الحدث

علاقات التعاون بين الجزائر وموريتانيا حققت مكتسبات في عديد من المجالات

الوزير الأول يؤكد أن الممر البري الجزائر- دكار- نواكشط سيصبح حقيقة

قال الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن، امس، إن علاقات التعاون الثنائي والشراكة بين البلدين في السنين القليلة الماضية، شهدت تطورا لافتا في مجالات عدة، زادها فتح معبر حدودي مشترك سنة 2018 توسعا وتنوعا بعد أن أصبح جسرا للتواصل الإنساني والثقافي بين سكان المناطق الحدودية. 

أكد الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، أن مشروع الممر البري الجزائر – داكار – نواكشوط سيصبح حقيقة، حيث أنه يندرج ضمن المخططات الاندماجية للاتحاد الإفريقي لإنشاء الطرق والروابط البرية بين مناطق القارة أو ما يعرف بالممرات أو الأروقة التي تنص عليها المشاريع الاندماجية للاتحاد الإفريقي، وأشار بن عبد الرحمان في كلمة له خلال افتتاح أشغال الدورة 19 للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-الموريتانية، أنه مع مشروع "جسر روسو" على نهر السنغال، فإن الممر البري الجزائر-دكار-نواكشط سيصبح حقيقة ماثلة بآثار إيجابية على بلدينا الشقيقين والمنطقة برمتها، ونوه الوزير الأول في هذا الصدد، أن الجزائر باشرت الخطوات التقنية والقانونية الأولى لإنجاز المشروع البري "تندوف-الزويرات" بعد المصادقة عليه من قبل المجلس الشعبي الوطني.

وأوضح المتحدث ذاته أن علاقات التعاون والشراكة بين الجزائر وموريتانيا حققت مكتسبات في العديد من المجالات جديرة بتثبيت أركانها وتعزيز شروط ترقيتها وتذليل الصعوبات التي تعيق مسارها، مشيرا إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجانبين في المجالات الأمنية عن طريق إعمال توصيات الدورة الأولى للجنة الحدودية الجزائرية الموريتانية المنعقدة في نوفمبر 2021 لاسيما تفعيل اللجنة الأمنية، لمواجهة التحديات التي تعرفها منطقتنا، فضلا عن تعزيز أشكال التعاون اللامركزي الذي من شأنه المساهمة في دعم أهداف الشراكة والاندماج بين البلدين.

وتحدث بن عبد الرحمان عن رصيد قطاع الطاقة والمعادن لما له من رصيد وتجارب في التعاون والشراكات بين الطرفين، مؤكدا تطلع الجزائر لحضور قوي لشركتي نفطال وسونلغاز وخاصة بعد الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الشركات النظيرة في موريتانيا، كما دعا الوزير الأول إلى ضرورة تفعيلها لإقامة شراكة وتعاون في ميادين توزيع المحروقات والكهرباء، قائلا: "أدعو الجانبين إلى استكشاف فرص التعاون في مجال أنابيب نقل الغاز في أفق استغلال "حقل السلحفاة الكبرى-احميم" لما للجزائر من تجربة رائدة وخبرة مشهودة في هذا الميدان ولما توفره الصناعة الجزائرية من تجهيزات ووسائل في هذا الشأن".

وأردف بن عبد الرحمان أنه علاوة على التعاون في مجال الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، الذي يشكل هو الآخر، بالنظر إلى مقدرات البلدين، مجالا واعدا للتعاون الثنائي، في ميدان المعادن، فحدودنا المشتركة تزخر بالثروات المعدنية المتنوعة، وقد حان الأوان للتعاون والشراكة الرابحة والمفيدة بين بلدينا في استغلالها، كما جدد الوزير الأول التذكير بما تمثله التجارة بين البلدين من مبعث ارتياح خلال السنوات الخمس الماضية، بعد الطفرة الكبيرة للتبادل التجاري، حيث "بلغ متوسط حجم المبادلات البينية ما يعادل 50 مليون دولار، بالرغم من الأزمة الصحية التي أدت إلى تراجع نسبي لحجم هذه المبادلات لتبلغ 27.90 مليون دولار سنة 2020، ثم عاودت  الارتفاع في السنة الماضية لتصل إلى 87.32 مليون دولار. وهي وتيرة تصاعدية ينبغي تعزيزها من خلال إزالة العوائق وتحقيق المرافقة والتسهيلات من الجانبين، خاصة في سياق الآفاق الواعدة التي يرسمها مشروع الطريق بين تندوف والزويرات، والخط البحري بين الجزائر ونواكشط".

واعتبر بن عبد الرحمان أن استحسان المستهلك الموريتاني للمنتجات الجزائرية من ناحية جودتها وأثمانها يعد محفزا لرجال الأعمال الجزائريين لولوج السوق الموريتانية وتعزيز حضورهم فيها، وأكد أن رغبة الجزائر في افتتاح فروع لبنوكها بموريتانيا، يمكن أن يساهم بشكل فعلي في تحقيق هدفنا المشترك الرامي إلى تعزيز المبادلات التجارية وتوفير المناخ الملائم لتطوير الاستثمارات المشتركة، مضيفا: "أما تجارب استيراد السمك الموريتاني، على محدوديتها، أظهرت إقبال المستهلكين الجزائريين، خاصة في تندوف وأدعو إلى توسيع هذه التجربة، خاصة وأن الجزائريين يتطلعون إلى تطوير التعاون في مجال الصيد البحري، بعد أن منحت الحكومة الموريتانية حصصا من الصيد البحري للجزائر".

ورحب بن عبد الرحمان بالمستثمرين الموريتانيين في ميدان التجارة والشراكة حيث يوفر القانون الجديد للاستثمار مناخا جديدا بضمانات ومحفزات كثيرة، وتابع: "يبقى مجال التكوين العالي مبعثا للارتياح، ذلك أن الجزائر رافقت موريتانيا ولا تزال، ولن تتخلف عن هذا الواجب الأخوي. حيث كونت الجزائر ودربت آلاف الإطارات الموريتانية من أطباء ومهندسين وخبراء وأساتذة وإداريين، علاوة على أعوان الصحة والشرطة والحماية المدنية والدفاع وغيرها من المجالات الحيوية، وهم يساهمون اليوم بكل كفاءة واقتدار، في تنمية موريتانيا الشقيقة".

وشدد الوزير الأول على استعداد الجزائر للتعاون مع موريتانيا في مجال التكوين المهني الذي يوليه قائدا البلدين عناية خاصة، قائلا: " إن الجزائر مستعدة للتعاون مع موريتانيا لتلبية طلبها في الاختصاصات التي يراها الجانب الموريتاني مناسبة".

من نفس القسم الحدث