الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
انطلق العد التنازلي قبيل انعقاد القمة العربية بالجزائر، فقبل أقل من شهر من التئامها بدأت بوادر نجاح الدورة الـ31 تتجلى، بتأكيد عديد الزعماء العرب مشاركتهم في أشغالها، وتجاوبهم الإيجابي مع الجهود التي تبذلها الجزائر لتحقيق أهدافها، القائمة على رص الصفوف وإعادة اللحمة للبيت العربي.
تقترب الجزائر بخطى ثابتة نحو احتضان أهم موعد عربي، تراهن خلاله العواصم العربية على تحقيق التوافق وتوحيد الصفوف، بعد سنوات من الشتات والخلاف، ونحن نعيش آخر شهر قبيل التئام موعد القمة العربية، بدأت بوادر نجاحها تتجلى بإجماع معظم الدول العربية على المشاركة في أشغالها، وترجيح نجاح مساعي الجزائر لتحقيق الوحدة العربية، لتضع بذلك حدا للمحاولات البائسة التي تبنتها بعض الأطراف التي لم تهضم إعلان احتضان الجزائر للدورة الـ31 للقمة العربية، وروجت زورا لإمكانية "تأجيل الموعد أو إلغائه"، فجاءها الرد عربيا موحدا بأن أرض الجزائر ستتسع لجميع العرب من اجل تحقيق هدف أسمى وهو الحفاظ على البيت العربي موحدا بعيدا عن الدسائس والخلافات.
ولعل أبرز العوامل التي تأسست عليها الاستشرافات العربية بنجاح الدورة، تعود إلى السمعة الطيبة التي تحظى بها الجزائر بين الأمم، ومبادئها النبيلة الثابتة التي لطالما كشفت عنها وتمسكت بها خاصة عندما يتعلق الامر بالقضايا العادلة وحقوق الشعوب، فالجزائر التي تحترم نفسها اولا وتقدّر حقوق وخصوصية الدول الأخرى ثانيا، لديها من المكانة والحنكة ما يؤهلها لإقناع أكثر المتخاصمين بالجلوس على طاولة النقاش للوصول إلى حلول دبلوماسية وسياسية ترضي الطرفين وتعزز الوحدة العربية.
وحتى قبل انعقاد القمة العربية على أراضيها، برهنت الجزائر في أكثر من مناسبة عن قوة دبلوماسيتها، وأنها استعادت فعلا مكانتها الإقليمية والدولية، بتوقيع مشاركة فعالة ومحورية في عديد المناسبات، كما كان لها دور مركزي في مناقشة كبريات الملفات العالقة خاصة على المستوى العربي، فكانت مرجعا للحلول السلمية والدبلوماسية، ووسيطا إيجابيا لتخفيف التوتر بين الدول، وأصدق مثال وساطتها المثمرة في ملف أزمة سد النهضة، ومقترحاتها بشأن الأزمة الليبية وغيرها من الملفات العربية والإفريقية.
ومنذ مباشرتها توجيه دعوات المشاركة في أشغال الدورة الـ31 للقمة العربية، تلقت الجزائر تأكيدات مبدئية من عديد الرؤساء العرب على المشاركة وتلبية الدعوة الجزائرية، كما تسعى بلادنا إلى أن يكون الحضور نوعيا، وبالفعل قد التزم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي تسلم رسالة الدعوة التي خصه بها الرئيس تبون، من قبل وزير الخارجية رمطان لعمامرة، على هامش أشغال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، التزم بحضور القمة العربية بالجزائر، لإجراء لقاءات مع الزعماء العرب والترويج للرؤية الأممية في حل النزاعات بالمنطقة، كما سيحضر "قمة الجزائر" كل من الرئيس السنغالي باعتباره رئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس أذربيجان بصفته الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، حيث اكد وزير الخارجية رمطان لعمامرة أن الجزائر تملك داخل هذين المنظمتين نفوذا واسعا، وأنها تسعى إلى إعادة إحياء أهداف حركة عدم الانحياز، في ظل عودة الاستقطاب الدولي الذي يهدد السلم والأمن الدوليين، فضلا عن تأكيد نحو عشرة زعماء عرب مشاركتهم الشخصية في القمة العربية ويتعلق الأمر بكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والرئيس التونسي قيس سعيد والرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد سعيد المنفي.
من جهتهم، توقع محللون وخبراء عرب نجاح "قمة الجزائر"، حيث يرى المحلل السياسي اللبناني محمد علوش في تصريح للإذاعة الوطنية، أنّ بلاده "تؤمن أنّ الجامعة العربية تحتاج الى كل الدول من أجل النهوض معتبرا أنّ القمّة العربية المزمع عقدها بالجزائر بداية نوفمبر المقبل فضاء سانحا للتضامن العربي"، ليؤكد بدوره، رئيس رابطة خريجي الجامعات الجزائرية بلبنان أيسر الحجازي، أنّ "الشعوب الجزائرية بحاجة الى أمل و موقف والى من يبادر الى جدار صد عربي وذلك من خلال ثوابت مشتركة من أجل بناء موقف موحد".