث كان السلاح يرسل بشكل متواصل إلى الجزائر، وقد مثلت مصدرا رئيسيا في هذا المجال"، وأشار أيت حبوش إلى أنه رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهت عمليات إمداد الثورة بالسلاح والضغوطات التي واجهت مصر والتي انتهت بالعدوان عليها في خريف 1956م، لم يتوقف الدعم العسكري للثورة التحريرية المجيدة.

ومن جانبه، قال محمد بلحاج من جامعة وهران 1 أن كل الدول العربية كانت تقدم الدعم المالي للثورة التحريرية وتقوم بتدريب الجزائريين في الثكنات العربية، مضيفا أن "الدعم العربي امتد أيضا إلى تقديم المنح الدراسية من الجامعات العربية للجزائريين وتأطيرهم"، مشيرا من جهة اخرى، إلى أن "السعودية كانت تدمج وفد جزائري ضمن وفدها لحضور أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة".

من نفس القسم الحدث