الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إن يد الصلح والعفو تبقى ممدودة لجميع الجزائريين، موضحا أن مبادرة "لم الشمل" التي أطلقها تنم عن مبادئ الدولة الجزائرية القائمة على التسامح والتآخي، لافتا إلى أن الجزائر تملك كل الصلاحيات التي تؤهلها لتحقيق المصالحة العربية ولم شمل البيت العربي، حين توقع نجاح القمة العربية المنتظر عقدها بالجزائر شهر نوفمبر المقبل، ليعرج في حديثه للصحافة الوطنية، إلى مختلف الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي تشغل الرأي العام والتي أسهب في تقديم صورة واضحة عن مدى تقدم المشاريع وفحوى البرامج المسطرة الخاصة بالمرحلة المقبلة.
نسعى إلى تعزيز قوة الدولة وصون كرامة الجزائريين
أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، سعيه إلى تعزيز قوة الدولة للحفاظ على الأمن وترسيخ قيم الديمقراطية، مشددا على أن المعركة التي يخوضها هدفها صون كرامة الجزائريين، وقال الرئيس في اللقاء الإعلامي الدوري مع الصحافة الوطنية، إنه "لا يوجد ديمقراطية ولا أمن للمواطنين إلا بوجود دولة قوية"، مضيفا أن "الدولة الضعيفة لا يمكنها حماية مواطنيها"، وأشار إلى أن المعركة التي يخوضها منذ توليه رئاسة البلاد من خلال مختلف الإصلاحات التي تمت مباشرتها، هي "استرجاع وصون كرامة الجزائريين".
امكانية رفع الاجور تدريجيا
وفي الشق الاجتماعي، التزم رئيس الجمهورية برفع الأجور وقيمة منحة البطالة بداية من السنة المقبلة، وذلك بعد الدراسة المعمقة لهذا القرار "حتى لا يؤدي إلى خلق تضخم"، مشيرا إلى إمكانية رفع الأجور بقرار واحد أو بشكل تدريجي على مدار السنة، مؤكدا أن الإمكانيات الاقتصادية الحالية للجزائر تمكنها "في المدى المتوسط من استرجاع قيمة الدينار"، وأن كل هذه الإجراءات "ينبغي أن تكون دقيقة حتى لا تتسبب في خلق تضخم".
وفي حديثه عن عوامل قوة الدولة التي يعمل على تعزيزها، نوه رئيس الجمهورية ب"النجاح الباهر" الذي عرفته كل من الألعاب المتوسطية الأخيرة بوهران وكذا الاستعراض العسكري الذي نظمه الجيش الوطني الشعبي بمناسبة الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، مضيفا أن الحديث حاليا يدور حول جزائر ما قبل هذين الحدثين وما بعدهما، وأبرز أن الجزائر "رجعت إلى أصلها" من خلال تنظيم هذا الاستعراض العسكري الضخم، باعتبارها "دولة عظمى في إفريقيا ولها وزنها في البحر الأبيض المتوسط"، ووصف الجيش الوطني الشعبي بـ"الجيش المسالم الذي لم يخرج أبدا عن الأعراف الدولية"، مضيفا بالقول: "جيشنا قوي وشعبنا قوي وقد استعاد شعوره بالنخوة وبالروح الوطنية".
الحكومة المقبلة ستعين على أساس الكفاءة
وفي رده على سؤال بخصوص إجراء تعديل حكومي، أكد الرئيس تبون أنه "سيكون هناك تعديل حكومي وسيتم في وقته المناسب"، مبرزا أن "الأهم هو تطبيق ما التزمنا به وأن تكون الحكومة في مستوى طموحات الشعب" و أن اختيار الوزراء لا يكون على أساس "الولاء بل الكفاءة، غير أن الكفاءة تحتاج أيضا إلى التجربة والفعالية".
الانجليزية ابتداء من الموسم المقبل
وحول مسألة تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، كشف رئيس الجمهورية أن هذا القرار سيطبق ابتداء من العام الدراسي المقبل لكي "تدخل الجزائر في العولمة".
الجزائر تتوفر على جميع الشروط للإلتحاق بمجموعة "البريكس"
وفي الشق الاقتصادي، أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر تتوفر بنسبة كبيرة على الشروط التي تمكنها من الالتحاق بمجموعة "البريكس" التي تهم الجزائر بالنظر لكونها "قوة اقتصادية وسياسية"، كما أشار إلى سعي الجزائر المستمر لجذب الاستثمارات الأجنبية من الدول الشقيقة والصديقة مثل قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية وتلك التي تعد حليفا استراتيجيا كإيطاليا وغيرها، مبرزا سعي الجزائر للظفر بحصتها في فضائها الإفريقي، لاسيما من خلال مراجعة بعض النقائص وإطلاق العديد من مشاريع التكامل الافريقي الهامة، على غرار أنبوب الغاز العابر للصحراء ومشاريع أخرى، معتبرا أن "الجزائر مصيرها إفريقي وامتدادها إفريقي".
وفيما يتعلق بالطاقة والاستكشافات النفطية، حيا رئيس الجمهورية الروح الوطنية العالية وإرادة عمال سوناطراك، الذين ساهموا في استرجاع الجزائر لقدراتها الطاقوية، معلنا عن اكتشافات كبرى قادمة، ليؤكد بخصوص قطاع الفلاحة، أن "القطاع يشهد حاليا إعادة هيكلة وتحسنا"، واعتبر أن الجزائر بإمكانها تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المواد على غرار القمح الصلب والشعير، واصفا هذه المنتجات ب"السلاح الفتاك".
نلتزم بتوفير السكون وصون كرامة الجزائريين
وفي قطاع السكن، لفت الرئيس تبون إلى مواصلة العمل بنفس الصيغ المعتمدة حاليا مع إمكانية اقتراح وزارة السكن على الحكومة صيغة جديدة، وذلك في إطار مواصلة المساعي للقضاء نهائيا على أزمة السكن في الجزائر "صونا لكرامة الجزائريين"، وتابع بالقول: "لا نريد لجزائر الشهداء أن يقطن أبناؤها في السكنات الهشة"، وأعرب عن أسفه من أن جهود القضاء على السكنات الهشة تقابل باحتلال بعض المواطنين بتواطؤ من مسولين للأراضي التابعة للدولة، متعهدا بالقضاء نهائيا على هذه الظاهرة من خلال إعداد قانون لمعاقبة من يستولي على الأراضي التابعة للدولة دون وجه حق، مضيفا بالقول: "لا وجود لديمقراطية ولا أمن للمواطنين إلا بوجود دولة قوية، فالدولة الضعيفة لا يمكنها حماية مواطنيها".
القمة العربية بالجزائر ستكون ناجحة
وفي الشأن الدولي، قال الرئيس تبون إن القمة العربية المقررة بالجزائر مطلع شهر نوفمبر المقبل ستكون "ناجحة" وشدد على سعي الجزائر للم الشمل العربي، مشيرا إلى أن مشاركة سوريا في هذا الموعد الهام تبقى محل تشاور بين الدول العربية.
للجزائر كل المصداقية لتحقيق المصالحة الفلسطينية
أما عن القضية الفلسطينية، فكشف رئيس الجمهورية عن سعي الجزائر لاحتضان اجتماع للفصائل الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية وأكد أن الجزائر لديها كامل المصداقية لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية التي تثق في الجزائر.
الجزائر تتعامل مع الشرعية
وبخصوص العلاقات الجزائرية-التونسية، اعتبر الرئيس تبون أن الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد يمثل الشرعية في تونس، مشددا على أن الجزائر تتعامل مع الشرعية وستواصل دعمها للجارة تونس لكن "دون أي تدخل في شؤونها الداخلية".
وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، تساءل رئيس الجمهورية عن حقيقة وجود رغبة في حل هذه الأزمة، مؤكدا تعكير بعض الأطراف للأجواء في كل مرة يقترب فيها الوضع في هذا البلد إلى الانفراج، وجدد موقف الجزائر الداعم للشرعية ولقرارات مجلس الأمن بهدف لم شمل الليبيين من خلال حل ليبي- ليبي بدون تدخل أجنبي، مضيفا أن الجزائر لم تتدخل يوما في الشأن الليبي الداخلي وهي مستعدة لحل مشاكل الليبيين.
وحول الأزمة في مالي، أكد الرئيس تبون أن الحل يكمن في تطبيق اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر وأبدى استعداد الجزائر للمساعدة المادية بهذا الخصوص وتنظيم لقاءات في الجزائر أو في مالي بين الفرقاء الماليين.وبذات الصدد، قال رئيس الجمهورية إن ملف الرعايا الجزائريين الذين تم الاعتداء عليهم بالسلاح في مدينة غاو (شمال مالي) والدبلوماسيين الذين تم اختطافهم وتوفي اثنان منهم يبقى مفتوحا، متوعدا بمحاسبة من يقف وراء ذلك، لافتا إلى أن "التحريات جارية".
الجزائر جاهزة لاحتضان المنافسات الرياضية الاقليمية والعالمية
وفي الشأن الرياضي، ألح رئيس الجمهورية على ضرورة التكفل بالرياضيين أصحاب القدرات والمؤهلات ومرافقتهم تحسبا للمواعيد العالمية المقبلة واعتبر من جهة أخرى أن الجزائر باتت جاهزة لاحتضان منافسات إقليمية وحتى عالمية نظرا لتوفرها على مرافق رياضية ومراكز الإيواء سيتم تدعيمها بمرافق جديدة في كل مناطق الوطن.
لا وجود لسجناء رأي في الجزائر
إلى ذلك، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عدم وجود سجناء رأي في الجزائر وأن من يسب ويشتم تتم معاقبته وفقا لأحكام القانون العام، وقال رئيس الجمهورية في لقائه الإعلامي الدوري مع الصحافة الوطنية، "ليس هناك سجناء رأي في الجزائر" وأن الحديث عن وجود مثل هؤلاء السجناء يعتبر بمثابة "أكذوبة القرن"، وأوضح في هذا الصدد أن "من يسب ويشتم تتم معاقبته وفقا لأحكام القانون العام مهما كانت صفته"، مذكرا بأن "الحصانة يتمتع بها فقط نواب وأعضاء البرلمان، وحتى بالنسبة لهؤلاء يمكن رفع الحصانة عنهم في بعض الحالات لمحاسبتهم".
وأكد الرئيس تبون أنه لا يقبل من أي شخص مهما كانت صفته، المساس بمؤسسات الدولة وبرموز تاريخ البلاد من أمثال الأمير عبد القادر، وأضاف رئيس الجمهورية بأن حرية التعبير مضمونة في الجزائر، لكن شريطة أن تمارس بطريقة حضارية، ليتابع بالقول: "المجال مفتوح أمام المعارضين الذين يعبرون بقناعة عن وجهات نظرهم، لكن أن تكون بوقا لجهات من وراء البحر فهذا أمر مرفوض".
سنكون بالمرصاد لكل الممارسات البيروقراطية
أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن الدولة ستكون بالمرصاد لكل من يقف وراء تفشي البيروقراطية في الإدارة ويعطل سيرها، وقال رئيس الجمهورية إن البيروقراطية هي "ممارسات سلطوية مشبوهة تراكمت على مدار 30 الى 40 سنة، وهناك أشخاص متوغلون داخل الجهاز الاداري وأصبحوا تقريبا هم السلطة ونحن لهم بالمرصاد".
وأوضح في هذا المجال ان هناك قرارات "تدرس من طرف الحكومة ويصادق عليها مجلس الوزراء ثم يأتي من يعطل تطبيقها في الميدان"، وتابع الرئيس تبون قائلا أن هذه التصرفات "تخلق جوا مكهربا وهناك من ينسبها عن قصد الى الجزائر الجديدة"، لافتا الى أن "من يريد الكرامة والاحترام عليه أولا باحترام الشعب وقوانين الجمهورية"، وذكر في هذا المجال بأن نهاية البيروقراطية تمر عبر إنهاء هذه الممارسات من الإدارة، مشددا على ان "دور الدولة يتمثل في الرقابة".
" لم الشمل" ستكون امتدادا لقوانين الرحمة، الوئام والمصالحة
أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن مبادرة لم الشمل ستكون امتدادا لقوانين الرحمة والوئام المدني والمصالحة الوطنية وستشمل كل من تم تغليطهم وأدركوا بعدها أن مستقبلهم مع الجزائر وليس مع بعض الأطراف الخارجية، وقدم رئيس الجمهورية تفاصيل بخصوص الجهات التي ستشملها مبادرة لم الشمل، مشيرا إلى أنها "ستعني الجزائريين الذين تم تغليطهم والذين فهموا أخيرا بأن مستقبلهم مع بلادهم وليس مع السفارات الأجنبية"، موضحا أن المبادرة ستشمل أيضا أولئك الذين "ابتعدوا عن الركب نتيجة تعرضهم لسوء المعاملة"، مشددا على أن المحاولات التي تقوم بها بعض الأطراف المعادية للجزائر "لا يمكن أن تفلح بوجود شعب مقاوم".
وذكر في هذا الصدد بأن "من كانوا ينادون بالمرحلة الانتقالية والتأسيس لطابور خامس لم ولن ينجحوا في مبتغاهم"، مضيفا بأن "من يسعون لفتح المجال أمام التدخل الأجنبي في الجزائر يضيعون وقتهم، لأننا لن نقبل بذلك ولن نسمح به إطلاقا"، كما لفت رئيس الجمهورية إلى أن "مبادرة لم الشمل ستكون امتدادا لقوانين الرحمة والوئام المدني والمصالحة الوطنية التي تم إقرارها سابقا لمعالجة المأساة الوطنية، غير أنها كانت محدودة في الوقت وآجال الاستفادة منها كانت ضيقة".وأفاد بأن هذه المبادرة سيتم صياغتها على شكل مشروع قانون سيعرض على البرلمان لكونه "الممثل الحقيقي للشعب".