الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أحيت الجزائر في غمرة ستينية استقلالها، الذكرى الـ 60 لانضمامها كبلد عضو في منظمة الأمم المتحدة يوم الثامن من شهر أكتوبر 1962، حيث أضحى هذا التاريخ رمزا وطنيا للدبلوماسية الجزائرية التي تحتفي من خلاله بدبلوماسييها البارزين الذين تمكنوا من إعلاء صوت الجزائر على الصعيد الدولي.
فبعد ثلاثة اشهر من اعلان استقلالها في 5 يوليو 1962, رفع اول رئيس للجزائر المستقلة, الراحل احمد بن بلة علم الجزائر بمقر الامم المتحدة بنيويورك في 8 كتوبر 1962 بعد تصويت مجلس الأمن الدولي، اربعة أيام قبل ذلك، على لائحة توصي الجمعية العامة الاممية بقبول الجزائر كعضو 109 في الامم المتحدة.
إن هذا الحدث الذي يبدو اليوم امرا طبيعيا وعاديا هو في الواقع ثمرة نحو ثمان سنوات من حرب الدبلوماسية قادتها مجموعة من المناضلين بجبهة التحرير الوطني على قدر كبير من الكفاءة وعلى راسهم حسين آيت احمد ومحمد يزيد وعبد القادر شاندرلي او ايضا سعد دحلب الذين عملوا بدون هوادة بالموازاة مع الكفاح المسلح من اجل التعريف بالقضية الجزائرية في المحافل الدولية.
ولقد سمحت هذه الديناميكية للجزائر, التي كانت ترزح حينها تحت نير الاستعمار, بان تدرج لأول مرة في جدول اعمال اشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1955, مسالة استقلالها قبل اصدار لائحة اممية في سنة 1960 تعترف "بحق الشعب الجزائري في حرية تقرير مصيره واستقلاله".
لتكون بذلك الدبلوماسية اداة سمحت للجزائر بالبروز على الصعيد الدولي واسماع صوتها, إذ قامت الدبلوماسية الجزائرية اذاك على مبدأ "عدم الاعتماد الا على مواردنا البشرية والمادية مع الدعوة الى توسيع مجال التضامن الدولي مع الشعب الجزائري", حسبما اكده احد الدبلوماسيين الجزائريين في تلك الفترة, الراحل رضا مالك.
وبعد مرور ستة عقود من الزمن, لا يزال صوت الجزائر مسموعا ومحترما في المحافل الدولية بفضل دبلوماسية جعلت من مكافحة الاستعمار والدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة عقيدة بل اساسا لعملها السياسي الخارجي، كما تسهم الجزائر على مستوى الامم المتحدة, بخبرتها و تاريخها, في دعم حركات التحرر عبر العالم تماشيا مع مبادئها وميثاق الامم المتحدة.
وفي هذا الاطار، يأتي احياء اليوم الوطني للدبلوماسية الذي تحييه الجزائر في 8 أكتوبر من كل سنة في ظرف دولي يتسم بعدم الاستقرار في بلدان الجوار وتوترات دولية تواجهها الدبلوماسية الجزائرية بحنكة ومهارة.فلقد بادرت الجزائر بفضل دبلوماسييها المخضرمين بالعديد من المساعي وساهمت في حل الأزمات والصراعات على المستويين القاري والعالمي.
ويدفعنا التاريخ الثري للدبلوماسية الجزائرية في مجال الوساطة والتسوية السلمية للنزاعات إلى التذكير بالاتفاق المبرم سنة 1975 بين العراق وإيران الذي سمح بتسوية الخلاف الإقليمي، وتحرير الرهائن الأمريكيين سنة 1981 وكذا باتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر في 2015 دون أن تنسى التزامها حاليا بمساعدة الليبيين على تسوية الأزمة ودعمها الثابت للقضيتين الصحراوية والفلسطينية.
بالفعل, نجح رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون شهر يوليو الماضي بالجزائر في جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية وهو لقاء وصف بالتاريخي بعد فتور دام لعدة سنوات.
كما تجدر الاشارة إلى الإعلان عن قيام دولة فلسطين من طرف الرئيس الراحل ياسر عرفات بالجزائر سنة 1988 حيث شكل الركيزة الإستراتيجية لإطلاق عملية بناء الدولة الفلسطينية.وخلال الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة, أشاد دبلوماسيون ومنظمات إقليمية بجهود الجزائر في حل الأزمات الدولية والدفاع عن حق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير.
وكان رئيس الجمعية العامة الأممية, كسابا كوروسي قد أعرب عن إعجابه "بالسجل الحافل والمتميز للدبلوماسية الجزائرية في قيادة الوساطات لتسوية النزاعات" منوها ب دور الجزائر "البارز" في ارساء السلم والاستقرار.
كما أعرب عن تطلعه "لمساهمتها الحكيمة في معالجة التحديات التي تفرضها التوترات المتزايدة على الساحة الدولية".إن الجزائر الوفية لمبادئها والثابتة على مواقفها لم تحيد أبدا عن عقيدتها المتمثلة في جعل خبرتها وإمكانياتها في خدمة البلدان التي لا تزال تحت نير الاستعمار والقضايا العادلة لتحقيق السلم والاستقرار وتمكينهم من انتزاع استقلالهم.