الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أعلن الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، يوم الخميس الفارط، بالجزائر العاصمة، عن وقف استيراد بذور الخضر ابتداء من السنة المقبلة، وقال إن الأمر لا يتعلق بنقص في الموارد المالية, بل بوقف اهدار الطاقات الجزائرية, خاصة وأن المعاهد والجامعات تقوم بتكوين عدد هائل من الطلبة في مختلف التخصصات الفلاحية، فيما أكد على الدور الهام الذي يلعبه البنك الوطني للبذور في تعزيز الأمن الغذائي للبلاد.
قال بن عبد الرحمان، في كلمة ألقاها بمناسبة تدشين هذا المرفق، إن إنجاز البنك الوطني للبذور يمثل "محطة تاريخية" و"لبنة أخرى تأتي لتعزيز سيادتنا الوطنية من خلال تكريس مبدأ الأمن الغذائي للبلاد الذي نعتبره جزءا لا يتجزأ من أمننا الوطني".
وأضاف أن هذا الإنجاز العلمي "الكبير" تحقق بسواعد جزائرية قدمت اليوم "برهانا جديدا على أن القدرات والكفاءات الوطنية بإمكانها أن تصنع مثل هذه الإنجازات"، وهو ما من شأنه تعزيز مسار البناء الوطني.
وأكد بأن افتتاح هذا البنك "يحمل الكثير من الدلالات التي تثبت أننا نسير بخطى واعدة نحو تعزيز الأمن الغذائي للبلاد، وأن الجزائر قادرة على رفع التحديات وكسب الرهانات عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا للبلاد، خاصة في ظل الظروف الدولية الجيو-إستراتيجية الراهنة التي تفرض علينا المزيد من العطاء ورص الصفوف أكثر، انطلاقا من مبدأ أن هذا العالم لا مكان فيه للضعيف".
وشدد على ضرورة الحفاظ على الأصناف النباتية والحيوانية المحلية وحمايتها بالنظر لدورها في تكثيف الانتاج الوطني، مستذكرا المقولة : "لا خير في أمة تلبس ما لا تخيط وتأكل ما لا تزرع".وأشار الوزير الأول إلى أن افتتاح البنك والذي يكتسي أهمية "بالغة" باعتباره يعزز مبدأ الأمن الغذائي للبلاد، يعد نتاج مجهودات بحوث ودراسات كفاءات جزائرية بحتة، من خريجي المعاهد والجامعات الجزائرية الذين ينشطون في مختلف المعاهد ومراكز البحوث التابعة لقطاع الفلاحة والتنمية الريفية.
وبعد أن ذكر بأن بالأهمية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية لتطوير البحوث في كافة مجالات المعرفة من خلال ربط الجامعة بالمؤسسات والإدارات، اعتبر بن عبد الرحمان أن مثل هذه الإنجازات الحيوية تعد مثالا آخر عن ثمرة الجهود المبذولة على المستوى الحكومي الرامية لتكريس هذا المبدأ.
وفي هذا الإطار، لفت الوزير الأول إلى أن البذور التي تعد موردا حيويا لا يمكن الاستغناء عنه، تلعب دورا رئيسيا في التنمية المستدامة للفلاحة من خلال استخدامها كنقطة انطلاق لأي برنامج تحسين النباتات، كما أنها تشكل إرثا يتم نقله إلى الأجيال القادمة من أجل مواجهة التحديات الرئيسية المرتبطة بتغير المناخ على وجه الخصوص، من خلال إنشاء أصناف متأقلمة مع التغيرات المناخية ومقاومة للأمراض.
وأكد الوزير الاول بالمناسبة أن القطاع الفلاحي عرف فعليا، خلال الفترة الأخيرة، "قفزة نوعية" في مختلف فروع الإنتاج، وذلك بفضل التزامات رئيس الجمهورية التي وضعت الفلاحة في صلب الاهتمامات الكبرى للبلاد والتي كرسها مخطط عمل الحكومة.وعقب هذه الكلمة، تم عرض فيلم وثائقي يبرز تطور القطاع الفلاحي منذ استرجاع السيادة الوطنية للبلاد في 1962، وذلك بمناسبة ستينية الاستقلال.
وانتقل الوزير الأول بعدها إلى المعهد الوطني لحماية النباتات بالحراش، ليتفقد المخبرين الخاصين بتحليل المبيدات المستخدمة في الزراعة، وقسم حفظ الحشرات.وهنا دعا إلى تكثيف الجهود البحثية لتعميم استعمال الوسائل البيولوجية في الوقاية من الامراض النباتية، عوض المبيدات الكيمائية.
كما أكد على أهمية تحقيق التقارب بين المراكز الجامعية ومخابر البحث، معتبرا في نفس السياق أنه من الواجب الان الاستعانة بالكفاءات الوطنية والحد من الاستعانة بالخارج إلا فيما يتعلق بالإضافات التكنولوجية الدقيقة.
وكان الوزير الأول، قبيل مراسم التدشين، قام بجولة بأجنحة المعرض المقام بالمناسبة، رفقة أعضاء من الحكومة والأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين.وقدم بالمناسبة توجيهات بضرورة تكثيف الجهود من طرف جميع الجهات المتدخلة في القطاع الفلاحي لبلوغ نسبة 80 بالمائة من تغطية الاحتياجات الوطنية في 2023، كما أعلن عن وقف استيراد بذور الخضر ابتداء من السنة المقبلة، وذلك تثمينا للقدرات الجزائرية في مجال انتاج البذور، ولجهود الدولة في مجال التكوين الفلاحي.
وعليه, يقول الوزير الأول، فإنه بات من الضروري تثمين الكفاءات الجزائرية وجهود الدولة في مجال التكوين الفلاحي, وذلك عن طريق الحد من الاستيراد, حسب الوزير الأول الذي لفت إلى أن القيمة الاجمالية لواردات القطاع الفلاحي في الجزائر تتعدى 11,5 مليار دولار.وبخصوص المخطط الوطني للوقاية ومكافحة حرائق الغابات، أوصى الوزير الأول بمواصلة التحلي باليقظة، لحماية الغطاء النباتي والمحاصيل الفلاحية.
نحو إطلاق حملة لغرس 60 مليون شجرة
كشف الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، أنه سيتم قريبا إطلاق حملة لغرس 60 مليون شجرة بمناسبة الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية.وخلال جولة بأجنحة المعرض المقام على هامش مراسم تدشين البنك الوطني للبذور, أكد بن عبد الرحمان على ضرورة أن تكون المشاتل ومختلف الهياكل الضرورية لإنجاح الحملة, "على قدر هذا التحدي".
وإلى جانب ذلك, سيتم الشروع في إنجاز مشروع إعادة تهيئة السد الأخضر وتوسيع غطائه النباتي ليشمل 4,6 مليون هكتار.ويأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بضرورة إعادة الاعتبار لهذا الفضاء الحيوي, حسب الوزير الأول الذي ذكر بأن الجزائر كانت من البلدان السباقة في مجال السدود الطبيعية.
وأضاف بأن انجاح هذا المشروع لن يقف فقط على جهود المديرية العامة للغابات, بل يستدعي حشد كل الطاقات في الجزائر بما في ذلك الطلبة والتلاميذ, في إطاروعليه, دعا الوزير الأول إلى التحضير الجيد لإطلاق هذا المشروع وفق مقاربة استباقية وتوفير كل الموارد اللازمة.كما أكد على أهمية استرجاع الفضاءات الغابية في الجزائر العاصمة, على غرار غابة باينام وبني مسوس, من أجل الحفاظ على التوازن المناخي بها.