الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تواصلت ردود الفعل المنددة والرافضة للتصريحات غير المسؤولة الصادرة عن رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين أحمد الريسوني، فقد أجمعت الطبقة السياسية الجزائرية على أن دعوة الريسوني المغرضة للجهاد بولاية تندوف الجزائرية، سقطة خطيرة مطالبة بإقالته من على رأس هذه الهيئة العالمية التي يفترض ان اعرافها وقيمها تقضي بأن تقف مع الأمة الإسلامية للنهوض بها وليس لإصدار دعوات للإرهاب.
"الحرية والعدالة" تطالب بإقالة الريسوني
وكغيره من التشكيلات السياسية، سارع حزب الحرية والعدالة إلى التنديد بالتصريحات العدائية لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني إزاء الجزائر، والذي قال إنها تعكس ولاءه للبلاط المخزني، مشددا في بيان له، أن ما صدر عن الريسوني "تجاوز خطير ودعوة صريحة للإرهاب"، مضيفا أن "تصريحات المعني هي استمرار لحملات التحريض المغربي والتي وصلت لكثير من فئات المجتمع ولهيئة من المفروض أنها تعبر عن اهتمامات كل المسلمين وليس عن الأحلام التوسعية للمخزن المغربي".
ودعا الحزب، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لاتخاذ ما أسماه "موقف صريح وواضح من هذه التصريحات التي فاقت في خطورتها كل الحدود"، حيث طالب بإقالة الريسوني وفصله من كل هيئات هذه المؤسسة الإسلامية، على اعتبار ما صدر عنه "يؤكد ولاءه للبلاط المخزني على ولاءه لقضايا الأمة الاسلامية وهو أقل موقف على هذا التحريض الخطير والغير مسبوق".
حمس:" على الريسوني تحمل تبعات تصريحاته الخطيرة"
قالت حركة مجتمع السلم إن على الريسوني تحمل تبعات تصريحاته الخطيرة، ضمن الظروف الدولية والإقليمية المتوترة التي لا تتحمل مثل هذه الخرجات، واعتبر بيان للحركة أنـه كان أولى بـالريسوني الدعـوة لمسيرات حاشدة في مختلف مدن المغرب ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكسر التحالف الاستراتيجي بين بلاده وهذا الكيان المحتل لفلسطين، لا سيما وأن حزبه هو أحد عرابي هذا التطبيع، وكان أمينه العام هو الموقع عليه رسميا. أو الدعوة للجهاد بالمال والنفس في سبيل تحرير مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين من طرف السلطات الإسبانية، مذكرا بأن حدود الجزائر البرية مع المملكة المغربية الشقيقة تم ترسيمها بشكل نهائي بموجب اتفاقية ثنائية وقع عليها الجانبان بتاريخ 15 جوان 1972، حيث تم التصديق عليها من مجلس النواب المغربي، فضلا عن تبادل وثائق التصديق بين وزيري خارجية البلدين يوم 14 ماي 1989.
بن قرينة:"ترؤس الريسوني للاتحاد العالمي يضرب بمصداقيته"
من جهته، رد رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، على تطاول رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، قائلا "إن الخطاب المتعالي والأسلوب الاستهتاري المثير وغير المسؤول من المغربي الريسوني، قد تطاول على سيادة الدول وكرامة شعوبها"، وأشار رئيس حركة البناء إلى أن ترؤس الريسوني لهيئة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يضرب بمصداقيتها، داعيا العلماء إبعاد عن مؤسستهم هكذا شخصيات التي لا تقدر معنى الكلمة ومسؤوليتها في إثارة الفتن.
كما دعا بن قرينة في بيانه، علماء الجزائر المنتمين للاتحاد أن تكون لهم مواقف بمستوى خطورة تصريحات هذا الشخص، قائلا: " المتكرر من رموز مغربيين على السيادة والوحدة الترابية للجزائر هو متنوع ومتكرر بشكله الرسمي وبشكله العلمائي".
جمعية العلماء المسلمين تنتفض صد الريسوني
استنكر رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق قسوم، التصريحات العدائية التي أطلقها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، ووصفها بالعدوانية ضد الجزائر، موريتانيا والصحراء الغربية، مضيفا في تصريح نقله الموقع الاليكتروني "سبق برس"، أمس، أن "وكل الاحتمالات ممكنة إما أن يسحب الريسوني كلامه ويقدم اعتذاراته أو أن يستقيل من الاتحاد ومن حقنا أيضا أن ننسحب من الاتحاد كجزائريين لأن كرامة وطننا مست ولا نقبل بهذا لا من طرف الريسوني ولا من غيره”.
وأوضح قسوم أن الجمعية وطنية جزائرية إسلامية "لابد لها أن تتخذ موقفا من العدوان على الشعب الجزائري والشعب الموريتاني والشعب الصحراوي"، مؤكدا أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين "مدافعة عن الثوابت وحاضنة لها ورد الفعل طبيعي للدفاع عن الشعب والوطن".
وأورد قسوم، أن الجمعية "كانت سباقة في الاتصال بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتوعيته وتنبيهه إلى أن التصريحات تمس بمصداقية وكلمة الاتحاد"، قائلا: "طلبنا من الأمين العام تقديم توضيح حول تلك التصريحات التي لا تلزم الاتحاد"، وتساءل رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عن ما يعنيه الريسوني في استعدائه علماء ومثقفي المغرب على شعب موريتانيا والصحراء الغربية وتندوف الجزائرية، مضيفا: "هل تندوف احتلت مليلية وسبتة وهل هي تعتدي على الفلسطينيين في غزة وهل هي تقاوم الفلسطينيين في القدس ما معنى إقحام تندوف في الموضوع".
ولدى تطرقه إلى البيان التوضيحي الذي أصدره الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قال قسوم إنه لم يكن في المستوى المطلوب وحاول إمساك العصا من الوسط، ويرى قسوم أنه كان يجب على الريسوني أن لا يصرح بهذا الكلام الذي لا يليق برئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مردفا: " لابد عليه كعالم من علماء الأمة أن تصحب تصريحاته بالأخلاق والأدب والقيم وعدم العدوانية ضد الشعوب وكان يرجى التنبيه من طرف الاتحاد".
المجلس الإسلامي الأعلى يستنكر تصريحات الريسوني
بدوره، استنكر الأمين العام للمجلس الأعلى الإسلامي، بومدين بوزيد، تصريحات رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني إزاء الجزائر، ووصفهابـ "فتنة التاريخ والذاكرة"، معتبرا أن "مشايخ الريسوني المباشرين وغير المباشرين مشهود لهم برجاحة العقل والوطنية البنّاءة على غرار محمد بن الطّاهر بن عاشور وعلاّل الفاسي"، في إشارة إلى أنـه التلميذ العاق والجاحد.
وسلط بوزيد الضوء في مقال مطول نشره على صفحته بفايسبوك، على دعـوة رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين للجهاد في تندوف، بالقـول: "كان عليه أن يُراعي منصبه ومكانته العلمية ودوره الديني في الصلح بين المسلمين والدعوة إلى السلم والأخوة"، كما انتقد المحاولات المتكررة للأمناء المتداولين على رأس الاتحاد في جعله منبراً للتّجاذبات السياسية، تتعارض مع رُوح الميثاق الإسلامي الذي تبنّاه الاتحاد منذ سنوات، والذي دعا إلى نبْذ العنف والاقتتال والشّقاق.
بن خلاف:" الريسوني يدعو إلى الفتنة والاقتتال بين المسلمين"
رد رئيس مجلس الشورى الوطني لجبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، على التصريحات العدائية التي أطلقها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، ضد الجزائر، بالقول إن "الريسوني استغل منصبه كرئيس للهيئة العالمية ليؤكد أطماع المغرب التوسعية على سيادة الدولة الجزائرية وكرامة شعبها ووحدة ترابها، إضافة إلى المس بمصداقية وجود دولة موريتانيا".
وأشار رئيس مجلس شورى العدالة والتنمية، إلى أن الريسوني يدعو اليوم إلى الفتنة والاقتتال بين المسلمين عوض دعوتهم إلى الوحدة ولم شملهم لمواجهة أعدائهم، وأضاف: "إن هذا الموقف الخطير من الريسوني والذي يطعن في مصداقية الهيئة التي يرأسها و يتناقض مع مداولات هذه الهيئة وقراراتها ومن ثم وجب على أعضائها رفضه وإقصاء من صدر عنه، وإن ولاية تندوف جزء لا يتجزأ من التراب الجزائري الذي حرره الشهداء والمجاهدين، وحافظوا عليها بالأمس وأحفادهم اليوم مستعدون للدفاع عن كل شبر من أرضهم والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه أن يغامر لتنفيذ سياسته العدوانية والتوسعية".
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتبرأ من تصريحات الريسوني
بدوره تبرأ الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين من تصريحات الريسوني، حين سارع إلى إصدار بيان تحت مسمى "توضيح" أكد من خلاله أن ما صدر عن رئيس الاتحاد "لا يعبر عن رأي الاتحاد وأن تصريحاته تعبر عن رأيه الخاص"، موضحا أن "دستور الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ينص على أن الرأي الذي يسند إلى الاتحاد هو الرأي الذي يتم التوافق، والتوقيع عليه من الرئيس والأمين العام بعد المشورة، ثم يصدر باسم الاتحاد".
وإن حاول الاتحاد التزام الحيا لأبعد حد لدى إصداره للبيان، غير أنه علّق على الدعوة المغرضة لرئيسه وتصريحاته العدوانية بالقول إن "من المبادئ الثابتة في الاتحاد أنه يقف دائماً مع أمته الإسلامية للنهوض بها، وأن دوره دور الناصح الأمين مع جميع الدول والشعوب الإسلامية، ولا يريد إلا الخير لأمته، والصلح والمصالحة الشاملة، وحل جميع نزاعتها ومشاكلها بالحوار البناء، والتعاون الصادق".