الحدث

هل تعيد زيارة ماكرون الحضور الاقتصادي الفرنسي بالجزائر؟

فتور العلاقات دفع بالجزائر إلى اعتماد شركاء جدد

من المرتقب أن يحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالجزائر، يوم 25 أوت الجاري، في زيارة تدوم ليوم واحد، يحاول من خلالها الرئيس الفرنسي إذابة الجليد وإعادة الدفء للعلاقات بين البلدين بعد سلسلة التوترات التي شهدتها في الفترة الأخيرة عقب تصريحاته غير المسؤولة التي أثارت حفيظة الرئيس تبون، وعلى الرغم من ثقل الملفات المرتقب مناقشتها غير ان فرنسا تحاول من خلال هذه الزيارة الأولى من نوعها في عهد الرئيس تبون، حفظ ماء الوجه وإصلاح ما يمكن إصلاحه حفاظا على مصالحها الاقتصادية مع الجزائر.

أعلنت مجلة "جون أفريك" الفرنسية عن، عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانوي ماكرون إلى الجزائر في 25 أوت الجاري، وأوردت المجلة على لسان مصدر دبلوماسي فرنسي، لم تذكر اسمه، تصريحه أن الزيارة تستغرق يوما واحدا، وأنها "تأتي استجابة إلى الدعوة التي وجهها إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في الـ25 أفريل المنصرم، بمناسبة إعادة انتخاب ماكرون لفترة رئاسية ثانية، والتي رد عليها الرئيس الفرنسي بالقول إنه سيكون سعيدًا بالقدوم إلى الجزائر قريبًا "لإطلاق الأجندة الثنائية الجديدة بشكل مشترك، والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل لسيادة البلدين".

وتعتبر زيارة الـ24 ساعة المنتظرة خلال عشرة أيام، الأولى من نوعها في عهد الرئيس تبون، والثانية لماكرون منذ توليه رئاسة فرنسا، فقد سبق له وأن زار الجزائر سنة 2017 قبل وصوله إلى الإليزيه، وتأتي زيارة ماكرون في ظرف تشهد فيه العلاقات الجزائرية – الفرنسية توترا شديدا عقب تصريحات غير مسؤولة صدرت عن الرئيس الفرنسي أنكر من خلالها وجود دولة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، ما أثار غضب وحفيظة الرئيس تبون الذي سارع إلى استدعاء السفير، كما اصدر قرارا بمنع الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل من التحليق في مجالها الجوي، وقبل ذلك كان الرئيس الفرنسي يتودد للجزائر من خلال تصريحات أدلى بها قبل انتخابه رئيسا وصف من خلالها آنذاك الاستعمار بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، كما أطلق، بمجرد انتخابه، عملاً مشتركًا حول الذاكرة بين القوة الاستعمارية السابقة والجزائر… فقام، طوال فترة ولايته الأولى، بعدة إشارات اعتراف بالجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب الجزائرية، مثل اغتيال المحامي والزعيم السياسي للحركة الوطنية الجزائرية علي بومنجل في 23 مارس 1957، أو مقتل موريس أودين، عالم الرياضيات الشيوعي المناهض للاستعمار الذي اغتيل على يد مظليين من الجيش الفرنسي في عام 1957.

وينتظر أن تحمل زيارة ماكرون للجزائر عديد الملفات الثقيلة التي تهم البلدين والتي يتصدرها ملف الذاكرة، فضلا عن التعاون الاقتصادي بين البلدين والذي تولي له باريس اهتماما كبيرا فقد أعربت في عديد المناسبات عن حرصها على الحفاظ على مصالحها الاقتصادية بالجزائر واستعادة حضورها الاقتصادي بالسوق الجزائرية، خاصة في الفترة الأخيرة التي راهنت خلالها الجزائر على شركاء اقتصاديين جدد كالصين إيطاليا وألمانيا، ولقد اقتصرت العلاقات بين البلدين في الآونة الاخيرة على المحادثات الهاتفية وبعض المجاملات في التصريحات المتبادلة، فيما  شهد التعاون السياسي والاقتصادي بين الجزائر وباريس تراجعا إلى أدنى مستوياته سواء في ما يتعلق بملفات الساحل أو الوضع في ليبيا، يضاف إليها تراجع الاستثمارات الفرنسية في الجزائر وعدم تجديد عقود شركات كبرى منها شركة سيال والشركة المسيرة لمترو الجزائر.

من نفس القسم الحدث