الحدث

"يجب تجنب أخطاء الماضي والأهم هو البحث عن المصالح الإقتصادية"

مبتول يشرح واقع وآفاق العلاقات الجزائرية الفرنسية ويؤكد

يرى الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول بأن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجزائر نهاية الأسبوع الحاري، تستدعي وضع العواطف جانبا وتجنب أخطاء الماضي، والعمل على بناء علاقات قوية على أساس اقتصادي محض والبحث عن مصالح البلاد.

وأضاف عبد الرحمن مبتول في بيان له عن الزيارة تحوز جريدة الرائد على نسخة منه، بأن الدرس الذي يجب تعلمه، هو أن العلاقات الدولية الجديدة لم تعد تستند إلى العلاقات الشخصية بين مختلف المسؤولين، وفي المقابل فإن كل الدول تبحث عن مصالحها.

وشدد مبتول، على أن الجزائر لديها القدرة لتصبح دولة محورية في الفضاء الأورومتوسطي والافريقي، في ظل ما تتمتع به السوق الجزائرية من جاذبية والمزايا المختلفة، التي توفرها للمتعاملين الاقتصاديين، على غرار القرب الجغرافي من الأسواق المحتملة في أوروبا وأفريقيا وكذا الشرق الأوسط، يضاف لها الموارد الطبيعية الهامة والموارد البشرية، لذا فإن عودة العلاقات بين الجزائر وفرنسا ممكنة، خاصة وأن كل دولة تبحث عن مصالحها، ولكنه في المقابل أكد بأن باريس مطالبة بإعادة النظر في عدة ملفات تلغم العلاقات، على غرار التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي وموضوع الذاكرة.

وتأتي زيارة الرئيس الفرنسي للجزائري، بعد تأكيدات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على أن عودة العلاقات ممكنة ولكن مع تعاملها من منطلق الند للند مع كافة الدول.وتسعى فرنسا في الوقت الراهن لترميم علاقاتها مع الجزائر ورأب الصدع وإنهاء الأزمة، التي تسببت بشكل مباشر في خسارة مكانتها في السوق الجزائرية لصالح دول أخرى، إذ تصاعد نسق التعاملات الاقتصادية بين الجزائر وايطاليا وتركيا والصين.

عرفت العلاقات الاقتصادية الجزائرية الايطالية منحنا تصاعديا خلال العام الجاري، تجلت في الزيارات الرسمية المتبادلة والاتفاقيات التي جرى توقيعها، خاصة في المجال الطاقوي، بالموازاة مع أزمة الغاز، التي تشهدها مختلف دول القارة العجوز، التي تسعى لتأمين احتياجاتها الطاقوية قبل حلول فصل الشتاء، ووجهت العديد من الدول بوصلتها نحو السوق الجزائرية.

كما تأثرت المبادلات التجارية والاقتصادية عن بين الجزائر وفرنسا، بتوتر العلاقات، بعدما كانت لمدة طويلة تمثل شريكا تجاريا واقتصاديا مهما ورئيسيا، إذ أنها تأتي في المرتبة الثانية في قائمة الموردين الرئيسيين، بعد الصين التي تحوز على نسبة تصل ل 16.5 بالمئة، و7,17 بالمئة لفرنسا، وفق بيانات الجمارك لسنة 2020.وفي قائمة زبائن الجزائر لسنة 2020، تأتي فرنسا في المرتبة الثانية أيضا، بـ 3.25 مليارات دولار، خلف إيطاليا بـ 3.44 مليارات دولار، وقبل إسبانيا التي استوردت من الجزائر بـ2.3 مليار دولار وتركيا بـ2.12 مليار دولار.

من نفس القسم الحدث