الحدث

مواقف الجزائر الرافضة للتطبيع ملاذ فلسطين لوقف التغلغل الصهيوني بإفريقيا

دراسة تدعو للتعامل معها والاستفادة من خبرتها في دعم المصالحة الفلسطينية

دعت دراسة أصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، أمس، الدبلوماسية الفلسطينية إلى التعامل والتشاور الدائم مع الدبلوماسية الجزائرية الرافضة للتطبيع، للاستفادة من خبرتها الواسعة والعميقة في الشأن الإفريقي، محذرة مما اسمته "التغلغل الأمني الصهيوني في إفريقيا"، واستدلت الدراسة بمواقف الجزائر المشرفة الرافضة للتطبيع والتي تعززها مبادئها الراسخة القائمة على الدعم اللامشروط للقضية الفلسطينية وتبني إدارة جلسات الحوار للم الشمل الفلسطيني قبيل انعقاد القمة العربية المقررة بالجزائر في نوفمبر المقبل.

يشهد الجميع للجزائر دعمها الدائم والثابت للقضايا العادلة وثبات مواقفها المشرفة ورفضها لأي تعامل مع الكيان الصهيوني المحتل، بدليل سيرها عكس تيار التطبيع الذي انتهجته عديد الدول خاصة الإفريقية منها، وما النتائج التي أفرزتها الدراسة التي أجرها الدكتور وليد عبد الحي حول " التغلغل الأمني الصهيوني في إفريقيا جنوب الصحراء"، والتي دعا من خلالها المقاومة الفلسطيينة إلى التعاون من الدبلوماسية الجزائرية والاستفادة من خبرتها، إلا دليل قاطع على الثقة الكبيرة التي يضعها الأشقاء الفلسطينيون في الجزائر والآمال الكبيرة التي يعلقونها في شخص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لتحقيق الوفاق والصلح بين الفصائل الفلسطينية.

ففي الوقت الذي هرولت فيه عديد العواصم لإعلان تعاملها وتطبيعها مع الكيان الغاصب، وقفت الجزائر بكل شجاعة وفحولة، وتصدت وحيدة لتيار التطبيع متحملة تبعات موقفها الشهم، ولم تتوقف عند هذا الحد فقد تمسكت بقراراتها الداعمة للقضية الفلسطينية واعلنت احتضانها لمؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، كما تبنت تحقيق المصالحة الفلسطينية باستضافتها لأول لقاء تاريخي بين حركة حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهي تواصل مساعيها لنصرة القضية الفلسطينية وإنجاح مبادرتها الجامعة قبيل التئام القمة العربية على أرضها شهر نوفمبر الداخل.

ولقد أوصت الدراسة التي أصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بعنوان: "التغلغل الأمني الصهيوني في إفريقيا جنوب الصحراء"، من إعداد الأستاذ الدكتور الخبير في الدراسات المستقبلية وليد عبد الحي، الدبلوماسية الفلسطينية المقاومة أن تولي العلاقة مع القوى التحررية الإفريقية اهتماماً أكبر، خصوصاً أن هناك قاعدة مجتمعية إفريقية مهيأة للتعاون مع الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية والشعبية. كما أوصتها أن تعمل على التشاور الدائم مع الدبلوماسية العربية والإفريقية الرافضة للتطبيع، وخصوصاً الدبلوماسية الجزائرية ذات الخبرة الواسعة والعميقة في الشأن الإفريقي، ودعت الدراسة إلى التنسيق بين أطراف قوى محور المقاومة لمحاصرة النشاط الصهيوني في إفريقيا، خصوصاً وأن هناك قنوات عربية شعبية كثيرة يمكنها أن تساند نشاطات المحور، كما دعت الدراسة لإيلاء موضوع التغلغل الأمني الصهيوني في إفريقيا أهمية أكبر في الأدبيات السياسية والإعلامية الفلسطينية.

وجاء في فحوى الدراسة أن رئيس جهاز الموساد الصهيوني، "يولي أهميةً كبيرة للقارة الإفريقية، ويعمل على تعميق نشاطات جهازه في مختلف الدول الإفريقية، خصوصاً أنه كان مسؤولاً عن القسم الخاص بتجنيد العملاء لصالح الموساد في مختلف مناطق العالم، مما يعني أن تجنيد العملاء في القارة الإفريقية سيتزايد بشكل كبير خلال المستقبل القريب."

ونبّهت الدراسة إلى أمر شديد الخطورة حين أشار الباحث إلى أن دراسة أكاديمية صهيونية، اقترحت ما نصّه حرفياً "يجب على الكيان الصهيوني تدريب المهاجرين الأفارقة لها وإعادتهم إلى دولهم الإفريقية ليعملوا على تشكيل شبكات تجسس محلية داخل الدول الإفريقية"، ونقلت الدراسة عن إحدى أحفاد الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، حديثه عن "طرق التغلغل الصهيوني في القارة الإفريقية؛ وذلك من خلال تزويد الأنظمة الديكتاتورية في إفريقيا بأدوات التجسس، وتزويد حركات التمرد الانفصالية بالأسلحة تحت غطاء الأدوات الزراعية، ومن خلال تغذية الحروب الأهلية بهدف اختراق المجتمعات الإفريقية، وقدَّم أمثلة على ذلك في أحداث رواندا، وجنوب السودان، والكاميرون، وأوغندا، وتوغو، وغينيا الاستوائية".

ونقلت الدراسة عن تقرير صدر في سنة 2020، أن سبع دول إفريقية تستخدم أدوات التجسس السيبراني الصهيونية، للتجسس على المكالمات والرسائل النصية ومواقع هواتف الشخصيات المتنفذة في مختلف القطاعات. ونقلت الدراسة أيضاً عن تقارير الصحافة الإفريقية توظيف الموساد لبرامج بيجاسوس للتأثير على الانتخابات الإفريقية، كما تبين في كل من بوتسوانا سنة 2014، وغانا في 2016 و2020، ومالاوي سنة 2020، إلى جانب دول أخرى مثل زيمبابوي وزامبيا والسنغال وأنغولا والنيجر، وخلصت الدراسة إلى أن العلاقة الأمنية الصهيونية الإفريقية تعلو في الحساب الاستراتيجي الصهيوني على العلاقات الاقتصادية والسياسية، وتمثّل عمليات التجسس واختراق النخب والمؤسسات الإفريقية أبرز عمليات النشاط الأمني الصهيوني في إفريقيا. وأن الشركات الصهيونية العاملة في مجالات الطيران أو الزراعة أو التعدين أو المياه…إلخ، هي شركات مرتبطة بشكل وثيق بالأجهزة الأمنية الصهيونية وتؤدي وظائف مهمة في هذا المجال، مما يجعل منها غطاءً للنشاط التجسسي.

من نفس القسم الحدث