الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، مكالمة هاتفية، من أخيه محمود عباس رئيس دولة فلسطين، شكره فيها باسمه وباسم الشعب الفلسطيني الشقيق على المجهودات التي بدلها بِسَعْيه الجاد من أجل توحيد الفصائل الفلسطينية في مؤتمر لم الشمل الذي احتضنته الجزائر في 13 أكــتوبر الجاري.وبدوره ثمن الرئيس دور أخيه محمود عباس في إنجاح المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، مقدرا تقبله ومباركته لهذه المبادرة متمنيا تجسيدها على أرض الواقع.
وكانت الجزائر قد احتضنت منذ أيام مضت لقاء جمع كل الفصائل الفلسطينية، حيث توج "مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية", المنعقد بالجزائر العاصمة من 11 الى 13 اكتوبر 2022, بـ"إعلان الجزائر" الذي تضمن 9 مبادئ من أجل لم الشمل الفلسطيني وتوحيد الصفوف في مواجهة الاحتلال الصهيوني. وفي ما يلي النص الكامل لهذه الوثيقة التي وقعها ممثلو مختلف الفصائل الفلسطينية:
"تجسيدا للمبادرة السامية التي أعلن عنها عبد المجيد تبون, رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية, بعد التشاور والتنسيق مع محمود عباس, رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, خلال زيارته إلى الجزائر, في الفترة من 05 إلى 07 ديسمبر 2021, وتحت الرعاية الكريمة لرئيس عبد المجيد تبون, جرت بالجزائر, في الفترة الممتدة من شهر يناير إلى شهر سبتمبر من سنة 2022, محادثات مع ممثلي مختلف القوى والفصائل السياسية للشعب الفلسطيني وعدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية المستقلة.
وتأتي المبادرة الجزائرية انطلاقا من القناعة الراسخة أن الوضع الراهن الذي تمر به القضية الفلسطينية جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي الممنهج والاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية, خاصة في القدس والمسجد الأقصى وكذا الانسداد والفشل الحاصل في مسار السلام بالشرق الأوسط, اللذان يشكلان خطرا جسيما على القضية الفلسطينية, فضلا عما آلت إليه القضية الفلسطينية على الساحتين العربية والدولية في ظل استغلال الانقسام داخل البيت الفلسطيني وما ترتب عنه من آثار سلبية على الجهود الرامية لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وانطلاقا من المسؤولية الوطنية والتاريخية التي تقتضي إعلاء المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وعلى ضوء التفاعل الإيجابي والانخراط الجاد للأشقاء الفلسطينيين في جهود الجزائر, لاسيما اللقاء الأخوي الذي جمع بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية -حماس- إسماعيل هنية, بالجزائر, يوم 05 يوليو 2022, بمناسبة مشاركتهما في الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع الجزائر استقلالها الوطني, تركزت المحادثات بالأساس حول سبل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية عبر إنهاء الانقسام ولم شمل مختلف القوى الفلسطينية بجميع أطيافها وتوحيد جهودها لدعم قضيتها العادلة وتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني.
وخلال المحادثات, عبر المشاركون عن ارتياحهم للمبادرة الجزائرية باعتبارها فرصة ثمينة لتحقيق المصالحة الوطنية داخل البيت الفلسطيني, كما ثمنوا الجهود العربية المتواصلة لاسيما المبادرات العربية وخاصة المصرية والسعودية والقطرية الداعمة للقضية الفلسطينية والجهود المبذولة التي سمحت بالتوقيع على عدة اتفاقيات لإنهاء الانقسام في صفوف الأشقاء الفلسطينيين.
وقد تكللت أشغال مؤتمر الجزائر بالنجاح, بفضل الله تعالى ثم بفضل الجهود المخلصة لممثلي الفصائل الفلسطينية, في ظل الرعاية الجزائرية الكريمة, حيث تم الاتفاق على المبادئ التالية:
التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني واعتماد لغة الحوار والتشاور لحل الخلافات على الساحة الفلسطينية بهدف انضمام الكل الوطني إلى منظمة التحرير الفلسطينية, الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
تكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية, بما في ذلك عن طريق الانتخابات وبما يسمح بمشاركة واسعة في الاستحقاقات الوطنية القادمة في الوطن والشتات. اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام. تعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ولا بديل عنها.
يتم انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن, بنظام التمثيل النسبي الكامل وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى الفلسطينية خلال مدة أقصاها عام واحد من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان.
وتعرب الجزائر, بهذه المناسبة, عن استعدادها لاحتضان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الجديد والذي لقي شكر وتقدير جميع الفصائل المشاركة في هذا المؤتمر. الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية, وفق القوانين المعتمدة في مدة أقصاها عام من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان.
توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية وتجنيد الطاقات والموارد المتاحة الضرورية, لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار ودعم البنية التحتية والاجتماعية للشعب الفلسطيني بما يدعم صموده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. تفعيل آلية الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لمتابعة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الوطنية. يتولى فريق عمل جزائري-عربي الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق بالتعاون مع الجانب الفلسطيني, وتدير الجزائر عمل الفريق.
يوجه المجتمعون التحية إلى جماهير الشعب الفلسطيني, في القدس والضفة الغربية وفي غزة الصامدة وفي الداخل الفلسطيني وفي الشتات, المنتفضة ضد الاحتلال ونظام الاضطهاد والتمييز العنصري (الابارتايد), ويعاهدونها على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والالتفاف حول برنامج وطني كفاحي جامع لكل مكونات الشعب الفلسطيني, ويحيون التضحيات العظيمة للشهداء البواسل والنضال البطولي للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الذين تلتزم القوى بالنضال من أجل تحقيق حريتهم.
وتؤكد القوى التزامها بتطوير المقاومة الشعبية وتوسيعها وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بأشكالها كافة. يتقدم المشاركون في مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بالشكر والتقدير لعبد المجيد تبون, رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية, على مبادرته ورعايته للمؤتمر وصولا للنتائج التي تمخضت عنه بـ"إعلان الجزائر". ويدعو المشاركون الأشقاء بالجزائر لمواصلة الجهود مع الأشقاء العرب لمتابعة تنفيذ إعلان الجزائر الذي توافقت عليه القوى السياسية الفلسطينية."